تابعت ومعي الكثيرين اللقاء الذي أجراه الزميل محمد الاموي مع مدرب منتخبنا الأول لكرة القدم سامي نعاش، وبداية اقدر مشاركته وحرصه على الظهور لتوضيح ملابسات النتيجة القاسية التي تعرض لها المنتخب من قطر بسداسية نظيفة، ومحل التقدير أن غيره كان سيفضل عدم إجراء أي مقابلة تلفزيونية، وسيبقى متخفيا عن وسائل الإعلام كما هي العادة. ومن خلال ما قاله الكابتن نعاش أدركت انه كباقي الرياضيين يعرف تماما مدى الصعوبات التي رافقت الإعداد، ومع هذا قضى فترة من الوقت في إجازة عائلية بعيدا عن المنتخب، كان اللاعبون في أمس الحاجة إليها، فكيف يستقيم الحرص والتغيب؟. أكد أن اللاعبين لم يتقيدوا بتعليماته، خاصة فيما يتعلق بعدم ارتكاب اي مخالفات لاسيما في منطقة الجزاء، إضافة لتجنب حالات الطرد، ومع هذا ارجع سبب الخسارة الرئيسي إلى ركلة الجزاء المبكرة والطرد، معترفا بأنه أشرك لاعبين خاصة المحترفين في الخارج وهم غير جاهزين –بحسب أدائهم في المباراة- ومن هنا نلاحظ أن هناك خللاً في التواصل بينه وبين اللاعبين سواء المتواجدين معه في المعسكر أو الذين يستدعيهم من الأندية العربية. تعلل بالإمكانيات المادية -وهي حقيقة واقعة- ولكنه طالما قبل بالمهمة فإذا هو يعرف مسبقا حدود ما سيصرف على المنتخب، ووقتها كان بإمكانه أن يقرر ما اذا كان بمقدوره فعل شيء في حدودها أو الانسحاب وإفساح المجال لغيره، خاصة وانه يقوم بتدريب احد الأندية الوطنية، وهو التعارض الصريح في المهمتين، وبالتأكيد أن أحداهما ستؤثر على الأخرى، ويبدو أن ذلك ما حصل فعلا . أشار النعاش إلى بدء الدوري سيكون فرصة طيبة لانتقاء أفضل العناصر، وفي ذات الوقت ينتقد احتراف لاعبينا في الدرجة الثانية بالدول الشقيقة، وفي هذا تناقض واضح، فإذا كان مقتنع باختيار اللاعبين والدوري متوقف فكيف اختارهم؟ واذا كان يرى في اللاعبين الآتين من الأندية الخارجية عدم كفاءة فلماذا يستدعيهم؟. من خلال تعاقب الكابتن نعاش على تدريب المنتخبات الوطنية بصورة مفاجئة، خاصة عندما لا يكون هناك تواجد للمدرب الأجنبي، أصبح الانطباع السائد انه مدرب جاهز عند الطلب-وهو شعور وطني يشكر عليه- ولكن ليس على حساب ما يقدمه للمنتخب الذي يمثل الوطن، ولا يمثل سامي نعاش لوحده. كنت اتمنى أن يتحلى الكابتن سامي بنفس القدر من الجرأة التي جعلته يشارك في البرنامج، ليعلن انسحابه من تدريب المنتخب والدعوة لتصحيح الوضع عبر مدرب اجنبي يكون متفرغا تفرغا تاما لتدريب المنتخب الوطني فقط. بنيت ما كتبته في السطور السابقة على الرسائل التي وصلتني، والتي في مجملها كانت مستاءة من النتيجة، وركزت على تقديم الكابتن سامي لاستقالته، وأنها طبيعية مقارنة بالنتيجة المذلة التي تعرضنا لها، وبينت الرسائل انهم كانوا يتوقعون ان يعلنها من الدوحة، وقبل ان يعود لليمن. كما استغربت الرسائل ذاتها ان الكابتن سامي ما زال يؤمل بلقائي مدينة العين امام قطر والبحرين، ولم يفهموا على أي شيء يبني تفاؤله ونحن نتذيل قعر المجموعة اداء ونتيجة، وطالبوه بالإحساس الذي انتاب كل يمني بعدما تعرض له المنتخب. لست ضد النعاش ولكني مع المنتخب الذي يمثل كل اليمنيين.. ومصلحة المنتخب تقتضي ايجاد جهاز تدريبي متفرغ للمهمة يقدم تصوراً واضحاً عن ما يستطيع تقديمه، وعلى ضوء النتائج يمكن الابقاء عليه أو تسريحه.. مع تقديري لمشوار الكابتن سامي سواء منذ كان لاعبا أو مدربا.