كشفت وثيقة رسمية قدمها محافظ محافظة تعز السابق الدكتور امين محمود لمكتب رئاسة الجمهورية تمثلت برؤية استراتيجية للعمل عليها ابتداء من هذا العام. الرؤية تتضمن برنامج مرحلي لعمل السلطة المحلية بمحافظة تعز على المدى القصير والمتوسط والإستراتيجي ، وفق اولويات على رأسها ملف إستكمال تحرير المحافظة.
وبحسب الرؤية فان هذا الهدف يبدأ من فرض هيبة الدولة والأمن في المناطق المحررة وتفعيل مؤسسات الدولة وتوفير احتياجات المواطنين, وبناء نموذج دولة يحتذى به ويليق بالمحافظة, مروراً بإعادة تموضع الوحدات العسكرية في الجبهات وتوفير السلاح الثقيل والمتوسط والذخائر لها حتى تتمكن من إستكمال عملية التحرير .
وتقترح الرؤية في هذا الجانب العسكري إعادة ترتيب وضع المؤسسة العسكرية في محور تعز على أسس وطنية , من خلال تشكيل لجنة إعادة هيكل الجيش مشكلة من قيادة محور تعز وكافة الأولية العسكرية التابعة له.
واشارت الرؤية الى الخطوات المنفذة في هذا الهدف ومنها إعادة تأهيل عدد من المقرات العسكرية ، وإخلاء عدد من المقرات الحكومية من سيطرة الوحدات العسكرية.
كما تضيف الرؤية هدفا في هذا الجانب هو إخراج جميع الوحدات العسكرية من وسط مدينة تعز وإعادة تموضعها وانتشارها في الجبهات لمواجهة الميليشيات الانقلابية .
كما تؤكد الرؤية على تفعيل الجانب الأمني من خلال رفد المؤسسة الأمنية بعدد من المعدات والعناصر المدربة وتأهيل مقرات وهو ما تم جزئيا خلال العام الماضي.
وفي جانب تفعيل القضاء اشارت رؤية المحافظ الى تحويل مبلغ 20 مليون ريال للنيابة العامة لترميم وصيانة المقرات التابعة لنيابة الاستئناف والمحاكم المتخصصة ، مع البدء بترميم السجن المركزي بهدف إغلاق كافة السجون الغير شرعية التي تم استحداثها خلال فترة الحرب.
وفي جانب التعليم تضمن الرؤية على المدى البعيد العمل على انشاء عدد من المدراس الجديدة في المحافطة ، مع مواصلة استكمال عملية إخلاء المدارس والمعاهد التقنية والفنية وكذا مرافق ومباني جامعة تعز من الوحدات العسكرية والفصائل المسلحة.
وفي الجانب المالي شددت الرؤية على العمل على إعادة ضبط وتنظيم العملية الإيرادية وإيقاف تسرب الإيرادات والعبث الذي طال الأوعية الإيرادية.
موضحة ان ذلك سينعكس بدوره على تبديد مناخات الفوضى والعبث التي طالت الإيرادات الحكومية خصوصاً نشاطات السوق السوداء وعمليات غسيل الأموال التي ألحقت الضرر بالحركة الاقتصادية في المحافظة.
قضية شحة المياة التي تؤرق محافظة تعز وضعت لها الرؤية عدد من الأهداف للعمل على تحقيقها على المستوى البعيد وعلى رأسها متابعة الخطوات التي تم إنجازها لإنشاء محطة تحلية مياه البحر في مدينة المخا.
الرؤية كشفت عن أهداف استراتيجية في جانب تعزيز شبكات الطرق البرية بإنشاء طريق سريع يربط مدينة تعز بكلٍ من مدينة المخا ومدينة التربة، وإعادة شق طريق صبر الموادم ومشرعة وحدنان بمواصفات سياحية دولية، وإنشاء طريق نقل مزدوج يربط الساحل بمديريات الحجرية، وطريق أخرى تربط الساحل بمديريات شمال تعز المتصلة مع مديريات محافظة إب.
وفي ملف الشهداء وجرحى الحرب اشارت رؤية المحافظ السابق الى تقديمه خطة الى وزير الدفاع لدمج كافة اللجان الطبية في الجمهورية اليمنية في لجنة طبية واحدة , بحيث تحول كافة مبالغ الدعم إلى اللجنة دون تمييز بين محافظة وأخرى , وحتى يسهل توفير العلاج لكل الجرحى والمصابين .
كما اشارت الرؤية الى إعتماد راتب ملازم أول لكل أسرة شهيد بحسب توجيهات رئيس الجمهورية , وابتكار خطط استثمارية لصندوق رعاية أسر الشهداء بحيث يتحول إلى صندوق استثماري يكون بمقدوره توفير فرص أوسع لأسر الشهداء .
أهم ما ورد في رؤية المحافظ السابق أمين محمود هو مشروع ل " تعز الجديدة " كهدف استراتيجي متمثل بتأسيس وبناء مدينة تعز الجديدة في مديريات الساحل بدعم الحكومة وإشراف القيادة السياسية ودعم وشراكة حلفاء اليمن الاتحادي وأصدقاؤه الدوليين.
وبحسب الرؤية فأن ذلك يهدف الى أن تكون تعز الساحل بميناء المخا وباب المندب منطقة حرة اقتصادية عالمية تشكل البوابة الاقتصادية الكبيرة الواقعة على أهم الممرات المائية الدولية في نقطة التقاء القارتين الأسيوية والأفريقية.
مضيفة الى أن تشغيل ميناء المخا وتوسيعه وتأهيله بحسب المواصفات الفنية والمعايير الدولية المعتمدة يهدف الى استعادة ريادته ومكانته الدولية إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها رؤية تعز الجديدة.
مصادر سياسية أكدت بأن هذه الخطة التي عمل على اعدادها المحافظ السابق خلال عمله طيلة العام الماضي ، مثلت أحد اسباب الحرب التي شنتها مافيا الحرب وجماعة الاخوان ضد الرجل.
وبحسب المصادر فإن تنفيذ هذه الرؤية يعني الاطاحة بمصالح هذه الجهات التي مارست ضغوط شديدة على الرئيس هادي لتغيير أمين محمود بعد ان سربها مدير مكتب هادي وسلمها للجنرال الاحمر
