المنصف المرزوقي.. من يكون؟! إنه رئيس تونس الحالي.. أي الرئيس الذي جاءت به موجة التغيير في المنطقة العربية التي كانت شرارة انطلاقتها من بلاد »المرزوقي«.. ماذا عنه؟ لقد ألقى محاضرة »قَيِّمَة« قبل أشهر قليلة في أحد قصور الرئاسة المصرية، أي في ثاني بلدان التغيير العربي. وماذا بعد؟ كل ما في الأمر أن »المرزوقي الرئيس« قد تحدث عن تفصيل وتأطير نظري لمفهوم »الثورة«.. يستحق منا فعلاً أن نستمع لما ورد فيه.. خصوصاً أن المتحدث لم يصل إلى سدة الحكم في بلده إلا من خلال هذه الموجة التغييرية العربية.. وحينها يمكننا أن ندرك أن استخدام كلمة »ثورة« وإطلاقها جزافاً على كل فعل بشري تغييري.. يعدُّ ضرباً من ضروب »المغالطة«!! وحتى نتحقق وندقق في صحة هذا المفهوم ونستوعب ماهيته التاريخية ومفارقاته عن غيره من المفاهيم التغييرية القريبة ونؤمن بقوانينه التي أثبتها التاريخ.. حتى ذلك الحين.. دعونا نقف وقفة تأمل أمام ذلك التغيير الذي شهدناه قبل خمسين عاماً من هذه اللحظة التي نعيشها وذلك عندما اتفقنا على أن 62 سبتمبر 2691م كان يوم انطلاق ثورة حقيقية وذلك بالتأمل في الأهداف التي سعت نحو تحقيقها تلك الثورة.. إنها الأهداف التي ما زالت تعتلي »ترويسات« عدد من الصحف الرسمية حتى اليوم.. في حين كانت بعض الصحف قد أرادت إلغاءها من مكانها.. لتضع بدلاً عنها أهدافاً غير موجودة، لحدث لم يتحقق، ورؤية لم تكن حاضرة. إذن..ما زالت ثورة 62 سبتبمر.. هي »الثورة« الأم، لذا ينبغي التوقف بتأمل أمام محطاتها ونتائجها لأخذ العبرة.. قبل أن يجعل التاريخ منَّا عبرة لكل من يعتبر أو لا يعتبر فالكلمات »الاصطلاحية« و»المفاهيمية« قد أخذت زمناً طويلاً من الجدال حتى وصلت إلينا.. ليس لنتجاوزها لمجرد أن هناك »أمزجة« شخصية تريد أن »تمزج« بين الأحداث وذواتها. بارك الله بكل ثورة تحدث تغييراً جذرياً شاملاً.. نحو الأفضل، وبما يحقق طموحات العامة وليس الخاصة وبورك سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وسائر شهور الإنجازات العظيمة.. وكل عام ويمننا بخير وعافية وارتقاء نحو العلى. أستاذ علم الاجتماع المشارك - جامعة تعز نقلاً عن صحيفة تعز