أعلنت وزارة الزراعة أمس محافظة حجة منطقة منكوبة، بعد سيطرة الجراد على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، يأتي ذلك في ظل استمرار وزير المالية رفض صرف الاعتمادات الخاصة بمكافحة الجراد الصحراوي الذي يهدد حقول السهل التهامي الزراعية، كما قال وزير الزراعة والرأي فريد مجور. واجتاح الجراد خلال الأيام الماضية مديريات المحافظة مخلفاً وراءه "كارثة" كما يصفها مدير مكتب الزراعة في المحافظة ل"اليمن اليوم"، مشيراً إلى أن التقديرات الأولية لخسائر المواطنين في مديريات عبس وحرض وحيران ووشحه تجاوزت ال60 مليار ريال.. وكان وزير الزراعة الذي زار خلال اليومين الماضيين المديريات التي ينتشر فيها الجراد قد أشار في تصريح صحفي إلى أن الوضع في حجة كارثي، مطالباً الجهات المعنية بدعم جهود مكافحة "هذه الآفة"، على اعتبار أن اتساعها يهدد الأمن الغذائي والاقتصادي للبلد.. وحذر الوزير من أن جهود الوزارة لا تكفي، خصوصاً مع اتساع رقعة انتشار الجراد. وبدأ الجراد الصحراوي يتسلل إلى الشريط الساحلي الذي يربط محافظة عدن مروراً بالسهل التهامي بالمملكة العربية السعودية في سبتمبر الماضي، حيث أشار مدير مكتب الزراعة عبدالله راجح إلى أن المكتب كان يترصد تحركاته ويحاول مقاومته، "لكن ضعف الإمكانيات أدى إلى انتشاره خلال الأيام الماضية".. وقال راجح إن عطلة عيد الأضحى ورفض المالية صرف المخصصات المالية المعتمدة سنوياً لمكافحة الجراد الصحراوي الذي يجتاح الساحل التهامي سنوياً ابتداء من سبتمبر وحتى ابريل القادم وتقدر ب62 مليون ريال كان من أبرز المعوقات التي واجهتها جهود مكافحة الجراد والحيلولة دون وصوله إلى الحقول الزراعية.. وأضاف راجح "وزارة المالية لم تصرف سوى 12 مليوناً فقط من بداية العام، وهذا كان غير كافٍ لمواجهة الآفات الزراعية خصوصاً وأن المعتمد في الموازنة 62 مليونا".. كما أشار إلى أن الجراد قضى بشكل كبير على محاصيل الذرة الرفيعة والشام والسمسم والدخن والمانجو، وغيرها من المحاصيل، مشيراً إلى أن الجراد بات حالياً يهدد النحالين "وحتى المواطنين". وكان وزير الزراعة قد وجَّه أمس برفد محافظة حجة بنحو 20 سيارة استعان بها من صندوق التشجيع الزراعي، خصوصاً بعد رفض المالية صرف الاعتمادات وفقاً لمدير مكتب الزراعة الذي أضاف بأن مكتب الزراعة يتجه نحو الاستعانة بالمجالس المحلية والجمعيات التعاونية من خلال توزيع مرشات تحمل على الظهر لتعزيز جهود مكافحته.. واعتبر راجح بأن الإمكانيات الحالية لا تسهم بالقضاء على الجراد خلال فترة قياسية، لاسيما وأن مدة تكاثر الجراد لا تتعدى ال5 أيام، وطالب راجح بالاستعانة بالطائرات لرش الحقول الزراعية، "لأن بيض الجراد يتحول خلال 4-5 أيام إلى جراد طائر، ولهذا من الصعب مكافحته بالمرشات والوسائل الميدانية ويحتاج في هذه الحالة إلى طائرات لمواجهته"، خصوصاً وأن الجراد يتكاثر مع دخول فصل الشتاء، حيث توفر المناخات الشتوية أجواء لتكاثره.