"خيارات صعبة" هو كتاب ألفته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، اعترفت فيه المؤلفة أن الإدارة الأمريكية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية الكبرى في العراق والشام، تناولت فيه التكتيك الأمريكي المسبق لدعم الدولة الإسلامية عبر زياراتها ل112 دولة أوروبية والاتفاق معها على الاعتراف بالدولة الإسلامية حال إعلانها فوراً، ولكن تقول هيلاري كل شيء انهار تماماً بفعل انهيار جماعة الإخوان في مصر وسيطرة الجيش على البلاد، نعرف الآن لماذا دعمت أمريكاقطر حليفتها في الشرق الأوسط لتعزيز فكرة "الربيع العربي" بإعلامها القوي ولغرض يهدف على أساس خطير تسليم جماعة الإخوان سدة الحكم في الوطن العربي ليسهل على الغرب السيطرة بالكامل على منابع النفط والمنافذ البحرية ، هذا وتوضح وثائق سرية أمريكية أن إدارة أوباما وضعت خطة مدروسة لضرب المنطقة العربية من الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا مروراً بالخليج العربي، تلك الصفقة الأمريكية المغرقة في أنانية الغرب وجشعه قضت بمساعدة واشنطن للإخوان لتحقيق حلمهم في الوصول للسلطة وجعل مصر عاصمة دولة الخلافة الإخوانية، في المقابل تضمن أمريكا سيطرتها الكاملة على المنطقة العربية التي تعد أهم مصادر الطاقة في العالم، وقد تحدث سابقاً عن هذا المؤرخ والمفكر الأمريكي المتخصص في الشئون الإسلامية برنارد لويس صاحب مشروع تفتيت الشرق الأوسط والذي دعا إلى وضع استراتيجية لتشجيع الحركات الإسلامية في الدول العربية ودعمها لتكون سلاحاً ضد النفوذ السوفيتي في الشرق الأوسط آنذاك، ومن منطلق الجهاد ضد الدولة الكافرة نشأت حركات إسلامية متشددة ، ومن ثم بدأت المخابرات الأمريكية بتجنيد تلك الجماعات وتمويل نزعاتها لتشكل الثقل الذي باستطاعته تهدد تلك الدويلات بالمنطقة باستمرار، ومن تلك الجماعات المتشددة التي دعت إلى تطبيق الشريعة الإسلامية والجهاد لتحقيق نصرة الإسلام على أراضي تحت الوصاية الغربية جاءت العلاقة بين الإخوان ومن يتبنون فكر القاعدة، تلك العلاقة بينهما أضرت كثيراً بالجماعة وحملتها مسئولية العنف والاغتيالات الجارية ، وألصقت بهم الكثير من التهم ، وفيما اعتبرت مؤخراً بعض بلدان المنطقة أن جماعة الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً يفتح الباب على مصراعيه للحديث عن مدى تلك العلاقة المتخيلة بين الجماعة وتنظيم القاعدة؟ ولا يخفى علينا أن ثمة علاقة تحكمها أجندة خفية بين القاعدة والمخابرات الأمريكية تظهر فيه تلك الأخيرة حامية العالم من الإرهاب القادم عبر البلاد العربية الإسلامية! التهديد الذي يطال تلك الدول يجعل من أمريكا هي المنقذ والمعين في حروب تشنها ضد الإرهاب الذي يمارس، وبالمقابل تنتهك سيادة أراضي العرب بحجة ملاحقة تلك العناصر وتسديد الضربات لها! القاعدة الحليف ومن ثم العدو اللدود لأمريكا، صنعتها كند للقتال الأمريكي ضد الإرهاب، القاعدة بديل الاتحاد السوفيتي فيما بعد مرحلة الحرب الباردة، حين استطاعت المخابرات الأمريكية دحر القوى العظمى للاتحاد السوفيتي وأسقطتها، لكن بالمقابل أنشئت لها قوى أخرى لتسقطها لاحقاً في المنطقة فهل القاعدة وامتداداتها التي تفشت مؤخراً وبقوة في جميع دول المنطقة قوة يستهان بشأنها؟،هل ستستطيع أمريكا دحرها وإسقاطها وكسر شوكتها في المنطقة العربية الإسلامية بعد أن زرعتها وبنفس القوة أيضاً؟!