رئيس الدائرة السياسية لاتحاد القوى الشعبية وعضو قيادة احزاب اللقاء المشترك والناطق الرسمي باسم اللقاء المشترك حاوره : نواف ابراهيم أستاذ محمد نتحدث وإياكم اليوم عن الحالة السياسية التي يعيشها اليمن وخاصة بعد تقريبا مضي ثلاث سنوات على مرحلة ما سمي بالربيع العربي، حيث أن اليمن عاش في ظروف تختلف عن دول ما سمي بالربيع العربي، ولكن له خصوصية في الحياة السياسية الداخلية، بشكل عام أنتم كقوى سياسية وطنية تسعى إلى الخروج باليمن من هذه الأزمة، كيف تقيمون الوضع العام وخاصة سياسيا ومن ثم ننتقل إلى بعض التفاصيل؟ انتهى مؤتمر الحوار الوطني والحمد لله في اليمن ومقرراته صارت ملزمة لجميع القوى السياسية في اليمن، ولم يكن هناك مشاكل ذات صعوبة في تباين وجهات النظر، وإنما الصعوبة الآن هي كيف تنفذ هذه القرارات بصيغ أمينة ووفية حتى لايتم الالتفاف أو الالتواء عليها. أستاذ محمد أنتم في القوى السياسية الحزبية والوطنية والتحالفات التي جرت بعد انتقال السلطة وبعد وصول مرحلة الرئيس المؤقت إلى اليمن، طبعا كانت مرحلة ليست بالسهلة وخاصة في ظل وجود اهتمامات من بعض الدول الإقليمية وأنتم بالطبع تقدرون هذا الأمر، ويمكن أن نقول تدخلات غربية سواء كانت لتحقيق أهدافها فيما يخص مصالحها أو الوقوف إلى جانب الحلفاء والأصدقاء، أنتم كيف ترون المرحلة القادمة وما الذي يجب أن يتم العمل عليه للخروج باليمن إلى بر الأمان؟ كل القوى السياسية في اليمن تأمل من كل الأصدقاء ومن كل الأشقاء في المنطقة أن يكونوا عاملين لمساعدة اليمن وليس عاملين لفرض إرادتهم أو أجندتهم الخاصة أو مصالحهم في اليمن. الولاياتالمتحدةالأمريكية للأسف تريد من اليمن حديقة خلفية لسياستها ولأجندتها الخاصة لما لليمن من أهمية جغرافية وموقعها على مضيق باب المندب، وتريد من اليمن أن يكون في هذا الإطار وفي هذا السياج وأن لا يتعدى اليمنيون إلى استقلاقهم والتعامل بما يتناسب مع مصالحهم الوطنية. موقف الأمريكان حتى الآن سلبي للأسف ويتعاملون مع اليمنيين بهذه الأجندة، وهناك في اليمن قوى طامحة تعمل على تحرير القرار اليمني من التبعية والهيمنة ولكن هناك معوقات ما زالتموجودة في هذا الاتجاه. للأسف إن القرار عند القوى السياسية إخراج اليمن من السيطرة المركزية، ولكن للأسف عندما أتينا في الحوار الوطني على بند تحديد الأقاليم وجغرافيتها وكل المعطيات التي تنسب إلى تقسيم الأقاليم لم تعط حقها. هل ترون أن موضوع الفدرالية يشكل خطرا على مستقبل اليمن في حال لم يطبق بشكل صحيح؟ حصل إخراج غير مدروس للأقاليم بالشكل المطلوب، لذلك نتجت أمور سلبية كفر المجتمع مذهبيا وطائفيا وجهوي وتقسيما غير عادل على أساس الثروة. وقد اقترحنا تسمية يمنية تاريخية اسمها المخاليف. ما الفرق بين المخاليف عن الكونفيدرالي؟ المخلاف هو صيغة يمينة ويعني إيجاد إدارة محلية، ولكن الإقليم يعطي تميزا عرقيا، ويمكن أن نعطيمثالا كما في اسبانيا إقليم الباسك، والأقاليم تعطيها الحكم الذاتي والصفة الذاتية والاستقلالية، ولكن المخلاف هو في إطار الدولة ولا يمكن أن يخرج عن الدولة. إلى أي حد أنتم مستمرون معهم في هذا الطريق حتى يتم الحفاظ على اليمن؟ سنكون مع ما يجمع عليه اليمنيون. كيف تقيمون الدور الروسي في اليمن خلال هذه المرحلة وما الذي يمكن أن تنتظروه من روسيا في ظل ما تفضلتم به بأنه هناك تدخلات خارجية وخاصة من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تريد أن تتعامل مع السياسة في اليمن بما يخص مصالحها وليس بما يخص ويهتم بمصالح الشعب اليمني؟ حقيقة نحن في اليمن نعتز بالدور الروسي والموقف الروسي وليس في اليمن فقط وإنما في كل المواقف الدولية، وموقف روسيا في سوريا كان نموذجا رائعا تتطلع إليه الشعوب العربية ويتطلع إليه كل المستضعفين والمضطهدين، ولذها روسيا بقيادة بوتين وروسيا القرارات الشجاعة العظيمة والدبلوماسية الراقية هي التي نعتز بها وفي مواقفها في أي مكان كان من العالم، نحن مع روسيان ونحن نشعر بأن قرارات روسيا في أي مكان كانت هي معنا. هل تطالبون بدور روسي أقوى؟ نعم بالتأكيد على روسيا أن تلعب دورا رئيسيا وتتبنى قضايا الشعوب المضطهدة والمظلومة من الهيمنة الغربية. هل تؤيدون روسيا بالنسبة للأحداث في أوكرانيا أيضا؟ بالتأكيد نؤيدها لأن ذلك هو أمن قومي بالنسبة لروسيا، ويجب على أوكرانيا أن تتعامل في هذا الأفق وألا تكون حربة ضد روسيا وإنما تتعاون مع روسيا للحفاظ على الأمن القومي المشترك بين روسياوأوكرانيا. كيف ترون الصورة السياسية والحالة اليمنية في المرحلة القادمة في ظل كل هذه الاتفاقات والتباينات التي تحدث بين كل القوى السياسية بما فيها التدخلات الخارجية والإقليمية ودعم الأصدقاء الذي تحدثنا عنه؟ تحررت اليمن الآن من الهيمنة، هناك لا يوجد أي فصيل من الفصائل السياسية في اليمن يسيطر على القرارات في اليمن. تحرر اليمن من هذه التبعية للقوى الداخلية وهناك توازن سياسي في داخل اليمن، وإذا أخذ هذا الدور حقه سيحقق المصالح العليا لليمن وسيقاوم المشاريع التي تريد أن تجعل اليمن تابعا لها.