بعدما أقر منسق الائتلاف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة الجنرال المتقاعد جون آلن بأن تنظيم "الدولة الاسلامية" ( داعش) احرز "تقدما كبيرا" في العراق، وحذر من ان تؤدي الغارات الجوية على معاقل التنظيم المتطرف في العراق وسوريا الى معادلة "لا غالب ولا مغلوب" ، كشف وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند امام مجلس العموم ان بلاده ستعيد نشر طائراتها بلا طيار من افغانستان لمواجهة تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق. اوضح الوزير البريطاني ان طائرات "ريبر" المسيرة من بعد ستنفذ مهمات استطلاع وتحديد مواقع وجمع بيانات دعما للقوات العراقية والائتلاف الدولي التي تواجه التنظيم في شمال العراق. كما انها قادرة على القاء القنابل واطلاق الصواريخ. وستكون هذه المرة الاولى ترسل بريطانيا طائرات "ريبر" الى خارج افغانستان، التي تنفذ انسحابا كاملا لقواتها المقاتلة منها في السنة الجارية. وقال هاموند: "اننا نعيد نشر بعض من طائراتنا ريبر المسيّرة من بعد من افغانستان الى الشرق الاوسط". وسبق لبريطانيا ان أرسلت عددا من طائرات "تورنيدو" المقاتلة التابعة لسلاح الجو الملكي لتشارك في الغارات على مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق. وأكد وزير الدفاع مايكل فالون لمجلس العموم ان "قدرة طائرات ريبر على المراقبة ستوفر معرفة محورية بالاوضاع، وستشكل اداة ثمينة لدى الحكومة العراقية وحلفاء الائتلاف". واضاف: "اذا دعت الحاجة الى غارات فيمكن طائرات ريبر ان تقوم بدور مكمل بعد طلعات مقاتلات تورنيدو". وطائرات "ريبر" الاميركية الصنع مسلحة عادة بقنبلتين من طراز "بيفوي" المسير باللايزر، واربعة صواريخ "هيلفاير" للضربات الدقيقة. كذلك اعلنت وزارة الدفاع ان مجموعة صغيرة من سلاح المشاة البريطاني اتمت اسبوعا من تدريب القوات الكردية التي تقاتل المسلحين الاسلاميين المتطرفين على استخدام الاسلحة الثقيلة التي زودتهم اياها بريطانيا الشهر الماضي. تفجيرات في بغداد على صعيد آخر، فادت الشرطة العراقية ومصادر طبية ان 36 شخصا على الاقل قتلوا وأن 98 آخرين صيبوا خلال هجمات بأربع سيارات مفخخة وهجوم بقذائف الهاون خلال ساعتين على مناطق شيعية في العاصمة العراقية امس. وفجّر مهاجم انتحاري سيارة مفخخة في نقطة تفتيش تابعة للجيش بالقرب من مطعم في منطقة الطالبية بشمال بغداد الساعة 2:30 بعد الظهر، مما أدى الى مقتل تسعة اشخاص. وبعد 45 دقيقة انفجرت سيارتان مفخختان في غرب بغداد فقتل 16 شخصا وأصيب 35. وبعد دقائق سقطت خمس قذائف هاون على حي الشعلة الشيعي، فقتل خمسة وأصيب 21 آخرون. ثم انفجرت سيارة مفخخة اخرى في حي الحرية القريب فقتلت ستة اشخاص وأصابت 14 آخرين. أسلحة كيميائية في غضون ذلك، كشفت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" ان نحو 20 جنديا اميركيا تعرضوا بين عامي 2004 و2011 لاسلحة كيميائية مهملة تعود الى عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وان بعضا منهم اصيب بها، مؤكدا بذلك معلومات نشرتها صحيفة "النيويورك التايمس". وفي عددها الصادر الاربعاء أوردت الصحيفة تقريرا مسهبا بعنوان "الضحايا السريون للاسلحة الكيميائية العراقية المهملة" جاء فيه ان جنودا اميركيين وعراقيين اصيبوا بين 2004 و2011 بهذه الاسلحة الكيميائية المهملة، وأن "البنتاغون" أمر الجنود بالتكتم على هذه الحوادث. وقالت إنه "في الاجمال أفادت القوات الاميركية، بسرية مطلقة، عن العثور على نحو خمسة آلاف رأس حربي وقذيفة وقنبلة جوية تحتوي على اسلحة كيميائية". وقالت "النيويورك تايمس" انها أجرت "عشرات المقابلات مع اشخاص معنيين ومسؤولين اميركيين وعراقيين" وانها حصلت على وثائق استخبارية "منقحة بشدة". واقتفت الصحيفة اثر 17 عسكريا اميركيا وسبعة من رجال الشرطة العراقية ممن تعرضوا لعناصر سامة للاعصاب وغاز الخردل. ونقلت عن مسؤولين اميركيين ان العدد الحقيقي للجنود الذين تعرضوا لهذه الاسلحة الكيميائية هو "أكبر بقليل لكن الحكومة الاميركية ابقته سرا". وردا على سؤال عما اوردته الصحيفة، صرح الناطق باسم "البنتاغون" الكولونيل البحري جون كيربي بأن عدد الجنود الاميركيين الذين تعرضوا لهذه العناصر الكيميائية هو "نحو 20"، في حين قالت الصحيفة ان الحكومة الاميركية أبقت العدد الحقيقي سريا. وقبل غزو العراق في آذار 2003 كان الرئيس الاميركي في حينه جورج دبليو بوش يؤكد ان نظام صدام حسين يمتلك اسلحة دمار شامل، الا ان هذه الاسلحة لم يعثر عليها ابدا. في المقابل، عثرت القوات الاميركية بعد اجتياحها العراق على هذه الترسانة من الاسلحة الكيميائية التي لم تكن معدة للاستخدام، استنادا الى الصحيفة. وأشارت "النيويورك تايمس" الى ان هذه الاسلحة صنعت قبل عام 1991 لاستخدامها في الحرب على ايران (1980-1988). وأجرت مقابلة مع سرجنت سابق في الجيش الاميركي أصيب بغاز الخردل في 2007 ولم يحصل على علاج طبي ولا أجلي عن العراق، قال: "شعرت بأني خنزير غيني (أحد أنواع القوارض) أكثر من كوني جنديا جريحا". وقد تلقى الكونغرس "معلومات جزئية" عن هذا الملف، بينما تلقى الجنود المعنيون بهذه القضية أمرا "بالتكتم او باعطاء معلومات مغلوطة عما عثروا عليه".