محمدعبدالعليم حينما اندلعت الثورات العربية في كلا من تونس ومصر كانت بدايتها وجميله ومثل بدايتها الجميلة وجدناها تنتهي نهاية جميلة أيضا ،شاهدنا ثورة الياسمين التونسية كانت سريعة النهاية بعد الإطاحة بالدكتاتور بن علي وأعوانه ومن ثم ثورة مصر التي أطاحت بحسني وأعوانه وما تزال ثورة اليمن وسوريا وليبيا تتراوح بين غضب الشعوب واستحواذ الحاكم بالقوة العسكرية وبقلة من المتفذين على الحكم .
قيل قديما (من غسق الدجى ينبثق الفجر الباسم)ولأجل ذلك فلكل شي بداية ولكل بداية نهاية و ربيع الثورات العربية شي طبيعي جاء بهدف القضاء علي استبداد الحكام وسيطرتهم بالسلطة والمال والقوة العسكرية على الحكم وجعل الحكام وأعوانهم هم المستفيدين من الحكم وتجاهل السواد الأعظم من شعوبهم .
أن لكل بداية نهاية لكون العالم تغير في القرن الحادي والعشرون مع ثورة الانترنت وتحول العالم قرية صغيرة وتزايد ورابط التوصل الاجتماعية عبر الفيس بك وغيرها وظهور جيل شاب متعلم يؤمن بالحرية والتطور ويرفض الاستبداد والظلم ويطمح إلى العيش الكريم عبر مؤهله ومستواه العلمي بعيدا عن الوساطة والتقرب من أصحاب القرار والنفوذ في السلطة وكل هذه المشاعر والأحاسيس كانت وقود هذه الثورات للمطالبة بحياة كريمة لغداً افضل .
كانت ابرز إشكاليات البلدان العربية هي أنها دول تتغنى بالديمقراطية لكن مالديها من ديمقراطية ليس كمثيلتها الغربية فديمقراطية العربان تعني أن يتمسك الحاكم بالكرسي مدى الحياة وهو وقلة قليلة من المتنفذين.
اليمن كغيرها من بلدان عربية كثيرة تمر باسواء أزمة في تاريخها حيث بدأت الثورة الشعبية التي أعلن عنها شباب الثورة في 16 فبرايرللمطالبة برحيل النظام اليمني وانضم لاحقا إلى المعركة شرائح المجتمع وأحزاب سياسية وأيد الثورة دول الخليج العربي والاتحاد الأوربي وامريكاء والكل طالب بانتقال سلسل للسلطة باليمن بعيداً عن الفوضى لكن المواقف الخارجية ما تزال ضعيفة في ظل قمع مستميت تمارسه السلطات ضدا المعتصمين في ساحات الاحتجاجات وحتى اليوم ما يزال الحاكم ورموزه يعلنون تارة أنهم مع الحوار وتره انهم مع الشرعية الدستورية بينما الحقيقة أن حجم التأييد الممنوح لهم لايتجاوزحدود ميدان السبعين .
أن ما نشاهده ألان من مظاهرات مليونية واعتصامات يومية في ساحات التغيير والتحرير في 17محافظة يمنية مطالبة برحيل النظام لاتعني الا ان النظام قد فقد شرعيته بعد خروج الشعب إلى الشارع.
المؤسف ان النظام لايزال يكابر رغم توقفت الحياة العامة في معظم المحافظات وتوقفت أجهزة الدولة علي العمل والمحلات التجارية في اغلب المدن اليمنية بسب العصيان المدني وتوقف شركات عالمية عن العمل وهو ماكبد الاقتصاد اليمني مليارات الدولارات شهريا .
اخيرا مايمكن لنا قوله أمام كل مايعتمل في هذا الوطن هو انه بات من الضروري ان يعترف النظام بأنه خسر معركته مع الشعب ولم يعد أمامه الا ان يسلم السلطة للشعب وان يرحل والا فان اليمن تتجه بخطى حثيثة نحو كارثة مهولة .