عندما تجول بي الذاكرة في أيام خلت، وأتذكر رجال رحلوا عنا إلى بارئهم ، وظلت ذكراهم العطرة حاضرة معنا في كل لحظة، ذكراهم ومناقبهم وأعمالهم الفاضله ، ومن هؤلاء الرجال والذي ترك أثر وفراغ كبير في مجتمعه ومحيطه، هو الشيخ طيب الذكر طيب الله ثراه محمد العود بن عبدالحامد . هذا الرجل بصدقه وإخلاصه ونقاء سريرته ، وبوجهه البشوش وإبتسامته وسعة صدره وقوة تحمله وصبره وجلده ، في إصلاح ذات البين بين من يتخاصموامن أبناء قريته، والمناطق المحيطة بها ، فكان رحمه الله له قبول عند الجميع، ويجمع الكل على نزاهته وصدقه ويرتضيه جميع المتخاصمين لثقتهم به وبأمانته. مشاكل عائليه ومشاكل الأرض الزراعية أومشاكل ماليه، وغيرها كل تلك المشاكل والخلافات كان بمجرد حضور الشيخ محمد لحلها وبإبتسامته ووجه الرضي ألف رحمة تغشاه، كانت هذه الشخصيه وبحضورها، كفيلة بإن تنهي الخلاف وتعيد الألفه والمودة بين المتخاصمين. كان وجوده بمثابة البلسم والترياق الذي يطيب الجروح ويطهر النفوس من الحقد والضغينة. الشيخ محمد رجل بسيط عاش كل حياته مزارع بقرية المحفحف، يمتلك حراثة صغيرة وقطيع بسيط من الأغنام هي كل ماكان يملكه الرجل ويقتات منه هو وعائلته الكريمه. عاش عفيفيا" نزيها"قنوعا"بما آتاه الله شاكرا" لله راضيا"وعابدا"لم يتذمر أو يسخط يوما"ما، كان صبورا"ورجل يحمل قلب كبير، تملؤه المحبه والوفاء لجميع الناس دون إستثناء. رجل جبل على الخير والتقوى والصلاح، كان له الدور الأكبر في بناء مسجد المحفحف وكان رحمه الله هو مؤذن المسجد حتى توفاه الله وفي كل مشاريع الخير كان الشيخ محمد سباقا" للخير وفي مقدمة الناس ، وهذا ماعشته شخصيا" ورأيته بأم عيني ، في مشروع المياه بقريتي فرعان والمحفحف ، وكانت له اليد الطولى ومن أكبر الفاعلين إلى جانب الشهيد علي ناصر في تأسيس مدرسة المحفحف رحمهما الله. الشيخ محمد رجل كريم وخير فكم كانت نفسه سخية وكبيرة بالعطاء، مماتجود به أرضه فكان يقدم ويهدي ويجود مع الأقرباء والأصدقاء بنفس راضية دون منا"أو أذى مما رزقه الله في أرضه من الحبوب والسمسم والأعلاف. رجل ذو معدن نفيس ونادر وبوفاته ترك أثر وفراغ كبير في مجتمعه ومحبيه وكم أوجعني فراقه رحمه الله رحمة الأبرار. بقلم أبومعاذ/أحمد سالم شيخ العلهي. فرعان/موديه.