لم تكتفي نظرة مجتمعنا للمرأة بأنها ناقصة عقل ودين فحسب ، بل هو يراها مخلوقة ضعيفة ناقصة جسمانيا وصحياً ولاتستطع التبرع بدمها لأي مريض كان ، وان كانت تتمتع بصحة جيدة ولو استوفت جميع شروط المتبرع...! ذهبتُ بالأمس بأمي لإحدى المستشفيات الخاصة القريبة منا ، لكي أنقل لها دم بعدما تأكدت ان زمرة دمي تطابق زمرة دمها ، وان نسبة الدم لدي كافية للتبرع، ولكني تفاجئت بالرفض القاطع من قسم الاستقبال والتسجيل في المستشفى ،والسبب هو اني انثى و لا استطيع ذلك و يجب علي ان آاتي بمتبرع رجل وان نحن النساء لا نستطيع التبرع، وحينما اصررتُ على موقفي في التبرع وانني ساتحمل كافة المسؤولية وجدت احد المارة في قسم التسجيل يستهزء ويقول انتن النساء قاصرات في كل شيء لن يسمحوا لك بالتبرع بالدم كما لم يسمحوا لأبنتي بالتبرع بدمها لأمها من قبل...فأجبته بامتعاض اجبني ماالذي يمنعنا من ذلك! على الأقل دمائنا أنقى من دماء كثير من الرجال إذا أننا نتمتع بصحة جيدة فلا ندخن ولا نتعاطى القات مثل معظم الرجال هنا..... قال ولكن لن يسمحوا لك .... لا تكمن المشكلة في نظرة المجتمع القاصرة فحسب ، بل المشكلة حين يأتيك متعلم كالطبيب والمخبري او الممرض وهم أكثر افراد المجتمع فهما بشروط المتبرعين ليعيقك عن التبرع ولا يكتفي بذلك بل يتنمر ...... ! هنا نقول لابد من نشر الوعي بين صفوف المتعلمين اولاً حتى تتغير هذه النظرة القاصرة حول النساء إذ أنه لا يوجد سبب علمي يمنع امرأة من التبرع ، معظم الناس يعتقد ان ما تفقده المرأة شهرياً من دمها في دورتها يؤثر صحياً على قدرتها على التبرع بالدم، وهذا غير صحيح،ولا توجد مطلقاً اية مخاطر للتبرع بالدم، فكمية الدم التي تسحب عند التبرع كمية بسيطة تقدر بحوالي 450 مليلتر، وهذه تمثل فقط 8٪ من متوسط حجم الدم عند الشخص البالغ والذي يصل الى 5 - 6 لترات من الدم. ليس لي في الطب لا من قريب ولا من بعيد ولكن أذكر أني قرأتُ بشكل موسع بهذا الشأن منذ أكثر من خمسة أعوام تحديدا في حرب صيف 2015عندما ذهبت مع صديقاتي للتبرع بالدم لجرحى انفجار ، كانت إحدى المستشفيات قد نشرت إعلان عن حاجتها لمتبرعين، وفي ظل ظروف حرب صعبة وقلة المتبرعين تم رفض فكرة تبرعنا انا وصديقاتي بحجة اننا لا نستطيع ذلك ، بدون إجراء اية فحوصات للتأكد من قدرتنا على ذلك... فلماذا هذه النظرة القاصرة!! ومتى سوف نغير هذه الثقافة السائدة!! إيمان صالح