ذات يومٍ ضاق صدري فخرجتُ لأتنفس الهواء قادتني الخُطا في شوارعِ المدينة مررتُ بكل الأزقةِ ورائحةُ النبيذِ تعبقُ في كل البلاد ثملتُ من فرط إستنشاق رائحة النبيذ ولا زلتُ أمشي مشية سكرانٍ لا يملكُ السيطرةَ على نفسهِ حتى وقعتُ على الرصيفِ ولم أكن أعي أين وقعت وحين صحوتُ وجدتُ نفسي بين أحضان إمرأةٍ تسحرُ الألباب إمرأةٍ لم ترى عيني بجمالها إمرأةٍ من قبل أعتراني ذهولٌ ألجم شفاهي ولساني عن الحراك طال صمتنا حتى تكلمت ألا تعرفُ من انا ايها المتشرد لكن صمتي المخيمُ في شفاهي كان أفصح من جواب وحين أدركت بأنني لن أجيب تكلمت بلهجةٍ قاسيةٍ انا الدولةُ أيها التائهُ في رُبايَ انا الساهرةُ العيون من أجل هناءك وأمانك انا الدولةُ العفيفةُ لم أبدي مفاتني لعدو ولم أتمرد يوماً على شعبي انا الأمينةُ الحنونةُ والسخيَّةُ إن بذلت انا الواسعةُ الجميلةُ والسعيدةُ والأسيرةُ في فؤادك كل هذا وانا لا زلتُ أسبح بين أمواج الكلام المهتري حتى أخرجت أغلالها الفضيَّةَ اللون وكبلت دون حياءٍ معصميَّ ورددت خلف النجوم مكانكم ياتائهين خلف الزمانِ ستقذفون لا لن تعيشو والمدامُ شرابكم لا لن تعيشو والكفاح حياتكم لا لن تمرو والزعيم أمامكم فغفوتُ يوماً كان كألف عامٍ وحين أفقتُ كنتُ مُعلقاً خلف السحاب بشعرةٍ بنيَّةٍ كانو قديماً يسمونها القبيلة.