كان محمد حسنين هيكل الصحافي المصري المخضرم عندما شرع في كتابة المشهور "خريف الغضب" كتب بإنفعال عن مرحلة "محمد أنور السادات" كيف تعرض "هيكل" والذي حسب من رموز حركة مراكز القوى 17 مايو 1980م في الزج في السجن مع علي صبري وحسين الشافعي ومحمد فائق وأشرف مروان وكثير من القيادات التي كانت محسوبة على الصف الناصري إلى أن جاءت حادثة المنصة في 6 أكتوبر 1981م في إغتيال "محمد أنور السادات" من قبل الإسلامي المتشدد "محمد الاسنلبولي" والذي أطلق أسمه على أحد شوارع إيران. كان بجانبه سيد مرعي والفريق أول طيار نائب رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك وآخرين .. رحل السادات .. ورحيله مع مرحلة خريف الضغب .. تقلد مبارك السلطة ولم يعين نائبا له مع إبقاء حالة الطوارى حتى الساعة. من ذكريات رحلة حياة "محمد حسنين هيكل" مع قناة الجزيرة أسهب وتوسع كثيرا في الحديث .. تحدث عن ثورة الخميني أكثر من مرة ورددها وكانت له أعجوبة تاريخية .. وتحدث عن عملية أحتلال الطلاب الإيرانيين للسفارة الامريكية في طهران عامين .. وكانت أعجوبة له ووصف عن "حسني مبارك على طريقته الظريفة والخاصة بالصورة عنه .. هذا هو الطيار الحربي الذي اكتشفه "هيكل" .. حسني مبارك هو من دفعة الفريق أول حافظ الاسد طيران "ميج21" أكاديمية الطيران الحربي في الاتحاد السوفيتي السابق "حسني مبارك" الطاعن في السن و"هيكل" هم الأخر .. لهم عقلياتهم الخاصة وتأثريهم لمجريات أمور طالت في أعمارهم. ما يواجه اليوم التغيير في مصر كان بالنسبة للرئيس "مبارك" مفاجئة لم ولن يتوقعها ولمحمد حسنين هيكل مفاجئة أخرى .. هيكل طرح أفكار لا يمكن أن تحل المشكلة .. ولا .. ولا .. قال الكثير ولوح على ورقة الجيش وأشاد بنائب الرئيس عمر سليمان ورئيس الوزراء شفيق باعتبارهم من الحرس القديم والثورة الشبابية .. المهم "هيكل" يريد ترميم وضع وإبقاء نظام متأكل .. فكر كيف سقط .. وكيف سينهظ .. ومن القادم. في ميدان التحرير الموضوع يختلف ويتوسع ، شتاء غضب الشباب من وراءه ، هنا السؤال .. مصر منذ انتصار الثورة في 23 يوليو 1952م أطاحة بنظام حكم فاروق الملكي إلى الانتقال إلى النظام الجمهورية أطلق عليها "الجمهورية العربية المصرية" ، ثم جاءت الوحدة مع سوريا في 1957م وسميت وقتها "الجمهورية العربية المتحدة" وحتى الإنفصال من جانب سوريا لأسباب سياسية وعسكرية لتصرفات المشير "عبدالحكيم عامر "و"القيتلوني" الرئيس السوري.. أبقى عبدالناصر على أسم الجمهورية العربية المتحدة حتى وفاته في 10 سبتمبر 1970م وتربع نائبه "محمد أنور السادات" مقاليد السلطة وغير أسم الجمهورية إلى "جمهورية مصر العربية" حتى اليوم. الآن الشباب يدخل ثورة عصرية جديدة والأخوان المسلمون ومعه تيار إيراني قوي لم يبخل في تقديم الغذاء والمال والصمود في وجه الجيش والتشدد في المطالبة .. ميدان التحرير أشبه بالسفارة الأمريكيةبطهران التي احتلت من قبل الشباب الإيراني وحققت أهدافها .. المطالب توسعت لتصل إلى إقلاع رأس النظام ومؤسساته ومرؤوسيه وتغيير سياسي جذري بشروط التفاوض أو أحتلال المرافق بالقوى وصولا إلى رأس قصر القبة ورفع علم مصر وبإي لون وبهتافات قد تتغير ومصاحف قد ترفع من على صهوة القصر والوزارات والبرلمان بالأيدي بالقبضة واحد أثنين ، قد يخرج شخص ثورة الشباب بأسمه ، كما خرج مرشد الثورة الإيرانية "خاميني" مؤيدا وداعما للنظام الجديد .. هل تصبح مصر من جمهورية مصر العربية إلى جمهورية مصر الإسلامية ؟ أم يبقى أسمها كما هو لظروف ومستجدات دولية حتى يكتمل بناء الدولة التي راهن "الخمينيون" من إيران والأخوان المسلمون من مصر لتحقيق حلم في منطقة الشرق الأوسط .. لأن الثورة الإيرانية عند قيامها في 1979م لم يتقوع العالم سقوط الشاة "محمد رضا بهلوي" الذي فر ودفن في مصر آبان فترة حكم السادات وتطالب إيران بإعادة رثاته إلى طهران وهو مصدر خلاف سياسي ما بين مصر وإيران .. الثورة الخيمينية تبحث عن دول كبرى كما هو حالها في طهران وبغداد وتحالفها الاستراتيجي مع سورية وخاسرتها في قبضة مصر ما القادم بعد يا ترى كل شيء يمر من بحر العرب حتى قناة السويس .. أما ميدان التحرير سيتحول إلى ميدان الثورة الشبابية بكافة صنوفها وأطيافها السياسية .. والمصالحة الأمريكيةالإيرانية القادمة ستأتي من مصر ولإبقاء على معاهدة "كامب ديفيد" للسلام بين مصر وإسرائيل كشرط مصالحة متبادلة .. أم سيسبقها إنقلاب عسكري ، فكل الاحتمالات وارده !!