يسود الطغيان والتوحش كلما سادت الفوضى وشريعة الغاب التي تغيب عنها الدولة ونظامها القانوني والدستوري والقضائي، عندما يسكن التوحش إلا محدود النفس البشرية التي الذي يكاد يفوق توحش الحيوانات بمراحل. هكذا تحولت ملامح العاصمة اليمنيةصنعاء، من مدينة للسلام، إلى وكر للقتلة والجرائم الوحشية إلا إنسانية، بعد 6 سنوات على من الانقلاب الدموي الحوثي المدعوم إيرانيا، في أيلول سبتمبر من عام 2014م.
انقلاب افرز عن غياب الدولة اليمنية، وإعادة تعريف الإنسان اليمني المضطهد بحيث يتم إلغاء الصفة الإنسانية منه، أو على الأقل اعتباره صنفًا آخر من المجتمع، لاعتبارات سياسية وأمنية قمعية ترسخ من هذا الانقلاب الدموي.
فعقب بعد 6 أعوم من الاجتياح الحوثي للعاصمة صنعاء، تفشت في المجتمع ظاهرة القسورة والفحش، وترك الإنسان اليمني بدون دولة تسير نظام حياتية، ودون وعي مع فطرته، ففسدت الأرض بفساده.
نكبة 21 سبتمبر كما يسميها البعض، بمعتقداتها الدخيلة، تمخض عنها استفحال للقسوة الإنسانية، بحيث صنف المجتمع على أساس طبقي ومناطق ومذهبي.
فرز تبلور إلى نوع من المحفزات الرئيسية للغرائز الوحشية في المجتمع اليمني، كنمط ثابت لتلك الجرائم البشرية التي تشهدها مدينة صنعاء، دون أي رادع للسيطرة عليه، من قبل سلطات الانقلاب.
يقول البعض، أن شعور الجماعة الحوثية الانقلابية بتملكها تفويضا سماوياً للسلطة، نتج عنه التوغل بالقسوة والتوحش، وانعكس بدورة على غرائز المجتمع الحيوانية الذي تسيطر عليه، التي لم تنمو لوحدها، بل كانت نتيجة طبيعية لعوامل مكانية وظرفية، جعلت من بعض فئات المجتمع اليمني المسالم مخلوقات متوحشة ومشوه.
ويضيف آخرون، أن رصيد الانقلاب الحوثي الوحوش المنسلخ، أسفرت في 26 أغسطس الماضي، عن مقتل الشاب "عبدالله الاغبري" الذي لقي حتفه على يد "عصابة" مكونة من عدة أشخاص، بينهم أحد ضباط ما يسمى "الأمن الوقائي" التابع لميليشيا الحوثي، أثناء جلسة تعذيب استمرت 6 ساعات، في جريمة لاقت أصداء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تسريب مقاطع فيديو وصور عن هذه الجريمة التي ما يزال الغموض يشوب تفاصيلها.
*"الأغبري والحالة اليمنية" جريمة مقتل الشاب "الاغبري" والتي تزامنت مع الذكرى ال6 لاجتياح صنعاء في 21 سبتمبر 2014، كشفت عن حالة الفوضى الأمنية ومستوى الإجرام الذي خلفته أعوام الانقلاب والممارسات الحوثية القمعية المستوردة من نظام إيران.
فريق أخر يشبه جريمة مقتل الشاب "الاغبري" "المغدور به، بالحالة اليمنية على حد سواء، مشيراً أن جماعة الحوثي الانقلابية قد غدرت باليمن بانقلابها الدموي كغدر أولئك المجرمون بشاب الأغبري، وأن تلك الحادثة تختصر حكاية كل يمني وكل اليمن".
الجريمة النكراء التي هزت الرأي العام اليمني والعربي، قرعت جرس الإنذار حول طبيعة الأوضاع التي يعيشها ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
فبحسب وزير الإعلام اليمني "معمر الارياني"، فأن مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية تحولت إلى معتقل كبير ووكر للجريمة والإرهاب المنظم الذي تمارسه قيادات وعناصر الميليشيا وأجهزتها القمعية بحق المواطنين.
إلى ذلك مثلت جريمة قتل الشاب الاغبري، مادةً إعلاميةً لدى كبريات القنوات الفضائية والصحف العربية، بالإضافة إلى المواقع الإخبارية ومنصات الإعلام على الإنترنت.
ولم تقف تداعيات قضية وجريمة نقتل عبدالله الأغبري عند المستوى المحلي واليمني فقط، بل وصل صداها إلى المستوى العربي والدولي.
حيث علّق السفير البريطاني في اليمن مايكل آرون على واقعة مقتل الشاب عبدالله الاغبري في صنعاء، ووصف الجريمة بأنها "صادمة للغاية".. داعياً إلى تقديم مرتكبي هذه الجريمة إلى القضاء، وتحقيق العدالة.
ووصف السفير البريطاني حالته جراء مشاهدته لتفاصيل الجريمة بقوله: "صُدمت بفيديو قتل الشاب عبدالله الأغبري في صنعاء.. لا يمكن أن تمر هذه القضية بصمت، ويجب تقديم مرتكبي هذه الجريمة المروعة إلى العدالة بأسرع وقت ممكن.
غير أن محللين ربطوا بين هذا الاهتمام الدولي بجريمة محلية، وبين وقوع الجريمة في مدينة يسيطر عليها الحوثيون، في إشارةٍ إلى تحميل المليشيات حدوث مثل هذه الجرائم الأخلاقية والدموية البشعة.
*فوضى أمنية يزداد المشهد الأمني في أمانة العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات الواقعة تحت ميليشيا الحوثي قتامة ويدخل الوضع منعطفاً خطيراً في ظل ارتفاع معدل الجريمة بالتوازي مع تغول وانتشار العصابات المسلحة بتواطؤ من قيادات حوثية، وجرائم القتل الفظيعة واختطاف وإخفاء الأطفال النساء، فضلا عن جرائم سرقة المحال التجارية والمنازل والسيارات.
حيث تدخل العاصمة اليمنيةصنعاء، العام السابع وهي ترزح تحت وطأة استبداد المليشيا الحوثية المدعومة إيرانيا، حيث عملت المليشيا الانقلابية على تمييع عشرات الجرائم الصادمة التي هزت المجتمع اليمني خلال الأعوام ال6 الماضية.
ووثقت مصادر حقوقية، (913) جريمة فوضى أمنية، في نطاق أمانة العاصمة صنعاء منذ يناير وحتى نهاية اغسطس 2020م، تنوعت ما بين سلب ونهب وقتل، والذي زحت فيه جريمة القتل البشعة بحق الشاب عبدالله الأغبري ما تبقى من طبقة الجليد التي تستر بشاعة مليشيات الحوثي والوضع الأمني في صنعاء.
ويرجع خبراء، تزايد ظاهرة انتشار الجرائم إلى سيطرة الميليشيا وطبيعتها المتطرفة وتركيبتها المكونة من مافيا الجريمة المنظّمة مع خليط من شبكات التهريب وتجارة المخدرات وأصحاب السوابق، ومن رجال العصابات الذين أصبحوا قادة ميدانيين ومشرفين يتحكمون بإدارة المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
ويلفت الخبراء، إلى أن تلك الجرائم تحمل طابعاً عنصرياً ومناطقياً بحتاً، وآخرها جريمة الشاب عبدالله الأغبري التي أثيرت في وسائل التواصل الاجتماعي. ويعتقد الخبراء، أن قضية مقتل الشاب الأغبري ستحمل تداعيات كثيرة، بحكم أنها كشفت العديد من التفاصيل والممارسات السلبية في المجتمع اليمني، كانت مخفية خلف أبوابٍ موصدة من السرية والتكتم.
ولعل أبرز تلك القضايا والممارسات، ما تتعرض له الفتيات اليمنيات من ابتزازٍ واستغلال من قبل بعض القيادات الحوثية المتنفذة.
كما كشفت الجريمة، وجود أعمال منظمة، تدخل في إطار ما يُطلق عليه (الجريمة المنظمة)، من خلال إنشاء واجهات تجارية، بينما هي الأصل أوكار للرذيلة والابتزاز.
*"ثقافة العيب والشرف" اتصالاُ بذلك، أنشأت جماعة الحوثي الانقلابية عقب اجتياحها للعاصمة صنعاء، جهازها السري المسمى ب(الأمن الوقائي)، الذي يعمل خارج الهياكل الأمنية المعروفة، ويتبع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي مباشرة كما يشرف عليه خبراء إيرانيون وعناصر من حزب الله، ينصب عمله على إدارة العاصمة صنعاء، وعلى تغيير خارطة المدينة وتركيبتها السكانية، وتجريف هوية السكان والإشراف على تعذيب المختطفين، وتصفية شخصيات داخل الجماعة معارضة لسياساتها.
التسريبات توضح أن ب(الأمن الوقائي) التابع للحوثيين، مرتبط بشبكة جريمة منظمة محلية، تعمل على تحويل العاصمة صنعاء إلى أشبه بغابة واسعة تضم مئات الوحوش البشرية.
وبحسب تقرير لجنة الخبراء التابع للأمم المتحدة، الذي صدر أواخر أغسطس الماضي، فأن هذا الجهاز المخابراتي يمتلك سمعة سيئة في الانتهاكات والتعذيب الوحشية وصولا إلى الاعتداءات الجنسية التي طالت عدد من المتعقلين.
إلى ذلك تفيد مصادر أمنية مطلعة، أن جريمة القتل البشعة بحق الشاب عبدالله الأغبري تشير إلى تورط جهاز (الأمن الوقائي) الحوثي فيها بحكم تشابه سجل جرائم الجهاز بحداثة القتل، وارتبط احد المتورطين في نفس الجهاز الاستخباراتي.
ولفتت إلى أن بعض قيادات المليشيا الحوثي في الجهاز بالتعاون مع رئيس قسم التحقيق الجنائي التابع للحوثيين "سلطان زابن"، تدير عمليات اختطاف واسعة بحق عشرات النساء اليمنيات، واحتجازهن في معتقلات سرية وابتزازهن.
وربطت المصادر تلك الجرائم والانتهاكات، بجريمة مقتل الشاب "الاغبري"، الذي تفيد المعلومات أن خلفيات جريمة قتلة من قبل العصابة التي يديرها أحد ضباط الأمن الوقائي التابع للجماعة الحوثية ويدعى "السباعي" ويملك أحد المحلات التجارية في وسط العاصمة، تكمن في كشف الشاب الاغبري لعمليات ابتزاز واسعة لعشرات الفتيات بصنعاء.
الحادثة تزامنت مع تزايد المخاوف المحلية مؤخراً من انتهاكات المليشيات الحوثية ضد نساء صنعاء، بعدما كشفت تقارير إعلامية وحقوقية متطابقة وجود معتقلات سرية تستخدمها المليشيات لإخفاء عشرات النساء بهدف ابتزاز الأهالي لتحقيق مكاسب مادية وسياسية رخيصة.
وفي وقت سابق كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن ميلشيات الحوثي تحتجز عشرات النساء في سجون سرية بالعاصمة صنعاء، ويعاملونهن بطريقة وحشية، يرتكبون فضائع بحقهن أبرزها الإساءة والتعذيب والإخفاء القسري للنساء والفتيات في السجون السرية، التي يديرها القيادي الحوثي "سلطان زابن".
ونقلت عن رئيس مؤسس المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر نبيل فاضل "إنه تلقى معلومات من عائلات، ومحتجزات سابقات، ومصادر أخرى تبين ان الحوثيين يعتقلون النساء بسبب مزاعم كاذبة أبرزها التعاون مع السعودية وبدأت بعد تعيين زابن رئيساً لقسم التحقيق الجنائي في صنعاء".
ووفقاً للوكالة "تم القبض على النساء من المقاهي والحدائق العامة والمنازل في الأشهر الماضية، ولاتزال العائلات تبحث عن بناتها المفقودات " ولفتت المصادر "انه يتم اعتقال النساء وسط فلل بالعاصمة اليمنيةصنعاء، واستطاع القيادي الحوثي تكوين ثروة هائلة من خلال ابتزاز الأهالي في دفع الأموال".
في موازاة ذلك أنشأت الجماعة الانقلابية بعد فترة قليلة من انقلابها في أيلول سبتمبر 2014م، ما يسمى ب " شرطة الأخلاق"، التي تتهم بأنها من أكثر الأجهزة ابتزازا والاعتقال بحق عشرات النساء اليمنيات، للكسب المادي ومقابل التستر عن التهم المنسوبة إليهم، تحت ذرائع وهمية.
الجدير بالذكر أن هذه الانتهاكات الحوثية وجرائم البشعة بحق النساء في مناطق سيطرتها، قد أثارت موجة شديدة من الغضب والاستياء في أوساط اليمنيين، نظراً لما تمثله المرأة من رمزية مقدسة في العادات والتقاليد الدينية والقبلية.
*خلاصة نكبة 21 سبتمبر أن من أبرز جنايات انقلاب ميليشيا الحوثي على الشعب اليمني، مصادرة أساسيات حياة الإنسان اليمني ومعيشته، من السطو على المرتبات ونهب احتياطي البنك المركزي وإيرادات مؤسسات الدولة، وتدمير الاقتصاد الوطني.
فمنذ 21 سبتمبر 2014 يدفع اليمن ضريبة باهظة للانقلاب الحوثي، تمثلت بمعاناة غير مسبوقة للشعب اليمني حولت حياتهم إلى جحيم، وأعاد البلاد إلى الوراء بحجة إسقاط ما أسموه بالجرعة.
مطالب مشروعة أريد بها باطل لتحقيق انقلابهم الأسود على الدولة اليمنية وشعبها الذي ما لبث تلك الجماعة الانقلابية، أن تذيق الشعب الويلات بإتباع تلك السياسية الممنهجة في إفقاره وتجويعه، مقابل ثراء فاحش ومفاجئ لصالح قيادات الانقلاب المدعومين إيرانياً.
انقلاب 21 سبتمبر، الدي افرز غياب الدولة اليمنية، مقابل ترسخ للانقلاب، حاول أن يعيد تعريف الإنسان اليمني المضطهد بحيث يتم إلغاء الصفة الإنسانية منه، أو على الأقل اعتباره صنفًا آخر من المجتمع، لاعتبارات سياسية وأمنية قمعية ترسخ سلطة الجماعة الانقلابية.
في الأخير، يرجعه خبراء في الشأن اليمني، الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق الشاب عبدالله الأغبري، من ضرب وتعذيب وقتل على يد خمسة من الذئاب البشرية، بينهم أحد ضباط ما يسمى "الأمن الوقائي" التابع لميليشيا الحوثي بصنعاء، وجريمة ذبح الشاب "على محمد المطري" في مدينة رداع بمحافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين الحوثيين، تكشف حالة الفوضى الأمنية ومستوى الإجرام الذي خلفته أعوام الانقلاب والممارسات الحوثية القمعية المستوردة من نظام إيران.
عناوين فرعية 1- تحولت العاصمة اليمنيةصنعاء إلى وكر للقتلة والجرائم الوحشية إلا إنسانية، بعد 6 سنوات من الانقلاب الحوثي.
2- انقلاب 21 سبتمبر إعادة تعريف الإنسان اليمني المضطهد، لاعتبارات سياسية وأمنية قمعية ترسخه.
3- بعد 6 أعوم من الاجتياح الحوثي للعاصمة صنعاء، تفشت في المجتمع اليمني ظاهرة القسوة والفحش.
4- نكبة 21 سبتمبر تمخض عنها استفحال للقسوة وتوغل في التوحش.
5- رصيد الانقلاب الحوثي الوحوش المنسلخ، أسفرت في 26 أغسطس الماضي، عن مقتل الشاب "عبدالله الاغبري. "
6- جريمة مقتل الشاب "الأغبري" تزامنت مع الذكرى ال6 لاجتياح صنعاء في 21 سبتمبر 2014.
7- جريمة مقتل الشاب "الأغبري" كشفت عن حالة الفوضى الأمنية ومستوى الإجرام الذي خلفته أعوام الانقلاب الحوثي.
8- جريمة مقتل الشاب "الأغبري" قرعت جرس الإنذار حول طبيعة الأوضاع التي يعيشها ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي.
9- يزداد المشهد الأمني في أمانة العاصمة صنعاء قتامة ويدخل الوضع منعطفاً خطيراً في ظل ارتفاع معدل الجريمة بتواطؤ قيادات حوثية.
10- عملت المليشيا الانقلابية على تمييع عشرات الجرائم الصادمة التي هزت المجتمع اليمني خلال الأعوام ال6 الماضية .
11- (الأمن الوقائي) التابع للحوثيين، مرتبط بشبكة جريمة منظمة محلية، تعمل على تحويل العاصمة صنعاء إلى أشبه بغابة واسعة تضم مئات الوحوش البشرية .
12- " أسوشيتد برس": ميلشيات الحوثي تحتجز عشرات النساء في سجون سرية بالعاصمة صنعاء، ويعاملونهن بطريقة وحشية.
13- أن من أبرز جنايات انقلاب ميليشيا الحوثي على الشعب اليمني، مصادرة أساسيات حياة الإنسان اليمني ومعيشته، من السطو على المرتبات.