سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
* بطل خارق لعقد من الزمان.. حصد (33) ميدالية عربية.. ورفع علم بلاده عاليا.. وتغيب عنه الوظيفة! الربَّاع اليمني مروان سعيد عبدالحميد.. حكاية يكتنفها العجب!
في تفاصيل مشوار الرباع اليمني والبطل العربي مروان سعيد عبدالحميد مفردات تؤكد حالة الانحطاط السلوكي الذي يتعامل به أصحاب القرار في مواقع صناعتها في وزارة الشباب والرياضة، والتي كانت في سنوات سابقة تُغير أدوارها بتسعين درجة من رعاية الشباب والاهتمام بهم، وتنويع أساليب الفساد التي دقت بها عنق الموهوبين، ورمت بأحلامهم وطموحاتهم ورغباتهم إلى التهلكة، فصادرت حقوقهم، واكتفت برمي الصدقات إليهم من مال عام وجد لخدمتهم أو بالأصح هكذا كان يقول وزير الشباب السابق حمود عباد. مروان الذي كان على مدى عقد من الزمان محطة لتغيير كبطل لوزني (56، 62) كجم على مستوى الجمهورية، ونجما ساطعا في سماء البطولات العربية في تمثيله للبلد، بعدما حصد ما لم يحصده أحد قبله (33) ميدالية ملونة في ست سنوات (24ميدالية ذهبية و6 ميداليات فضية وثلاث ميداليات برونزية)، ويعيش في محنة غياب أبسط الأمور التي يستحقها بصفته بطل كبير زرع في تاريخ الرياضة اليمنية إنجازات مشرفة تنحني لها الهامات، وتصفق لها الأيادي، وتقال رفيها عبارات الإعجاب، لأنه هذا البطل الذي صدرته محافظة عدن للرياضة اليمنية والعربية بصفتها رائدة الرياضة اليمنية على مر التاريخ كان عند حسن الظن به. نجومية وألقاب.. يقابلها الجحود **** حين التقيناه للسؤال عن أحواله كنا ننتظر أن يعلن عن معانة حقيقية بحكم أن ذلك ليس بجديد على أصحاب القرار في الشأن الرياضي الذين ينظرون إلى الألعاب الفردية بنظرة ناقصة تتغير مابين وقت آخر، وفقا للون والمنشأ والمصدر، فقد وجدت في وضعية مروان الأسى بكل ألوانه، والإحباط بكل أشكاله، والإهمال بكل صنوفه، والتجاهل بكل عناوينه.. فالنجم لم يحصل على أقل ما يمكن مما يجب أن يناله بصفته حالة خاصة لامست التألق، وصنعت الحدث على واقع الرياضة اليمنية منذ ظهوره في لعبة رفع الأثقال. حديث مروان لي كان خارج نطاق الاستيعاب بالنسبة لي، لأنه تجاوز كل التوقعات والاحتمالات التي ربما كنت انتظرها منه، باعتبار أنني أدرك كيف تدار رياضة الوطن، وما الذي تحمله الكثير من القيادات الرياضة في بواطن عملها على مر السنوات.. فرواية مروان وحكايته مع الرياضة التي أعطاها كل شيء، إنما هي المأساة، وسطور تلك الحكاية ما هي إلا عناوين واقع رياضي مؤسف، تفنن في كتابة سيناريوهاته عصابة فاسدة جاءت من بعيد لتحكم سيطرتها على المنافذ والممرات، لتسطو على كل شيء، وتنفرد بكل الموارد لأجلها هي وأبناء العموم والخال والمقربون. * المناطقية كانت لسان حال أصحاب القرار في وزارة حمود عباد.. لهذا ظل أسيرا في دائرة التجاهل المتعمد لقاء حبيت أن أبعده عن المسار التقليدي بطرح الأسئلة وأخذ الأجوبة، فاستمعت إلى حديث البطل الكيبر في خارطة رياضة الوطن.. وسرد ذلك في تفاصل شاملة تكون محملة بتلك الحكاية المرة التي يجب أن يخجل منها أصحاب النفوذ والقرار في وزارة الشباب والرياضة والاتحاد اليمني للعبة التي ينتمي إليها مروان. إلى أول تفاصل مأساة مروان.. إنه لا يجد ما يعيل به نفسه، وهو الذي عجز في كل السنوات في تحقيق أمنيته في الوظيفة كي لا يحتاج لأحد، فمن يمتلكون قدرة ترجمة رغبته أداروا ظهورهم واكتفوا بالوعود في فترات تألق البطل الكبير، وحصده للميداليات التي استغرب أنها لم تكن كافية ليخجلوا من أنفسهم، وأن يسجلوا ردة الفعل كنوع من التقدير لما قدمه مروان ليرفع علم الوطن عاليا خفاقا في المحافل والمناسبات الدولية التي يذهب إليها غيره للمجر الحضور والتواجد ويعود بخيبات الأمل ويجد كل ما يتمناه باعتبارات أخرى طبعا ليس لها بالرياضة أية صلة وإنما ترتبط باللون والفصيلة والموقع والمحافظة وأمور أخرى. إنجازات تتلاحق.. وردود أفعال لا تتغير **** المشهد الآخر كان يتجلى بعنوان الحسرة والألم، فالبطل يتملكه إحساس بظلم كبير فاق الأفاق، فقد سرقت حقوقه التكريمية في الجانب المالي في كل الأوقات التي كان يعود فيها ظافرا محملا بالميداليات الملونة باسم الوطن والبلاد.. فقد قال مروان إن كان في كل مرة يعود إلى أرض الوطن وعلى عنقه أقراص الذهب أو الفضة أو البرونز يصدم بواقع مرير في التعاطي مع ما يحققه وهو مدافعا عن سمعة الوطن في لعبته، فرغم شعوره ويقينه أن من يقومون بإدارة شئون الرياضة في البلاد هم من فصيلة أباليس بشرية، إلا أنه كان يتناسى ما سبق، ويظن أن الأمور قد تتغير وأن ارتفاع أعداد ميدالياته قد تغير في بلد يدعي الديمقراطية ويكتسي الفاسد في هرم سلطته السياسية والرياضية، لهذا ظل مروان في دائرة الإحباط في كل غزوة قام بها في ميادين التنافس الرياضي في لعبة رفع الأثقال التي يعرف الجميع ما تحتاجه من جهد مضاعف في التمرين والتغذية وما يلزمها لتحقق الغاية.. فمصادر الفساد كانت في كل مرة تغيب وتظهر الوجه القبيح له كما قال، وكأنه ليس نجما مميزا عاد من مهمة الدفاع عن رياضة الوطن، متناسيين عمدا قيمة ما يحققه وما وصلت إليه إنجازاته وعدد ميدالياته بألوانها الثلاث.. حكاية مقززة رواها مروان تمس أصحاب الشأن الرياضي وخصوصا وزارة الشباب والرياضة مثله بوزيرها السابق الذي وصفه مروان بالفاسد، وهو حمود عباد الذي تغيرت أحوال الرياضة في عهده وتبددت مفاهيمها في اتجاه مختلف لا يخدم الرياضة والرياضيين أبدا. مروان قال إن نظام التكريم المتبع في الوزارة وكما يقال يرصد مبلغ مالي ثابت لكل ميدالية ذهبية أو فضية أو برونزية، ومع ذلك كان على مروان أن يبقى في اتجاه الاضطهاد المفضوح حين كان يمنح مبلغ لميدالية واحدة وهو العائد بثلاث، وهو أمر لم يطبق إلا عليه هو.. مؤكدا والحديث له أن الألعاب الأخرى يصرف فيها لكل ميدالية مبلغها الخاص، وهو ما جعله في حيرة دائمة لا تفارقه في كل الأوقات، حتى ظن في بعض الأوقات أنه خصم لهؤلاء الثلة الذي يديرون رياضة الوطن وفق أهوائهم الخاصة. مناطقية تغيب عنه أقل ما يحتاج *** ما مر به مروان في مشواره الرياضي الذي ما زال فيه الكثير كان ووفقا لما قال هو، عبارة عن سلوكيات وضعت باتجاهه من خلال دفع لبعض القوى كانت فيها المناطقية تطل بكل ألوانها باتجاهه بشكل متعمد، ليظل هو في قوقعة الظروف القاسية التي لم تتغير حتى وهو في أمَّس الحاجة لردم أوضاعة الصعبة.. هكذا ظلت أحوال مروان.. وهكذا ظل القائمون على الرياضة اليمنية والاتحاد العام للعبة يتفرجون دون تدخل وحضور مشرف، حتى بدا أنهم قد ركنوا ألوان وأشكال الحياء بعيدا وأصبحوا لا يأبهون بشيء، ولا يعنيهم ما يتعرض له بطل كبير وحقيقي في رياضة الوطن.