قال القاضي حمود الهتار انه بإمكان الجيش أن ينهي التمرد المسلح في أبين ولكن ليس بإمكانه أن ينهي فكر القاعدة، مشيراً إلى أن أفكار الخوارج لم تنتهي منذ أيام الإمام علي بن أبي طالب وحتى اليوم رغم الحروب التي مورست ضد معتنقيها. وأضاف الهتار في تصريح لقناة العربية بأن الحسم عسكرياً ممكن في أبين مع وجود إرادة سياسية لدى الرئيس عبدربه منصور، مشيراً إلى أن الرئيس من أبناء المحافظة وسيجد الكثير من أبناءها يتعاونون معه من اجل إنهاء الأعمال المسلحة فيها. وتابع: كما أن الكثير ممن ينتمون لهذه الجماعة من أبناء محافظة أبين سيتخلون عن العنف إذا شعروا أنهم سيتحاربون مع إخوانهم من أبناء المحافظة بسبب الروابط الأسرية التي ستجعلهم يتقاربون، وهناك توجهاً لدى نحو 50% من جماعة أنصار الشريعة للقبول بمبدأ الحوار والتخلي عن السلاح إذا ما فتحت الدولة أبواب الحوار. وقال الهتار إن القوة وحدها غير كافية للقضاء على الإرهاب ولا بد أن تعمل الدولة على محاربة الإرهاب من خلال محورين متوازيين: المحور الأول العسكري والأمني لضبط الخارجين عن القانون والمحور الثاني يتمثل بالحوار الفكري لاقتلاع الجذور الفكرية للتطرف والإرهاب، لأن كل عملية إرهابية لا بد لها من فكر تستند إليه وتنطلق منه أياً كان ذلك الفكر سواء كان دينياً أو غير ديني: سياسي اقتصادي ثقافي اجتماعي والفكر لا يواجه إلا بالفكر ولو كانت القوة وحدها كافية لما اضطرت الولاياتالمتحدةالأمريكية لفتح أبواب الحوار في العراق وأفغانستان. وأكد وزير الأوقاف السابق وجود توجه سياسي جاد لدى النظام حالياً لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى وجود ضغوط خارجية عليه من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية لمكافحة الإرهاب، على خلاف الفترة الماضية التي لم يكن فيها أي توجه سياسي لدى النظام السابق لإنهاء عملية الإرهاب ،بسبب وجود أشخاص كانوا يحاولون الاستفادة من إثارة الفوضى وإقلاق الأمن والعمليات الإرهابية للقضاء على الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية وعلى ثورة التغيير السلمية بعد انطلاقها والقضاء على خصومهم تحت مبرر مكافحة الإرهاب. و قال الهتار إن أولئك الأشخاص استفادوا من تلك العمليات في تحقيق أهدافهم، كما استفادت القاعدة من الانفلات الأمني الذي شهدته اليمن خلال الثلاث أو الأربع السنوات الماضية لتعزيز وجودها في بعض المناطق، فالانفلات الأمني ساعد القاعدة على التوسع في محافظة أبين وساعدها على التواجد في مناطق أخرى .