اشتباكات مسلحة عنيفة بين فصائل المرتزقة في عدن    صحيفة روسية تكشف من هو الشيباني    بايرن ميونخ يكتسح توتنهام الإنجليزي برباعية نظيفة    تفشي فيروس خطير في ألمانيا مسجلا 16 إصابة ووفاة ثلاثة    نص كلمة قائد الثورة حول آخر مستجدات العدوان على غزة والتطورات والدولية    فياريال الإسباني يعلن ضم لاعب الوسط الغاني توماس بارتي    الفاو: 86٪ من الأراضي الزراعية في غزة مدمّرة    ما سر قرار ريال مدريد مقاطعة حفل الكرة الذهبية 2025؟    اكتشاف معبد عمره 6 قرون في تركيا بالصدفة    تحقيق استقصائي يؤكد تعطل سلاسل الإمداد الدفاعي للكيان بسبب الحصار اليمني    دراسة تحذّر من خطر شاشات الهواتف والتلفاز على صحة القلب والشرايين!    المحتجون الحضارم يبتكرون طريقة لتعطيل شاحنات الحوثي المارة بتريم    باوزير: تريم فضحت تهديدات بن حبريش ضد النخبة الحضرمية    الراجع قوي: عندما يصبح الارتفاع المفاجئ للريال اليمني رصاصة طائشة    في تريم لم تُخلق النخلة لتموت    إنسانية عوراء    يحق لبن حبريش قطع الطريق على وقود كهرباء الساحل لأشهر ولا يحق لأبناء تريم التعبير عن مطالهم    لماذا يخجل أبناء تعز من الإنتساب إلى مدينتهم وقراهم    وتؤكد بأنها على انعقاد دائم وان على التجار رفض تسليم الزيادة    تغاريد حرة .. عندما يسودنا الفساد    تضامن محلي وعربي واسع مع الفريق سلطان السامعي في وجه الحملة التي تستهدفه    وسط تصاعد التنافس في تجارة الحبوب .. وصول شحنة قمح إلى ميناء المكلا    فوز شاق للتعاون على الشروق في بطولة بيسان    رونالدو يسجل هاتريك ويقود النصر للفوز وديا على ريو آفي    كرة الطائرة الشاطئية المغربية.. إنجازات غير مسبوقة وتطور مستمر    إب.. قيادي حوثي يختطف مواطناً لإجباره على تحكيمه في قضية أمام القضاء    منظمات مجتمع مدني تدين اعتداء قوات المنطقة العسكرية الأولى على المتظاهرين بتريم    القرعة تضع اليمن في المجموعة الثانية في تصفيات كأس آسيا للناشئين    من الذي يشن هجوما على عضو أعلى سلطة في صنعاء..؟!    وسط هشاشة أمنية وتصاعد نفوذ الجماعات المسلحة.. اختطاف خامس حافلة لشركة الاسمنت خلال شهرين    الرئيس المشاط يعزي في وفاة احد كبار مشائخ حاشد    تعاون الأصابح يخطف فوزاً مثيراً أمام الشروق في بطولة بيسان الكروية 2025    الرئيس الزُبيدي يشدد على أهمية النهوض بقطاع الاتصالات وفق رؤية استراتيجية حديثة    محافظ إب يدشن أعمال التوسعة في ساحة الرسول الأعظم بالمدينة    كنت هناك.. وكما كان اليوم، لبنان في عين العاصفة    إجراءات الحكومة كشفت مافيا العملة والمتاجرة بمعاناة الناس    عصابة حوثية تعتدي على موقع أثري في إب    الصراع في الجهوية اليمانية قديم جدا    رصاص الجعيملاني والعامري في تريم.. اشتعال مواجهة بين المحتجين قوات الاحتلال وسط صمت حكومي    الأرصاد الجوية تحذّر من استمرار الأمطار الرعدية في عدة محافظات    وفاة وإصابة 9 مواطنين بصواعق رعدية في الضالع وذمار    الريال اليمني بين مطرقة المواطن المضارب وسندان التاجر (المتريث والجشع)    الفصل في 7329 قضية منها 4258 أسرية    جامعة لحج ومكتب الصحة يدشنان أول عيادة مجانية بمركز التعليم المستمر    خطر مستقبل التعليم بانعدام وظيفة المعلم    من الصحافة الصفراء إلى الإعلام الأصفر.. من يدوّن تاريخ الجنوب؟    طالت عشرات الدول.. ترامب يعلن دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ    صنعاء تفرض عقوبات على 64 شركة لانتهاك قرار الحظر البحري على "إسرائيل"    دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    لا تليق بها الفاصلة    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على أبواب بغداد ومن نينوى إلى الجولان "2"
نشر في أخبار اليوم يوم 06 - 07 - 2014

ما حقيقة الأحداث في العراق؟ هل هي ثورة أم مجرد قوى متطرفة وما يسمى إرهابية ممثلةً بداعش اعتدت على الدولة؟ وما حقيقة سقوط المدن الكبرى وانهيار الجيش الحكومي ؟ هل ما جرى يوم العاشر من الشهر مجرد زلزال له ارتدادت تخفُّ تدريجياً ويمكن استيعابها؟ ما هي أهداف المسلحين وإلى أين يخططون للوصول؟ ما حقيقة الصراع هل هو طائفي أم هو صراع أعمق ؟ ما مصير ما يسمى بالعملية السياسية في العراق ؟ هل هناك تعاون دولي لتعزيز قدرة جيش الحكومة العراقية بقيادة المالكي ؟ هل صحيح أن هناك تنسيقاً وتعاوناً أمريكياً إيرانياً لدعم المالكي وقواته؟ هذا وغيره نتناوله في تقريرنا هذا بقراءة متاحة ممَّا هو مُعلَن وما يمكن استشفافه ممَّا يتم إخفاؤه.
*انهيار بنيوي للجيش "
إنها الإشاعة, هي السبب, وسنكشف الأمور لاحقا "هكذا برر المالكي سبب هزيمة الجيش والقوات الأمنية لأول وهلة في الموصل" استخفاف حد التبسيط بل والتسطيح يصدر منه وهو المسمى قائد عام للقوات المسلحة!! إلا أن الأمر لم يكن صادماً على ما يبدو إلا لغير المطلعين على الأمور, فالولايات المتحدة وإيران- وهما الداعمان الرئيسيان والشريكان الاستشاريان والتعبويان في العراق- لم نشهد لا من البنتاغون ولا من إيران ولا من خارجيتهما وغيرها أي علامة للذهول أو الصدمة وكأن الأمر كان مفهوما إن لم يكن محسوبا ولكن بالطبع ليس بهذا الشمول, لماذا؟ المعروف أن الجيش الحكومي هذا قد تم إنشاؤه بعد حل الجيش العراقي السابق وقد تكونت بنيته أولا من مجموعات كانت دربتها الولايات المتحدة الأميركية قبل الاحتلال في المجر وغيرها ودخلت مع قوات الاحتلال وأضيف إليها مجاميع من ميليشيات بدر التي كانت قد تأسست في ايران أبان الحرب العراقية الإيرانية وما بعدها وهي مجاميع مليشوية طائفية العقيدة ومعظمها من المرتدين عن الجيش أبان الحرب ومن عناصر حزب الدعوة الذي كان مقره في إيران ومما يسمى بعصائب أهل الحق المليشوية.. كما أن الفئة الثالثة من الجيش هي بعض العناصر من الجيش العراقي السابق المنحل طبعا جاؤوا ممن في قياس ومفصلين وفق رغبة المكون للجيش حينها وهم الاحتلال وأركانه أي بالمحسوبيات والفئة الرابعة من الجيش هم من المتطوعين ويشكلون نسبة كبيرة ويتم قبولهم ضمن مواصفات طائفية محضة بحسب مرجعية الجيش أصلا وغالبيتهم أصلا جاؤوا بسبب الحاجة المادية أي للارتزاق والمرتبات وهناك فئة قليلة وغير مؤثرة من بعض ما يسمى الصحوات.
هذا التكوين الخليط لا يجمعه أصلا عقيدة قتالية دفاعية أو هجومية وطنية إنما انتماؤها وفقا لتوينها الأساس الذي جاء برغبة الاحتلال وإشرافه أولا وبرغبة القوى السياسية الطائفية وإشرافها ثانيا جعل منه غير متجانس بنيويا وقليل الخبرة القتالية عدا عن كونه بمعظمه ارتزاقاي ولا نقصد مرتزقا وطائفيا ولم يخض تجارب عسكرية وقتالية إلا محدودة أبان الاحتلال بإشرافه طبعا, عدا عن خوضه معارك ذات طابع طائفي مع سكان المناطق السنية خاصة وهو ما زاد من صبغته المليشوية الطائفية حتى أنه دخل في المظاهر الطائفية في الشعارات والإعلام والأهازيج التي يرددها وخاصة في المناسبات الدينية فقد شهدنا ذلك عبر الإعلام وبشكل صريح بثت على فضائيات الحكومة وغيرها.
إذن هذه البنية المتهلهلة مقابل القوة التي واجهها والتي تحمل قدرات عسكرية وخاضت تجارب قتالية طويلة ومريرة لسنوات واجهت فيها إيران ممن هم من الجيش السابق وواجهت فيها الاحتلال الأميركي وأذاقته مرارة الهزيمة مثلما كانت قد أذاقت رديفتها مرارة كأس السم للخميني ولاحقا خاضت سلسلة من المعارك منذ سنة تقريبا مع قوات المالكي ومع المليشيات الطائفية, هذا من جهة, من جهة أخرى لا تقل أهمية عن ما ذكرناه فإن أهم عوامل التفكك البنيوية بالإضافة لضعف العقيدة الوطنية القتالية حسبما وصفنا وفصلنا فإن البيئة التي كان يتواجد فيها هذا الجيش هي بيئة ليست فقط غير حاضنة له وغير متعاونة معه إنما حصل فصام حاد ورفض لوجوده أصلا بسبب السلوك المتعالي والعنصري والطائفي والمليشوي والقهري والطغياني, فالمهانة علة الحواجز بكثرتها والاعتقال العشوائي والرشوة والقمع والإخفاء وحتى المجازر الطائفية التي ارتكبت في مناطق عدة مما يسمى بالعصائب أو بعض وحدات الجيش فقد كانت مشاركة وأخفها متفرجة وليست بعيدة عنا المجازر الفظيعة التي ارتكبت في بهرزلى من قبل عصائب أهل الحق المقربة من خامنئي حسب الوصف والتبعية والقوات الأخرى وقد راح ضحيتها العشرات مثلما ضربت المساجد ومثلما تتابعت بعدها وقد كان قبلها لسنوات القتل على الهوية ذلك مما يؤخذ موسوعة من التفصيل كله أدى إلى أن يكون العراقيون وخاصة هذه المدن ممن لا يشكلون إلا لغماً قابلاً للانفجار في وجهها وقد كان.. وهناك أمر آخر لا يقل أهمية عما سبق ذكره وهو أن جنود هذا الجيش جلهم من الذين جاؤوا لأجل لقمة العيش وهم أصلا ليسوا على الاستعداد لمحاربة أخيهم العراقي وابن بلدهم وهكذا تجمعت كل الأسباب لأجل ما شهدناه وهو مالم يكن " إشاعة يتصورها القائد العام للجيش ""!!.
*استيعاب الزحف
بالطبع أول ما فكر فيه المالكي وحلفاؤه هو استيعاب هذا الزحف القادم بعد تهاوي المدن والمناطق بمساحات شاسعة واقترابه من المعقل, العاصمة, وهنا لاحظنا عدة خطوات, أولا صدرت فتوى المرجعية الشيعية من خلال وكيل السيستاني المرجع الشيعي الذي تعتبره الحكومة هو الأول بين المراجع وهو بالمناسبة إيراني الأصل, صدرت فتواه في خطبة الجمعة مباشرة بإعلان الجهاد الكفائي والدعوة للتطوع وحمل السلاح لمحاربة الأعداء حسب وصفه الجهاد يندرج في عداد فروض الكفاية التي إذا ما قام بعض المسلمين بها سقط الوجوب والإثم عن الباقين، أما إذا لم يقم بها أحد لحق الإثم بجميع القادرين عليه، والجهاد في ذلك كغيره من فروض الكفاية مثل القضاء والشهادة و الإفتاء، تعلم العلم و تعليمه.. إلخ لكن ليس معنى ذلك أن الجهاد كفرض من فروض الكفايات لا يصير فرضاً عينياً أبداً، وأيضاً لا يعنى ذلك أن الجهاد لا يصير في بعض الحالات ممنوعاً، لأن الجهاد يتردد بين فرض الكفاية وفرض العين، كما أنه يتطرق إليه أحكام التكليف الخمسة فتارة يصير واجباً، وتارة ممنوعاً، وتارة أخرى جائزاً..
وهنا يظهر الحشد الطائفي الذي فصل بين الطائفتين وإن لم يكن قد حوى التصريح فإنه قد حدد الإشارة للعدو بارتباطها بالمناسبة التي لأجلها صدر الإفتاء.. وإن كان السيستاني قد دعا للجهاد الكفائي لكل العراقيين فإنه- وبصفته المرجعية للطائفة الشيعية- فإن الدعوة مقصود بها هنا الاتباع, ومن هم الجهة التي تم إصدار الفتوى بالجهاد عليها؟؟ فإذا كان السيستاني لم يصدر فتوى لمحاربة المحتل الأميركي رغم أنه قد اجتاح كل الأماكن المقدسة عندهم بل وفي العراق كافة وإن لم يكن العدو المحتل الأجنبي وغير المسلم قد جاس الأرض والديار والمقدسات والبلاد والعباد المسلمين قد استحق إعلان الدعوة للجهاد فإن جيش المالكي قد استحقها عند المرجعية السيتانية.
- الولايات المتحدة الأميركية صدرت عنها عدة ردود واختلفت بدرجات ففي البدء كان الإعلان من الحكومة الأميركية باستعدادها للتعاون مع إيران لمحاربة ما سمته الارهابيين الذين استولوا على المدن وجاء تصريح واضح وصريح بذات المعنى من الرئيس الإيراني روحاني ثم تلا ذلك إعلان من أميركي بعدم رغبتها بالتدخل المباشر بالقوات وبعدم قيامها بدراسة التعاون مع إيران وجاءت أيضا تصريحات من الرئيس أوباما تؤكد ذلك وبنفس الوقت درسه لكل الخيارات مع إرسال حاملات الطائرات للخليج وعلى متنها أيضا 500 من المشاة حسب الاعلان طبعا ولم يفت الرئيس أوباما الإشارة إلى أن الحكومة العراقية والقادة يظهرون طائفية في سياساتهم وأن عليهم أن لا يستثنوا طرفا في المعادلة الوطنية.
وهنا يقرر السؤال نفسه من المسؤول أصلا عن المحاصصة التي ينتقدها؟؟ ألم تكن أميركيا ومنذ لحظة احتلالها العراق قد قامت بتفكيك البنية الوطنية والوحدة الوطنية للعراق على أساس طائفي وعراقي؟ ألم يكن بريمر وتشكيله للمجلس الانتقالي قد زرع الفيروس الأول المطعم بالسفاية الإيرانية والبذور الإيرانية فيما بعد هم من أوصلوا العراق إلى ما وصل اليه وما ينتقدونه الآن؟ - مهما اختلفت الأقاويل والتصريحات الإعلامية فإن حقيقة التعاون الأميركي الإيراني والمعينة للمالكي هي الثابتة اليوم.. فها هي الولايات المتحدة ترسل مجموعة من الخبراء والمستشارين وتعزز طاقمها في المنطقة الخضراء وتزيد من حجم الإشراف والتعاون الاستخباري مع العراقي وتقيم مراكز جديدة للاستخبارات في بغداد وتعمل طائراتها الاستطلاعية وأقمارها لخدمة الحكومة ضد الثوار تحت ذريعة محاربة الإرهاب في ذات الوقت الذي تعلن فيه الولايات المتحدة وإعلامها عن وجود دعم إيراني عسكري بالأفراد العسكريين والاستخباريين لا بل إن سليماني- المسؤول عن ما يسمى فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني- يشرف ويزور بغداد لمرتين خلال الأيام الفائتة لا بل أيضا تدخل وحدات من الحرس الثوري الإيراني لا بل تطالعنا النيويورك تايمز الأمريكية اليوم بالقول إن إيران تنفذ طلعات استطلاعية جوية من قاعدة الرشيد ومعلوم أن معسكر الرشيد يعتبر من أكبر القواعد والمعسكرات بل أكبرها في بغداد وهو يقع جنوبها وقرب مركز العاصمة بعدة كيلومترات مثلما لا يبعد عن مقر القوة الأميركية وسفارتها إلا ببضعة كيلومترات أي أن الدولة الراعية للإرهاب في العالم- حسب تصنيف أميركا- تجاورها وتشترك معها في الهدف لمحاربة الإرهاب؟؟ وكذلك فإن الشيطان الأكبر- أميركا- بالنسبة لإيران تشاركها في محاربة إرهاب مشيطن؟ وقد يذهب التعاون أبعد من هذا.
هنا لابد من القول: إن الثوار قد استطاعوا حسب إعلانهم من قتل عدد من الإيرانيين وقد تم اسر ما لا يقل عن 35 إيرانياً من الحرس الثوري أو الجيش بالقرب من بلد وأن ثمة هناك مناوشات في بعض المناطق مع قوات إيرانية وقد اعترفت ايران بمقتل ثلاثة يوم امس من حرسها.
**الواقع الطوبوغرافي العسكري والجيوسياسي: تشابكت الوقائع العسكرية والطوبوغرافية والجيوسياسية على الأرض اليوم فبات العراق الآن بين حاله حال الصلصال بين الأصابع المتشابكة عليه كل يهدف إلى صياغته وفق مصالحه :- من جهة فان الأكراد استطاعوا أن يحسموا مناطق النفوذ والخارطة التي رسموها وكانت محل نزاع مع الحكومة المركزية واهم ذلك حسمهم السيطرة على كركوك في المركز والتي تحوي أبار البترول وهذا المهم أيضاً خطوط الأنابيب التي يتم خلالها تصدير النفط بامتدادها إلى ميناء جيهان التركي من جهة وكذلك تحوي الأنابيب التي تمد مصفاة بيجي وبغداد الدورة من جهة أخرى وبذلك اصبحت قادرة على تصدير النفط المستخرج من كردستان والذي كان يشكل عقدة خلاف سابقاً وكذلك صارت قادرة على التحكم بالإمداد للنفط لغرض التكرير لكل المشتقات في مصفاة بيجي والدورة وقد تم بالفعل تصدير النفط وضخه منذ اللحظات الأولى لسيطرة الأكراد عليه وقد اعلن عن وصول الدفعة الثالثة من بترول العراق عبر حكومة كردستان إلى الكيان الصهيوني وها هو اليوم مسعود برزاني يحاول الحشد الدولي لأجل الانفصال وقد تكونت عنده بنى الدولة الأساسية وأركانها كافة وبرز الهدف الكردي بعد أن حقق سيطرته على كركوك ومناطق النزاع وأعلنت الأنباء عن مداولته الانفصال مع الوزير الأمريكي كيري في زيارته قبل أيام لكردستان ولقاءه به وقبلها لا يمكن الجزم بعدم تناول الموضوع وبحثه مع ايران في زيارته التي قام بها لطهران بعد الأحداث ثم ها هو اليوم يزور كركوك لأول مرة ويعلن من هناك غايته وانهم أي أكراد باقون في مناطقهم وكركوك الكردية عادت لهم حسب وصفه وقد صرح نصا بالقول "إن السلطات الكردية مستعدة إذا اضطر الأمر لجلب كل قواتها إلى المدينة بهدف الحفاظ عليها - يقصد كركوك - أما عن الحدود فقد بات للأكراد اليوم حدودا مع تركيا وايران وسوريا ولم يواجه الأكراد لحد الآن أي مشكلة مع القوى كافة إلا مع داعش في مناوشات تقوم الآن على بعض مناطق كركوك ومن ناحية صلاح الدين في جلولاء واطراف خانقين المحاذية لإيران .
- من جهة ثانية فان الميدان الآن في المناطق التي انهزمت منها قوات المالكي تتنوع في الأهداف وتتوحد في أهداف أخرى , فمن القوى التي تهدف إلى إسقاط كل تبعات الاحتلال وما يسمى بالعملية السياسية القائمة ومن جهة أيضاً القوى العشائرية التي تهدف إلى إسقاط المالكي حسب إعلان الشيخ علي الحاتم شيخ مشايخ الأنبار ومن جهة أيضاً قوة دولة العراق والشام والتي أعلنت خارطتها بكل وضوح وقد شملت حتى الكويت.
ورغم تنوع الأهداف هنا فقد اتحدت جميع القوى هذه على امر ضرورة مواصلة المعارك بهدف أولاً الحفاظ على المدن والمناطق التي تم السيطرة عليها وثانيا استمرار التوسع والزحف وصولاً إلى قلب العاصمة .
أما من الخندق الأخر فانه قد ظهرت بزادر تشكل تحالفاً دولياً وان لم يكن على مستوى التحالف لدى احتلال العراق لغرض دعم الحكومة في بغداد بغض النظر عن وجود المالكي الذي يبدو انه ليس من السهل تخليه عن منصبه ورغم الدعوات المختلفة والنداءات بحكومة إنقاذ وطني رفضها , المهم أن هناك تشكل قوي برز الآن لمحاربة الثوار والمسلحين على اختلافهم ودعم الحكومة في بغداد هذا التحالف يضم الآن متناقضات سياسية مربكة للقراءة يضم أميركا وايران وسوريا التي اشتركت عسكريا وتقوم طائراته بالقصف في المناطق الغربية من العراق والمشتركة بحدودها معها والأقرب إلى دير الزور الساقطة من يد النظام أيضاً وبسيطرة الثوار والمسلحين على الحدود مع سوريا وعلى مناطق من الحدود مع الأردن التي تمتد لأكثر من 160 كيلومتر فان قوة دولة العراق والشام من الشمال بامتدادها إلى ربيعة على الحدود السورية والتي تقربها القامشلي ثم تمتد لحلب ومن الغرب حدود الوليد مع سوريا والتي ترتبط بدير الزور ومناطق أخرى لها وجود فيها فان قراءة هنا هامة للغاية يجب أن نؤشرها وهي الأحداث التي تجري منذ أسابيع في مناطق الجولان السوري المحتل حيث اعترف الكيان الصهيوني بقصف دوري يتم عليه في الجولان المحتل والتي لم يكن أخرها استهداف عربة تقل احد المقاولين مع جيش العدو الصهيوني وكان فيها مع ابنه وادت إلى مصرعه مما لم يكن من الممكن كتمانه فقام بعدها بقصف لتسع مواقع تابعة لقوات النظام السوري وقتل فيها عشرة حسب الأنباء السورية الرسمية وفي مطالعة للموقف نرى أن الأمر يراد له الغموض في العمليات والقصف المتبادل الذي يتم على خط التماس السوري مع العدو الصهيوني فالعدو الصهيوني يحمل النظام السوري المسئولية والنظام طبعا ينفي وهذا مؤكد فيما تسريبات إعلام العدو تتهم بعضها حزب الله اللبناني المشترك مع النظام السوري وهذا الأمر لوان صحيحا لكان الرد أو لكان الأولى بالرد أن يكون ضده إلا أن تسريبات أخرى تشير إلى داعش التي تسيطر مع قوى المعرضة السورية على مناطق هناك هي المسئولة عن استهداف الصهاينة الذي يجري بشكل دوري منذ أسابيع وان صح ذلك فان التسليح الجديد والقدرة اللوجستية الكبيرة لداعش اليوم بعد سقوط الموصل قد تعطي الأسباب التي تجعل الكيان الصهيوني أولا يطلب التعاون امنيا مع بعض الدول ومنها العربية لهذا الهدف وبذلك أيضا قد يكون الكيان الصهيوني من مصلحته أن يكون داعماً للحكومة في بغداد وبهذا تكون قد تجمعت كل الأضداد على المشاركة في خندق واحد؛ أميركا وإيران وسوريا والكيان الصهيوني أهمها.
وأخيراً سنتناول في الحلقة القادمة إعلان الدولة الإسلامية للخلافة ومبايعتها أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين حسب الإعلان وما الأبعاد والدلالات لذلك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.