شدّني كثيراً ما كتبه الأستاذ/سمير اليوسفي، رئيس التحرير في الصفحة الأولى من «الجمهورية» الخميس الماضي تحت عنوان «الرئيس والصحافة» والذي أشار فيه إلى قصور بعض المسئولين في فهم دور الصحافة الرسمية، بل وإنكار أي دور لها في التطرق لأي فساد أو قصور في عمل أية جهة حكومية، متجاهلين أو متناسين أحاديث وخطابات فخامة الأخ رئيس الجمهورية التي تؤكد دائماً على دور الصحافة الرسمية في كشف الفساد وفضح الفاسدين مهما كانت سلطاتهم أو مكاناتهم الاجتماعية. ما تطرق إليه رئيس التحرير باعتباره ممثل السلطة في مؤسسة صحفية كبيرة نتمنى أن يفهمه جميع المسؤولين الناقمين والزملاء الصحافيين المعارضين على أن دور الصحافة الرسمية لا يقتصر على إظهار الوجه الإيجابي للحكومة؛ بل أيضاً يقوم على كشف الوجه القبيح لأي فساد إداري ومالي، وكشف الفاسدين بالحقائق والمستندات تنفيذاً لتوجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية وتطبيق برنامجه الانتخابي لاجتثاث الفاسدين والفساد، وبدون الإعلام الحر والمتوازن والصادق وليس المزايد والمبتز لن تستقيم الأمور وتصلح شؤون البلاد والعباد. وعلى كل مسئول يظن أن الإعلام الرسمي وجد للتستر عليه ونشر أخباره ومتابعة فعالياته وإظهار الجانب الجميل فقط عليه أن يعيد حساباته ويرتب أوراقه، فالإعلام في أحد جوانبه رقابي؛ لأنه السلطة الرابعة، ويتحمل أمانة كبيرة على عاتقه في إظهار الحقائق وكشف المستور بكل حيادية ممكنة. وكما أن على الصحافة الرسمية الالتزام والواقعية بنشر جوانب الإنجاز وتخفيف كمية المكياج وتحسين الرتوش؛ فإن على الصحافة الأهلية والحزبية التوازن في طرحها للقضايا والأخبار، وتغيير النظارة القاتمة السواد التي تلبسها حد العمى لتصل بها الجرأة إلى التطاول على وحدة الوطن وأمنه واستقراره. الفساد ظاهرة موجودة لا ينكرها أحد، والتصدي لها واجب على الجميع سلطة ومعارضة لكن التعاطي معها بموضوعية وعقلانية بالحجة والإقناع هو الحل السليم بدل حالة التخبط والضرب من تحت الحزام التي تتخذها بعض الصحف حتى وإن كانت على حساب هذا الوطن، فإضاءة شمعة خير من أن نلعن الظلام. والله المستعان.