ها هم الصهاينة يثبتون للعالم أنهم سرطان ينخر في جسد البشرية.. يفكك أوصالها ويعبث في أوساطها فساداً من خلال فعالهم الخسيسة، وها هم على مرأى ومسمع العالم أجمع، بهيئاته ومنظماته وتنظيماته المختلفة ينفثون سموم حقدهم وكراهيتهم للإسلام والعرب والمسلمين من خلال أعمال الإبادة الوحشية التي ترتكب بحق أبناء شعبنا الفلسطيني الأعزل والتي تعتبر من جرائم الحرب البشعة التي تستوجب المساءلة والعقاب. ولكن أنى يكون ذلك واللوبي الصهيوني يتغلغل في كل الهيئات والمنظمات الدولية؟! وتأثيراته على قرارات هذه الهيئات والمنظمات بات جلياً من خلال الانحياز الفاضح للكيان الصهيوني الغاشم والدفاع عن جرائمه ومباركتها والعمل أيضاً على ممارسة كافة أشكال الضغوطات على الأنظمة العربية للحيلولة دون الانتصار للحقوق المشروعة لأبناء فلسطين، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي والمادي الذي تقدمه الجمعيات والمنظمات اليهودية للعناصر المتطرفة في أنحاء متفرقة من العالم من أجل الاعتداء والتهجم على أبناء الجاليات العربية والإسلامية وإغراء الكثير من الشباب المسلمين بالأموال والتأثير عليهم من أجل الارتداد عن الإسلام والعمل على الإساءة لقيمه السمحة والقيام بأعمال استخباراتية لحساب سلطات الكيان الصهيوني المحتل وكذا تبني منشورات تسيء إلى الدين الإسلامي وتنال من أبناء الإسلام وفي مقدمتهم رسول البشرية سيدنا محمد «صلى الله عليه وآله وسلم» وغيرها من الأساليب الحقيرة التي تندرج ضمن المخططات الإجرامية لهذا الكيان الغاصب التي تستهدف الإسلام والمسلمين. الحقد الصهيوني لم يقف عند هذا الحد وإنما ذهب إلى ما هو أبعد، حيث تسعى الإدارة الصهيونية إلى ممارسة أبشع صور الاستهانة بالاسلام والمسلمين من خلال الاعتداء على واحد من أعز المقدسات الإسلامية الشريفة وهو المسجد الأقصى، حيث تقوم سلطات الكيان الصهيوني بحفريات متواصلة تحت المسجد باتت تهدد المسجد بالخراب. وبحسب إمام وخطيب المسجد الأقصى الدكتور يوسف جمعة سلامة فإن هذه الحفريات تتم وفق خطة مدروسة وضعت منذ عدة سنوات، حيث أشار إلى أن الأعمدة التي يقوم عليها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين أوشكت على الانهيار وذلك سعياً من الصهاينة لإقامة هيكل سليمان المزعوم محل المسجد الأقصى، وهذه كارثة لايجوز السكوت عنها، ولا أعلم لماذا تقف الهيئات والمنظمات الدولية منها موقف المتفرج ؟ ولماذا خفت صوت المنظمة العالمية اليونسكو المعنية بالحفاظ على المقدسات والمناطق الأثرية؟ ،وماذا عملت الدول العربية والإسلامية إزاء هذه الكارثة المحتملة ؟ سكت الجميع أمام حوادث الإحراق التي تعرض لها المسجد الأقصى والمساجد في فلسطين. اكتفوا بالتنديد والاستنكار أمام محاولات تدنيس الجنود والمتطرفين الصهاينة للمسجد الأقصى ولم يحركوا ساكناً إزاء منع السلطات الصهيونية الفلسطينيين من أداء الصلاة داخل المسجد الأقصى، وكأن القضية لا تخصهم لا من قريب ولا من بعيد، وهذا شيء مخزن ومؤسف، ولكن أن يصل الأمر إلى هدم المسجد الأقصى فأعتقد أنه من الجرم السكوت عن ذلك، إذ لابد أن يكون هناك تنسيق عربي وإسلامي يفضي إلى حملة عالمية للدفاع عن المسجد الأقصى وإفشال المخططات الصهيونية الرامية إلى هدمه من خلال الشروع في وضع حد للحفريات التي تقام تحت أساسات المسجد، واتطلع في أن يكون للدبلوماسية العربية مشاركة فعالة في ذات القضية من خلال توظيف العلاقات العربية - الامريكية، والعربية - الصهيونية في خلق حالة من التوازن في المواقف ذات الصلة بالصراع العربي - الاسرائيلي وفي مقدمتها الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى خصوصاً أن لدينا الكثير من أوراق الضغط التي إن استخدمناها أو مجرد التلويح بها لتراجعت الولاياتالمتحدة ودول الغرب عن مواقفها المنحازة للعدو الصهيوني الغاصب. وفي الأخير علينا أن ندرك أن المسجد الأقصى من أشرف وأعظم المقدسات الإسلامية وإذا لم يدافع عنه العرب والمسلمون فكيف نرتجي ذلك من أعداء الإسلام؟.. بالتأكيد إن ذلك مجرد تضييع للوقت فقط وإعطاء سلطات الكيان الصهيوني الفرصة لمواصلة مسلسل الحفريات التي تهدد بنيان المسجد الأقصى.. القضية عربية إسلامية، وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم قبل فوات الأوان وتحوّل المسجد الأقصى إلى أطلال نتباكى إلى جوارها ونستذكر الماضي الذي نسيناه عملياً وجعلناه بمثابة اسطوانة نرددها للتباهي والشعور بالزهو والعظمة، في حين عجزنا عن اتخاذ موقف فقط من عدوان همجي يستهدف المساس بالمقدسات الإسلامية، وهنا أتذكر قول أحد الشعراء واصفاً الحالة المتردية التي وصل إليها العرب بقوله: استرشد الغرب بالماضي فأرشدهم ونحن كان لنا ماض نسيناه بالله سل خلف بحر الروم عن عرب بالأمس كانوا هنا واليوم قد تاهوا