عندما ينحصر الحديث عن الشباب والأجيال ودورهم في صنع الغد المشرق الوضاء، وتحمل مهام الذود كوطن يضمهم بين حناياه ويقدم لهم التحصين السليم لحياتهم بالعلم والمعرفة، النابعين من قيم ديننا الاسلامي الحنيف المستند إلى كتاب الله «القرآن الكريم» وسنة رسوله «صلى الله عليه وسلم».. عندما يكون الحديث أقول عن هذه الشريحة الأكثر انتشاراً، والأوسع علماً وقوة وعنفواناً، إنما يكون ذلك حديثاً لايخلو من وضع النقاط على الحروف في ظل الألفية الثالثة وثورة المعلومات التي جعلت من العالم«كله» قرية صغيرة، تحصل على ما يهمك فيه بلمسة زر ليس إلا. والشباب دائماً هم رجال المستقبل، والحماة له، والذائدون عن حياضه في كل زمان ومكان، لكن الشباب أنفسهم يجب ألا يكونوا في مرمى التيارات والنزاعات والأهواء.. فتراهم في هذه الحالة يجعل منهم«بعض وليس كلهم» فريسة للأفكار الظلامية والأهواء المريضة التي تدعي لنفسها «الحرص والوطنية» وهم براء منها لأن أفعالها جريمة بحد ذاتها ولذلك لاينبغي ترك الشباب أمام هذه التيارات الجارفة التي لاتبقي ولاتذر، والتجارب كثيرة وأليمة لوتتبعنا ذلك! من هنا تكون الأهمية كامنة إزاء تسخيرها لفئة الشباب واستغلال أوقات فراغهم لقضاء معسكرات صيفية ومخيمات ثقافية وابداعية تكون بمثابة عامل تحصين وتسييج لهؤلاء، وتخلق فيهم الولاء كل الولاء للوطن ومكتسباته وترسخ مفاهيم التضحية والوطنية في سبيل موقف وطني هام يجعل من الشاب مشروع دفاع وحصن وقاية له ولوطنه ويرسخ لديه الأمور المتنازع عليها «دينياً» وأخلاقياً من خلال سلسلة من اللقاءات والمحاضرات الجذابة والشيقة، ليس لمجرد فعل ذلك، وصرف النفقات،والاستحواذ عليها، ليس إلا.. بل لتحقيق أهداف مرسومة ويجري اختبار فاعليتها وحسن أدائها والتلقي الجيد والمفهوم، بما يسير سير الحياة بانسجام وأمان واطمئنان.. وليس العكس من ذلك! لذلك ونحن بصدد الحديث عن المراكز والمخيمات الصيفية في مرحلة ختامها.. لايفوتنا أن نشير إلى مثل هذه اللقاءات الوطنية الهامة، يجب أن يقودها تربويون متنورون ومثقفون ورجالات علم ووطن، بعيداً عن السياسة التي لها مجالات وميادين أخرى.. فالمراكز والمخيمات لها رسالة هامة وبرامج مرسومة وينبغي للقائمين ألا يحصروا أمورهم في لقاءات شكلية وبرامج ترفيهية الغرض منها رفع التقارير التي تشير إلى الانجازات فقط، بل ينبغي أن تكون هذه المحافل حقول تجارب تصب نتائجها في بوتقة مسيرة الشباب ومختبر الوطن كله، ليتم التأكد فعلاً، أن الرسالة قد وصلت وأن أهداف الدولة قد أثمرت وأتت أكلها بشكل لافت وناجح.. وهو الهدف المرجو من هذه المحافل التي يجرى العمل فيها كل عام، وبوتائر يجب أن تقيم وأن يصدر عنها أي أبحاث أو كتيبات تبين الايجاب من السلب، والتركيز على ماهو مطلوب أداؤه تجاه شبابنا ووطننا. فهل ياترى قد كان هذا العام.. هو عام الحسم والحزم معاً؟! ذلك ماستكشفه الأيام القادمة.