في بلدان كثيرة زرتها لا أسمع أي صوت لسيارة .. وجميع السائقين لا يستخدمون “الهون” إلا في النادر.. وفي بلادنا أول شيء يعمله السائق هو استخدام “الهون” بشكل دائم.. وأي شخص يحب أن يتعلم قيادة السيارات ينجح في أول اختبار لاستخدام “الهون” دون الاهتمام بما تبقى من التعليمات، ولذلك نجد الشوارع تضج بالأصوات المزعجة والمرتفعة ل”الهون”.. وكثيراً يقف شعر رأسك وتشعر بالحاجة إلى الدخول في معركة حامية الوطيس قد لا تسلم من عواقبها مع سائق سيارة أخرى يزعجك بكثرة استخدام “الهون” رغم أن الطريق أمامه “مفتوحة”!. ولدينا في اليمن لم تختفِ هذه الظاهرة المزعجة ولم نجد أي توعية مرورية من الإفراط في استخدامها.. لكننا وجدنا ظاهرة “مزعجة” أخرى تطل من اتجاهات كثيرة وفي شوارع عدة صباحاً.. ومساء.. وكأننا نعيش في حالة طوارىء!. بلادنا بالطبع ليست ناقصة “بلاوي” لكن من يفهم ومن يقرأ للمتخصصين في الأمن، ماذا يجب أن يكون.. إذا ما كان استخدام “الونان” قد تحول من الضرورة عند الحاجة إلى “عادة” في أي وقت ولأي سبب؟!. ودون أن تعتمدوا على تشغيل حاسة الملاحظة ستتأكدون أن صوت “الونان” يملأ الشوارع ضجيجاً.. يوقظ النائم في منزله.. ويزعج الطفل الذي تعرض لوعكة صحية.. ويقلق المسنين.. ويصادر راحة المواطنين. لم نعد نسمع - أخي وزير الداخلية - سوى أصوات “الونان” وكأننا في دار حرب أو حالة طوارىء.. وهذا الأمر سبب رئيسي – إن كنت لا تعلم – في إثارة الخوف وتصدير القلق إلى خارج اليمن بحثاً عن استهدافات أخرى تحت مبرر أن بلادنا ليست آمنة ولا مستقرة!. السبت الماضي.. وأنا اغادر مبنى الصحيفة بشارع المطار وجدت سيارة “هايلوكس” تابعة للأمن كانت واقفة بجانب مستشفى الملك، وتحركت باتجاه الخط المقابل لوزارة الداخلية، وكانت تمشي إلى جانب سيارتي والشارع “فاضي” وبمجرد الاقتراب من الوزارة قام سائقها بتشغيل الونان وبشكل مزعج جداً وفي ساعة متأخرة عند الثانية بعد منتصف الليل!. ذات مرة كنت واقفاً عند إشارة المرور احتراماً للنظام والقانون.. وفجأة ظلت سيارة أمنية تصم آذاننا بالونان.. وقام رجل المرور بتحريك السيارات من أمامها وفتح الطريق لها.. وبعد أقل من خمس دقائق وجدت السيارة ومن عليها عند سوق قات الحصبة!. مرات كثيرة .. تسمع “الونان” في كل اتجاه.. أو في أغلب الشوارع التي تقصدها .. ومع ذلك تكتشف أن الدنيا سلامات.. وكما يبدو أن صوت “الونان” قد أصبح “موضة” أمنية لا أظن أنك ترضى بها!. أخي الوزير.. هل تعرف أن معدل الجريمة وخاصة “السرقة“ يرتفع يوماً بعد يوم.. وأننا نتنقل من شارع إلى آخر ونحن غير “آمنين” على ما نملكه.. وهل تعرف أن ظاهرة “كسر” زجاج السيارات وسرقة ما بداخلها “منتشرة” في أمانة العاصمة.. وأكثر ما يمكن أن يفعله “قسم شرطة” إذا ما تفاعل أن يأخذ البصمات.. ومن ثم “هات يا ملاحقة”.. وهات .. يا ونانات!. قرص اسبرين الأخ محمد الماوري .. مدير العلاقات في مكتب الوزير يخفف كثيراً من الألم الذي نواجهه باهتمامه وتواصله وحرصه على إيجاد حلقة وصل.. واعتبره من أهم “الحسنات” في مكتب وزير الداخلية.. وهنا يكفي التفاعل حتى لو أصبحت التوجيهات في أي مشكلة أو تقصير أمني (كقرص اسبرين)!.