للكلمة فعل في تطورالأمم ونهضتها لأن الكلمة سر الوجود وهي الفارق بين طبيعة البشر الناطقة والطبيعة الخرساء من حوله. كانت الكلمة معلم الانسان الأول وهاديه إلى طريق الله المستقيم، وخطوة البشر الأولى نحو الحضارة.. وقد اختلفت الآراء هل الكلمة اصطلاح بشري أو توقيف إلهي، أصحاب التوقيف يستدلون بقوله تعالى(وعلم آدم الأسماء كلها) فقال له: هذه شجرة وهذا حيوان وهذا جماد.. إلخ وقال آخرون: الكلمة – اصطلاح بدليل أن لكل قوم مسميات مختلفة للأشياء فليس الشيء واحداً. ولأن للكلمة دوراً خطيراً، فلقد وجد الكذب الذي هو قول لايطابق الحقيقة في الواقع.. ويكمن تصديق الكذب بناءً على الكاذب ومهارته في تزييف الحقيقة.. وهناك مقولة شعبية يمنية تروى عن أحد أفراد المهمشين أنه صاح في قومه أن هناك ذبيحة مرمية أسفل الجبل، فلما كان كذبه مصوغاً بعاطفة جياشة صدقه قومه وذهبوا جميعاً كل واحد بوعائه وحين رآهم يهرعون قال في نفسه: لعل كلامي صحيح فذهب معهم. هناك من يستطيع إخراج الكذب بشكل فني مقنع ولكنه ليس تام الحبكة، مثل كذبة عزيز مصر على سيدنا يوسف وهناك كذبته مقنع كبعض المشارعين في محاكمنا ومحاكم غيرنا وأقسم بعضهم أنه قادر أن يجعل كذبته حية تسعى كاملة النمو والحياة.. وبعض الأطفال والنساء عندهم القدرة على صناعة الكذب، فالكذب صناعة وفن ولذا فإن المرأة والطفل أحياناً يشعلون الفتن والحرائق في بيوتهم وبيوت الجيران وهناك قنوات فضائية قادرة بكذبها الفني أن تصنع حروباً طاحنة. والكذب في الاسلام جريمة منكرة ملعون صاحبها وهي علامة بين المؤمن وغير المؤمن.. ورخّص الاسلام الكذب في حالة الاصلاح بين الناس، فتقول لهذا الطرف: إن الطرف الآخر يثني عليك ولايريد أن يخسرك وللمرأة حين تطلب إليك إنجاز شيء لاتستطيع فعله الآن أنك ستفعله قريباً ولك أن تقول لطفلك: أنك ستشتري له اللعبة من مكان آخر إذا قام بإحراجك وهكذا.. الكلمة سلاح خطير، ولذلك يستخدمها الاعلام!!