محرر “ظلال” المحترم لا يمكن أن تحل مشاكل الوطن اليمني دون حل عقد شخصية يعاني منها مرضى كثيرون في مجتمعنا ومنها عقدة زوجي.. لقد تعرفت إليه في مطار القاهرة حين انتظار نزول الحقائب من الطائرة، رجل في الخمسينيات من عمره تبدو على ملامحه طيبة واحترام، انتظر حتى آخر مسافر؛ بسبب تأخر حقائبي، كانت معي أمي المريضة، ولما عرف أنني وأمي ليس معنا أحد عرض علينا أن نصل إلى منطقة العجوزة، فله فيها معرفة وله بنت وولد يواصلان علاجهما في القاهرة.. أخذنا الرجل إلى شقته بعد أن كان قد أعلم ابنته وابنه بوصولنا.. تناولنا طعام الغداء وطلب إلينا الرجل الكريم أن نستريح ريثما يستأجر شقة.. انتقلنا إلى الشقة وفي المساء اتصل بنا لنخرج معاً تعرفنا على بعض شوارع القاهرة، وحجزنا عند الطبيب إلى الغد. كانت هناك فرصة لنتبادل الحديث، وبدأ الرجل يعرض مشكلته؛ فلقد طلق أم الأولاد؛ لأنها لم تقدر المسؤولية، وبدأ يصرح بإعجابه لي، كان الرجل حريصاً على أن يكون عند حسن ظني، فهو يذهب مع أمي لجلسات الطبيب، بينما يتركني مع ابنته التي سعدت بوجودي، فزرت معها معالم القاهرة الجميلة.. عاشر يوم كانت أمي أخبرتني أن(س.م) طلب يدي، وأنه ارتاح لي جداً؛ نظراً لتوفر كل الصفات التي رسمها في خياله، بدا الرجل أمامي كريماً، فقد قدم لي الكثير من الهدايا، وكان الرجل يكرر قولة (ارخميدس وجدتها)، وهو يعنيني. بعد عودتنا إلى اليمن تقدم إلى أخي يطلبني للزواج، وقد أبلغته الموافقة خاصة بعد ما استلطفتني ابنته، ورحب بي ابنه ترحيباً حاراً. لم نقم عرساً، وقضينا أول ليلة بعدن، وصباح يوم الفرح الثاني ذهبنا إلى الشاطئ، غير أنه بدأ يوجه نصائح تظهر غيرة شديدة، ومساء ذات اليوم بدت ملامحه تكتئب، فلما سألته عما به بادرني بسؤال: لعله أعجبك!!. سألته من؟ قال: صاحب الآيسكريم. اتق الله إنه أقل سناً من ابنك ذي الثلاثة عشرة سنة، المهم فجأة أصبح يغار من أي شخص حتى من سائق التاكسي، أشعر بعذاب شديد من هذا السلوك الذي ما كنت أتوقعه، لقد بلغت الغيرة حداً يجعله يقفل التلفزيون إن بدا فيه رجل وسيم، فما العمل؟ ذنبي أني خريجة جامعة اقتصاد، أما هو فعنده الثانوية فأرجو إرشادي. أختكم (م.ع.ر) العريقي.