من أين يأتي الغبار ؟ وكيف يتشكّل بمخبئه؟ وكيف يدير اتجاهات تموجاته؟ بل ماذا يودّ أن يقول وأن يفعل ؟وأيّ نتيجةٍ يريد تحقيقها؟ لا تعنيني جزيئات الغبار أو إن كان تكوّنها من جلود الموتى أو دهاليز القماش وشعر الإنسان والحيوان.. فكل ما يعني حالم بالحياة مثلي هو ذلك الأفق الممتد لأقصى ناصية الفرح دون حواجز ترابية أو بشريّة تمنعه عن مواصلة الطريق نحو مفازة الأمل. الغبار ندبة وصول.. وعثرة خطوة.. وإن شئتم الحقيقة هو صديق بائس لا همّ له سوى مساحقة حُبيبات الرمال ببعضها لتغدو مسافة جمود وبؤس ونكبات متوالية في رصيف الأمل ومُنتهى الوصول. الغبار حكاية لا تنتهي إلا لتبدأ فصول تموجاتها حسب طرائق محترفي ذرّ الرماد في عيون الفرائح.. غير أنّ مسافة الرخو قد تبتلع الغبار فيلتصق بجلاميد نتوءاتها ويعلق في كومة النسيان.. بعكس الجذور المتصلّبة حين تراقص الغبار كمتوازٍ مع أحداق حدسها الذي إن نام على نسائمها سيصحو بلا شك على غُمّة عتمتها وأمراضها الفادحة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك