هناك وجوه حاصرت المشهد اليومي لتفاصيل حياتنا سنوات طويلة, وعندما غابت غاب معها كل ذكرى جمعتنا معها... و وجوه تتفرد بحضورها الدائم حتى وإن عشت معها زمناً محدودا... رغم غيابها تجدها في كل الأمكنة, ولا تستشعر غيابها المادي رغم اختفائها منذ زمن... هم أشخاص عندما يمرون على ذاكرتك يعني عودة الاخضرار إلى نفسك, ويعني التعايش مع لحظة فرح تفتح الأفق لتقدير ما تشعر به, وهم يحولون داخلك المتيبس إلى زمن جميل وندي ومتناغم, مع أمل بحياة لا تقف على حدود لحظتها فقط, ودائرتها المغلقة باليأس التي حكمت بما يجري، ولكن بامتداد أيامها السابقة التي تلتحق بما أنت فيه لتصبح الحياة جزءاً متصلاً ومتوالياً تدخله عناصر تذكر ما هو جميل كما تحاصره استجوابات المشهد اليومي المرير الذي قد لا يجعلك فقط تتوقف على حدود الكآبة، ولكن قد تعتاد من خلاله بعض الوجوه التي فُرضت عليك، وأصبحت من الضرورات الوهمية. الجمال في من لا نستطيع نسيانهم أنهم يرسمون البسمة كل يوم في حياتنا, ويخترقون عزلة دواخلنا ليحولوها إلى ملجأ، ومنفى اختياري، عندما تصبح الحياة لا يطاق التعامل معها، وتصبح غربتها جزءاً من الاعتياد اليومي. [email protected]