في مساء وحشي، يطل عليك من الأبواب، في مدينة يهوى شعبها عودة الوقت إلى الخلف. تحف بك النصال وأنت حر لمرة واحدة، تمارس عبور الطرقات الأليفة. تخرج عليك من القمر امرأة مذبوحة ترتدي ثوباً حريرياً أحمر، مطرز بأسماء واحتمالات قابلة للرؤيا والاشتعال..لا تتعب نفسك بطرح أسئلة تحتاج إلى كثير من الشرح، سوف تخبرك بأنها أتت للمشاركة في الحفل، وأن هذا الوقت وقتها، فتتقدم نحوها قائلاً:- لقد هبّت من هنا موجة ثلجية ، سحبت معها فصول اللقاءات وقبلات عشاق قضوا زمناً وهم ينتظرون..لن تعطيك فرصة لقراءة التاريخ، ستدعوك لارتداء سلاسل في يدها وأنت ساهم تمشي خلف حاشيتها اللامرئية، تتعرف على صاحبيها اللذين كشفا لك عن مشهد قديم حدث أمام أسوار قصر صحراواي تسكنه البراعم الذابلة، فسائل الدم، الصراخ المكشوف، الكرنفال اليومي، وفيضانات صغيرة تدحرج معها الأسماء والصور والعواصم. تضاريس التنفس، الأقواس النائمة، السهام الغائبة واللهاث.. اللهاث.. اللهاث..حينها ستتأكد أنها امرأة فاتنة تغري الأصابع والأنهار بارتكاب دورة جديدة حول الشمس. تقودك نحو مبنى يطل على بحيرة تلهو فيها الدلافين، وتدعوك لدخول الأيام، وأنت لا تملك الخيار..أيتها الأميرة الزاهية، أنثري ريحانك علينا وابتهجي لقد أخذنا العطش الأبدي نحو دمك يوماً كاملاً باتجاه الصمت. أيتها الأميرة يا ذبيحة الوقت يا ذبيحة الوصف نثري ريحانك علينا وابتهجي تنظر إليك ببرود وعيناها تشعان مثل نجمة سكرى بصخب حفل لا تراه. تأخذها بين يديك لتكتشف جسدها المطعون: أيتها الأميرة الزاهية، ستنفض الجهات التي عبثت بكؤوسنا ونحن في حيرة من معنى سلب أنفاسنا بلهيبه..وحين يطل الصباح ستجد نفسك معها، وقد غادرت كل قطارات المدينة محطاتها، وأنك قد فقدت تذكرة العودة للطرق المعشوقة. لذا عليك أن تبقى مرة أخرى لن تملك الخيار. إنها امرأة الحفل. أيتها الأميرة الزاهية أيتها الذبيحة الزاهية هات لنا دليل المكان، لنأمر باسمك عن هوية هذا الكون ونصف الحديث الذي نريد. .وفي كل مساء، حين تسمع صوت القطار البعيد، ستتذكر غرفتك، وقطتك المتروكة دون طعام، ستصلك رائحة شواء لحم تحبه، وضحكات الأصدقاء، وكل شيء. هل تعتقد بأنك ولدت للتو؟ .. صرت تفكر أحياناً بالهرب منها، ولكنك ستظل مقيداً بها. أنها أميرة الحفل آلهة الذبح.