محمد اللوزي المدينة نبض حياة ،إمتداد بشري مليء بالصخب والحركة والتعب وحمى اللهاث على التكون وكثير من القلق وسكن لايهجع . المدينة تنوع بيئي، تواصل حضور في مدى لايعرف أحد أين ينتهي ،تداخل وتعارف وتزاوج . وهي مستوى الرقي، وبوصلة الجواب منفاه يحط رحاله فيها .والمدينة عالم من الأشواق والتطلعات والغرق في متاهات اللا معرفة ،وهي المعرفة وتكوين الصداقات وموطن الإحتيال والإسراف في ملتقى التنوع والطموح والأحلام . المدينة تشتعل بكل وافد عليها تمتصه وترحل معه أينما يريد تحقق طموحاته ،وقد تعركه وتطحنه ليصاب بالجنون . في المدينة تتكون قدرات ومواهب وتتلاقى تجارب وتتصالح قوى وتنهزم قوى . هذه المدينة وباء ثقافي ،كماهي مقاومة ونهوض ودخول في تجارب رزق وأخرى في الإنكفاء على الذات . مملؤة المدينة بالأحلام كماهي بالخيبات والبكاء والفاجعة والتحضير لقادم وسفر ووصول ومن كل ما سألتموه . للمدينة روح الصخب والفوضى حينا، وروح التحضر والجمال حينا آخر. دوما المدينة تربكنا، تكشف هزالنا ،وقدرتنا على التحدي والصبر وتكوين معالم الذات . للمدينة إسم ورسم وعنوان واضح تغزو نا كما نغزوها . كأنها تاريخ وسفر لقاءات وموئل سلطات، ومنطلق قوة ونهوض ،لها تشرع الشراع للرحيل ،ويرسو المسافر، ويغيب الظن ،ويحضر السؤال ،وتبرق الفكرة، وتغيب الأخرى.. للمدينة تشابه عريق دوما نقع عليها ونحاول منها وتظن بنا حين نؤمن بها . هذه المدينة هي نحن هذيان ووجع ومفاوضات ومنا وشات وأحلام لاتستقر ولا ترجو التكون . من المدينه تطل عوالم لاقبل لنا بها وتجتاحنا أسرار ومفردات عالم يستوعب الاخر ويقلقه في آن . دوما المدينة تعارك نفسها ،تختزل أوجاعها ،تمفصلها حينا في لحظة انفجار لايقاوم ونخافة . المدينة خوف وطغيان وارتهان وعمالة ووجهة نظر بعدها . المدينة نحن في قلب الحياة، ومعترك الوجود ،وفي أجواء لانقدر إلا على التآلف معها ومداراتها . المدينة مستوى من التعب والضحك علينا وعودتنا في الليل بخفي حنين للنام . .المدينة لاتهجع ونحن نيام ،وتعيش كل الصخب ونحن في جذور الهوى ،من المدينة ننطلق ولانقبلنا، لنظل في ذات التحدي . المدينة تحدي وجودي نكون أو لانكون