صادق ال12 من أغسطس اليوم العالمي للشباب، والحقيقة أن معظم الشباب اليمني لم يحتفلوا بهذا اليوم كباقي شباب العالم، كون المنظمات الشبابية في سبات عميق، ولا ندرك تماماً متى ستصحو أو تهتم بأيام الشباب، أو أية مناسبة ذات علاقة بالشباب.. في هذا التحقيق عبر كثيرون من الشباب عن استيائهم من المنظمات الشبابية التي تتاجر بقضاياهم عبر الإعلام والجهات ذات العلاقة.. لا أعرف هذا اليوم أول مرة أسمع أن للشباب يوماً عالمياً يحتفلون به، وأعتقد أن المنظمات هي السبب في عدم تعريف الشباب بأعيادهم ومناسباتهم؛ واليوم المنظمات والجمعيات في تزايد مستمر دون معرفة سبب إقصاء الشباب وسلبهم أبسط الحقوق!!. مجرد مصالح لا توجد منظمات شبابية حقيقية تقوم بالأهداف التي أقيمت من أجلها وبعيدة عن الواقع، وهي فقط محصورة على ورش العمل والمؤتمرات والاحتفالات، ولا تعمل على تفعيل الدور الحقيقي للشباب، وهو توعيتهم بواجباتهم وحقوقهم وصقل مواهبهم ومهاراتهم، والمنظمات والاتحادات الشبابية تنتظر فقط الميزانيات الطائلة التي تصل إلى عشرة ملايين من الدولة كدعم سنوي، والمنظمات غير آبهة بالمرة باليوم العالمي للشباب، وهذا دليل آخر على مدى تهميش الشباب اليمني. ديكور إن المنظمات والاتحادات ما هي إلا ديكور يتغنى بها أصحاب الوجاهات لعمل صيت لهم أمام الرأي العام، وتعتبر خرطاً في خرط، وحتى الدورات التي يقيمها الشباب ما هي إلا لشباب معينين من قبلهم. الشباب هم السبب إنهم هم السبب في السكوت عن حقوقهم المسلوبة من قبل هذه المنظمات التي تسعى إلى الربح المادي، والشباب ينقصهم الوعي بحقوقهم، وبالتالي لا يشعرون بمدى تهميشهم وظلمهم من قبل بعض المتمصلحين من هذه المنظمات والاتحادات. دورها غائب إن دور المنظمات والاتحادات الشبابية غائب في اليوم العالمي للشباب، ولا تعي حقوق الشباب لكي يتم ترسيخها لدى كل القطاعات والمؤسسات الحكومية ليسهموا في الدفع بواقعهم إلى الأمام. أين تكمن المشكلة؟!. تكمن المشكلة في إهمال المنظمات الشبابية لليوم العالمي للشباب، وكذلك في عدم وعي الشباب بحقوقهم وواجباتهم مما أدى إلى كل هذه المشاكل وجعلها ثقيلة على عاتقهم ووجود شباب لا يأبهون لمصلحتهم ولا يهمهم المشاركة الوطنية الفاعلة، ولا يهتمون إلا بمجالس القات، وعدم متابعتهم مشاكلهم عبر الندوات التي تُعقد والحوارات الشبابية التي تتحدث عن الشباب في ظل غياب الشباب البعيد عن قضاياه وهمومه التي تثقل كاهله يوماً بعد آخر، كما أن بعض المنظمات أكثر القائمين عليها ليسوا من الشباب المنخرطين في الواقع العام الذي يمثل كافة الأطياف السياسية المختلفة، وقلما تجد الشباب المتطوع والذي يبتعد عن الأطماع المادية التي تسيطر على البعض. لكن آخرين أرجعوا سبب ذلك إلى أن الظروف المادية المرعبة هي من تجبر الشباب على التفكير في الأمور المادية وكذلك قساوة بعض القائمين في المنظمات على الشباب وعدم إعطائهم ابسط الحقوق. متاجرة بالشباب إن المنظمات الشبابية تعمل في نطاق ضيق وتعتمد على نظام المحسوبيات والشلليات وغيرها من المنظمات التي تمتص حماس الشباب، كما أنها تطلب الدعم الخارجي باسم الشباب ولا تهتم بالشباب المبدع. إن وزارة الشؤون الاجتماعية ولجنة الرقابة غائبة بسبب ضغوط من قبل المتنفذين على هذه المنظمات الشبابية، وان على الشباب القيام بالمطالبة والتنديد بهذه المنظمات التي تتاجر بهم عبر المنظمات الدولية الكبيرة وان يبحثوا عن الحقيقة أينما كانوا، حتى يصبحوا شباباً فاعلين في مجتمعاتهم. الشباب لا يتفاعلون معها إن المنظمات تؤدي دورها بشكل طبيعي؛ ولكن الشباب لا يتفاعلون معها كونها ناطقة باسمهم، واليوم العالمي للشباب يشكل بذرة وأملاً لكل من يستطيع المطالبة بحقوق الشباب عبر المنظمات الموجودة. وضع مؤسف أنا لا أعرف المنظمات الشبابية حتى أتعرف على اليوم العالمي للشباب، فوضعنا نحن الشباب مزرٍ، ونحتاج إلى منظمات وجمعيات تأخذ بأيدينا. منافسة معدومة في اليوم العالمي للشباب لم تظهر أية منظمة أو اتحاد أو جمعية سوى واحدة فقط للاحتفال بهذا اليوم، وهذا يعني ان المنافسة معدومة بين المنظمات، وان الدول الأخرى تجري فيها منافسة كبيرة بين المنظمات الشبابية، وتقيم دورات وسفريات وهدايا للمبدعين والمبرزين من الشباب. إن المنافسة الحقيقية هي إخراج المبدعين كل في مجال تخصصه إلى حيز الوجود لإكمال مسيرتهم الإبداعية، حتى إن الشباب لا يوجد فيهم حب المنافسة الشريفة ليكونوا ناهضين في مجتمعهم ومتعاونين لبناء هذا الوطن الذي يعول عليهم الكثير. يتاجرون بالقضايا الوطنية إن هناك منظمات تجسد الهدف من إقامتها، وهناك منظمات دكاكين للاسترزاق والشباب هم الضحية.. ونحن بصدد إقامة المؤتمر التأسيسي للاتحاد الوطني لشباب اليمن الذي يمثل كافة الشباب من مختلف الأطياف السياسية في اليمن وسيكون المنبر الأول للإبداع. هل سنخرج بحلول؟! سيكون اليوم العالمي للشباب يوماً يتحدث فيه الشباب بكل حرية وبدون خوف من أحد، فالحلول بأيديهم فهم المستقبل والحاضر، وبعزيمتهم سيحققون كل أحلامهم نحو النهوض بوطنهم، وعلى المنظمات الشبابية أن تدعم الشباب بكل وسائلها المتاحة لها من قبل الجهات التي تدعمها لتكون بدورها الوسيط بين الشباب وتلك الجهات.