برز مفهوم الشباب باعتباره يشير إلى شريحة عمرية معينة لها نشاطها وفاعليتها في بناء المجتمعات ، ففي تلك المرحلة يكون الإنسان ( الشاب ) مستعداً لتقبل القيم والمعتقدات الجديدة مندفعاً نحو التغيير بحماس وأمل ، لذلك تتبنى معظم دول العالم سياسة وطنية للشباب تتسم بالشمول والتكامل ، وتحدد هذه السياسة احتياجات الشباب في مجالات السياسات العامة المختلفة ، وتضع الأهداف والاستراتيجيات للتعامل مع تلك الاحتياجات ، وتقدم إطاراً لعمل الهيئات الحكومية وغير الحكومية تبنى على أساسه خطط وبرامج تنفيذية لتلبية احتياجات وتطلعات وآمال الشباب في هذه المجالات .. ومن ثم تستهدف هذه السياسة الشباب بكل فئاته وقطاعاته ، ولكنها تعطى أولوية خاصة للاهتمام بالشباب الذي يعاني من البطالة ، والفتاة والمرأة الشابة ، والشباب في الريف ، والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة .. قبل الخوض في عملية إشراك الشباب في الحياة السياسية والعامة ، يتوجب تعريفهم بالحقوق والواجبات المفترض العلم والعمل بها . أولاً : حقوق وواجبات الشباب : 1 حقوق الشباب : الحق في الحياة ، والتعليم ، والعمل ، والحصول على الخدمات الثقافية والاجتماعية والصحية ، والحماية من كل صور الاستغلال والتمييز ، والمساواة أمام القانون فى الفرص المتاحة ، وحرية الرأي والتعبير والتنظيم ، والمشاركة في صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم ، وغيرها من الحقوق التي يكفلها الدستور والقوانين . 2 واجبات الشباب : التحلي بروح الولاء والانتماء للوطن والحفاظ على وحدته ، والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية ، ودعم الديمقراطية وحكم القانون ، واحترام مبادئ المواطنة وحقوق الإنسان ووجهات النظر المختلفة ، والعمل على محاربة كل صور الفساد والاستغلال والتمييز على أساس ديني أو طائفي أو مهني أو طبقي أو غيرها من صور التمييز . فى ضوء الرؤية السابقة ، توجه الحكومات سياستها الخاصة بالشباب إلى تحقيق الأهداف التالية: _ إدماج المكون الشبابي في كافة السياسات العامة ذات الصلة بالشباب. _ تمكين الشباب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. _ توسيع مشاركة الشباب في الحياة العامة . _ تنمية قيم الولاء والانتماء لدى الشباب. _ تفعيل دور الفتاة و المرأة الشابة والقضاء على أي صور للتمييز ضدها. _ تحسين مستوى الخدمات التي تقدم للشباب وتسهيل حصول الشباب عليها. _ تحقيق اكبر قدر من اللامركزية في تقديم الخدمات الشبابية. _ تشجيع ومساندة القطاع الخاص والمجتمع المدني على المشاركة في تحقيق التنمية الشبابية. التمكين السياسي : للمشاركة السياسية صور مختلفة أهمها التصويت والترشيح في الانتخابات المحلية والعامة ، وعضوية الأحزاب ، والمشاركة في الحملات الانتخابية ، والاهتمام بمتابعة الأمور السياسية بصورة عامة . وبالرغم من الدعوات الخجولة للشباب للمشاركة في الحياة السياسية فإن نسبة مشاركتهم لا تزال دون المستوى المرجو . مقترحات التمكين السياسي للشباب : _ غرس قيمة المشاركة في نفوس الشباب عن طريق المؤسسات التعليمية وأجهزة الإعلام ، وجهود المجتمع المدني. _ التوسع في برامج التعليم المدني وإعداد القيادات الشبابية بما يسهم في تنمية معارف الطلاب فيما يتعلق بالدستور ، وحقوق المواطن وواجباته ، وذلك بالإضافة إلى ترسيخ قيم الانتماء والولاء للوطن. _ دعوة الأحزاب المختلفة إلى إتاحة الفرصة للشباب لتولي المواقع القيادية داخلها . _ تطوير مقررات التربية الوطنية ، وتدريب المدرسين القائمين على تدريس تلك المواد . _ تنظيم ندوات ومحاضرات تثقيفية وسياسية داخل المدارس و الجامعات من خلال التنسيق مع وزارتي التربية والتعليم و التعليم العالي ، ومع الجامعات بهدف زيادة نسب مشاركة الطلاب في الانتخاب والترشيح للمجالس الطلابية . _ تطوير المجالس الطلابية الجامعية وإتاحة درجة أكبر من مشاركة الطلاب في إدارة أمورهم باستقلالية تامة . _ التوسع في برامج التثقيف السياسي لطلاب المدارس والجامعات من خلال المخيمات الصيفية وغيرها من أماكن التجمعات الشبابية. _ توسيع مشاركة الشباب في إدارة الهيئات الشبابية والرياضية ومؤسسات المجتمع المدني. تمكين الشباب إعلامياً : يلعب الإعلام دوراً هاماً في تشكيل شخصية الشباب باعتباره مصدراً أساسياً لنقل المعلومات والقيم وأنماط السلوك ، والانتقاد الموجهة للإعلام كونه يرسم صوراً نمطية سلبية للشباب والاقتصار على الجوانب الترفيهية ، إذ يشعر الشباب أن الإعلام يقصيهم نوعاً ما، فهم يرغبون بالمشاركة في جميع مستويات الإنتاج الإعلامي، بما في ذلك البرامج التلفزيونية والإذاعية والصحف. أما المقترحات المقدمة لمشاركة الشباب الإعلامية تتمثل بالآتي : _ إتاحة فرصة أكبر للشباب للمساهمة في وضع وتنفيذ السياسات الإعلامية وخاصة تلك المتعلقة بالشباب في سياق المنظومة الإعلامية الشاملة . _ إعطاء دور أكبر للشباب في تولي المناصب القيادية في المؤسسات الإعلامية والصحفية . _ إتاحة مساحة أكبر لتغطية قضايا الشباب في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة . _ استخدام لغة التفاعل والحوار في الخطاب الإعلامي الموجه للشباب بدلاً من أساليب النصح والإرشاد. _ استخدام وسائل الإعلام في التثقيف السياسي للشباب عن طريق تقديم المعلومات والحوارات حول قضايا السياسة الداخلية والخارجية. _ إشراك الشباب في تصميم وتنفيذ حملات متنوعة للتوعية تستهدف نشر ثقافة النجاح بين الشباب وإعلاء القيم الإيجابية ومواجهة الآفات الاجتماعية أو السلوكيات الخاطئة مع تنوع هذه الحملات حسب ما تشهده الحياة العامة من متغيرات يكون لها تأثيرها على الشباب. _ إبراز نماذج النجاح من الشباب في كافة المجالات في وسائل الإعلام . _ تشجيع إصدار الصحف و المجلات والمواقع الإليكترونية التي تعنى بقضايا الشباب . التمكين الاجتماعي والعمل التطوعي : يعتبر العمل الاجتماعي و التنموي التطوعي من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمع، ويكتسب العمل الاجتماعي أهمية متزايدة يوماً بعد يوم للنهوض بالمجتمع والارتقاء به والعمل على تحسين مستوى حياة المواطن ، كما أنه إحدى أدوات إدماج الشباب في المجتمع ، ودعم الولاء والانتماء بالإضافة إلى اكتساب العديد من المهارات الشخصية. فالعمل الاجتماعي يقوم على تعاون الأفراد مع بعضهم البعض في سبيل تلبية احتياجات مجتمعهم، وهذا يقود إلى نقطة جوهرية مفادها أن العمل الاجتماعي يأتي بناء على فهم لاحتياجات المجتمع . بينما التطوع هو الجهد الذي يقوم به الفرد باختياره لتقديم خدمة للمجتمع دون توقع لأجر مادي مقابل هذا الجهد. أما المقترحات بهذا الصدد : _ دعم دور الشباب داخل منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية ، والنظر في تخصيص عدد من المقاعد في مجالس إدارتها للشباب . - الترويج لثقافة التطوع ومفهوم المسئولية الاجتماعية للشباب عن طريق ابراز ذلك في المناهج الدراسية والبرامج التي تبثها وسائل الاعلام المختلفة وحث الشباب على التطوع خاصة في العطل الصيفية وتقديم نماذج لمشاركة في العمل التطوعي. - التوسع في أندية التطوع بمراكز الشباب وربط العمل التطوعي بالقضايا الوطنية والاجتماعية الهامة ك(الأمية المشكلة السكانية الإدمان التدخين - مشكلات البيئة.) - دعم الجمعيات الأهلية العاملة في مجال تقديم الخدمات الشبابية وخاصة تلك التي يديرها الشباب وحث الجهات الحكومية على الاستعانة بها في تنفيذ بعض البرامج التي تدخل ضمن خطة عملها. - إنشاء مراكز نموذجية لتقديم الخدمات الشبابية المختلفة مثل تقديم المعلومات والتوجيه حول فرص التوظيف وتنمية مهارات الشباب المتعلقة بسوق العمل وتقديم النصج والارشاد النفسي والاجتماعي عن طريق خبراء متخصصين ويقوم الشباب بإدارة هذا المركز مع إمكانية تعميم هذه التجربة بعد ذلك. - أن تمارس وسائل الإعلام دوراً أكبر في دعوة الشباب إلى العمل التطوعي والتعريف بالنشاطات التطوعية التي تقوم بها المؤسسات الحكومية والجمعيات. مداخلة مقدمة إلى ندوة « معاً من أجل تمكين الشباب في الحياة السياسية والعامة».