جعفر بن علي بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس. شاعر , مؤلف، مدرس تاريخ الميلاد 997 ه / 1589 م تاريخ الوفاة 1064 ه / 1654 م الصادق، العلوي؛ ولد في مدينة (تريم) من حضرموت، وفيها ترعرع، وتوفي في مدينة (سورت) في الهند. فقيه، محقق، شاعر، نشأ في كنف أبيه، في ظلال وارفة من النعم، فحفظ القرآن الكريم مبكرًا، وحفظ متن كتاب (الإرشاد) في الفقه، و(ملحة الإعراب)، و(قطر الندى) في النحو والصرف، وغيرها، ثم أخذ عن عمه (عبد الرحمن السقاف)، وعن العلامة (أبي بكر بن عبد الرحمن بن شهاب)، والعلامة (زين بن حسين بافضل)، والفقيه (أبي بكر الشلي)، فبرع في فنون شتى؛ منها: التفسير، والفقه، والحديث، والتصوف، والعربية، والحساب، والفلك، والفرائض. ثم حج بيت الله، وأخذ العلم في الحرمين عن جملة من الشيوخ، وعاد إلى (تريم)، فاستُقبِل استقبالاً حسنًا، وأقام بها مدة، ثم رحل إلى الهند، فنزل مدينة (سورت)، لدى عمٍّ له، كان قد سبقه إلى (سورت)، وكان ذا منصب مرموق، وقدر جليل؛ فأخذ عنه بعض العلوم، ثم توجه إلى إقليم (الدكن)، فاتصل بحاكمه السياسي الأمير (عنبر)، وناظر بحضوره جمعًا من العلماء، فتفوق عليهم؛ فأكرمه الأمير، وطلب منه البقاء؛ لينتفع الناس بعلومه، وكان قد أتقن اللغة الأردية والفارسية، فاستفاد منه جَمْعٌ كثير حتى مات الأمير (عنبر)، وتولى الحكم من بعده ابنه (فتح خان)؛ فأكرمه مثل الإكرام الذي وجده من أبيه، لكنه لما علم بموت عمه (محمد) في (سورت)، ذهب إليها للقيام بمنصبه والحلول مكانه، وظل هناك منارًا لطلبة العلم؛ فانتفع به جَمْعٌ كثير منهم. من مؤلفاته: 1 -جزء في التاريخ. 2 -العقد النبوي، ترجمه إلى الفارسية. 3 -دوائر في علم الفرائض. 4 -تحفة الأصفياء بترجمة سفينة الأولياء. 5 -ديوان شعر، يغلب عليه الاتجاهات الصوفية. ويمكن الحكم عليه عمومًا بأنه شعر جيد، يحتوي على الكثير من المعاني البديعة. ومن شعره قوله: عاد الزمان بوصل ذات البرقع وشفى الفؤاد لقا الأَغَنِّ الأتلع عفوًا لذنبك يا زمان فقد بدا منك الوفاء وصار من أهوى معي وقوله: ولقد أتيت إلى الحبيب ولِلدُّجَى لوْنٌ كَحَالِك شعره المتجعدِ فذكرت بالبرق اللموع مباسمًا قبّلتها من ثغر غانٍ أغْيَدِ وتصاعدت نارُ الغرام كشعلة من مهجتي ظهرت بفرط توقدِ وقوله: هل عندكم يا أناسٌ عنهم خبرُ أم لا؛ فأترك دمع العين ينحدر؟! هذا العقيق ورائي هبّ فيه صبا أم الأَثِيلات بعدى جادها المطر؟ مالي وصحبة جيران النقا وهمُ إن أقسموا حنثوا، أو عاهدوا غدروا إني لأَعشق في أحيائهم قمرًا ولا ملامة في أن يُعشق القمر وقوله: كأن بدرَ التمِّ لَمَّا انْجَلَى عنه سحاب أسودٌ فاستنار هيفاء قد هيَّجها حسنها تِيهًا، فألقت عن سَنَاها الخِمار وقوله: قال الذي بجماله ملك الحشا مالي رأيتك أصفرًا متغيرًا فأجبته إكسير عشقك قد علا جسدي؛ فصيره نضارًا أصفرًا