تطورات خطيرة في حضرموت.. المجلس الانتقالي يلعب بالنار ويهاجم قوات درع الوطن ويصفها بالمعادية    ارتفاع حالات الكوليرا في اليمن إلى 59 ألف إصابة هذا العام: اليونيسيف تحذر    وثيقة تكشف عن مديونية كبيرة للبنوك التجارية والإسلامية لدى البنك المركزي    مسار السلام في اليمن .. اتجاه نحو العودة إلى نقطة الصفر واخر يفتح بصيص تفاؤل وبينهما مشكاة ضوء خافت    - 17مليار دولار ارتفاع ثروة أغنى أغنياء روسيا خلال السته الأشهر من 2024    محلل سياسي يطالب الدول الإقليمية أن تكون سندا للجنوب    - توقعات ما سيحدث لك وفق برجك اليوم الثلاثاء 4يونيو    وديا ... إنجلترا تضرب البوسنة    الرئيس الزُبيدي يوجه بمخاطبة واستكمال إجراءات نقل مقرات المنظمات إلى عدن    معركة بيضاء في كريتر: ما الذي أشعل نار الغضب بين الرجال والنساء ؟    تفريغ الديزل مشروط: عدن تنتظر 24 ساعة لعودة الكهرباء    يكتبها عميد المصورين اليمنيين الاغبري    شقيقة "الحرازي" مدير شركة "برودجي" تكشف عن تفاصيل صادمة أصابت الجميع بالذهول والدهشة خلال جلسة الحكم بالإعدام    "حوثي يقتل ابن عمه ويحرق سيارته: قصة جريمة قتل تكشف الظلام الذي يخيم على صنعاء"    ميليشيا الحوثي تعلن استخدامها لسلاح جديد    نهب وتدمير للاقتصاد الوطني.. كيف يعبث الحوثيون بالقطاع الزراعي؟    الحوثيون يزرعون الموت في الحقول: مزارع يمني يفقد ساقه في انفجار لغم(صورة)    صفعة قوية للحوثيين في قلب العاصمة صنعاء و تجار العاصمة يتحدون مع عدن    "اليمنيون ذولا مثل الخليل العربي الأصيل": الفنان المصري احمد حلمي يُشيد باليمنيين ويُعبر عن حلمه بزيارة اليمن(فيديو)    ايثان يدعم مبابي    الوزير الزعوري ونائب محافظ عدن يضعان حجر أساس مشروع مركز الأطفال ذوي الإعاقة بمدينة الشيخ عثمان    قبائل يافع حضرموت: يرفضون دخول قوات عسكرية إلى ساحل حضرموت غير نخبتها    سلام الله على زمن تمنح فيه الأسماك إجازة عيد من قبل أبناء عدن    من جرائم الجبهة القومية ومحسن الشرجبي.. قتل الأديب العدني "فؤاد حاتم"    الرئيس الزُبيدي يوجّه بمخاطبة المنظمات الدولية لاستكمال نقل مقراتها إلى العاصمة عدن    الترجي التونسي يتغلب على الإفريقي ويقترب من التتويج باللقب    ارتفاع مبيعات شركة هيونداي موتورز بنسبة 1.9 بالمائة    استبعاد مبابي من القائمة الأولية لمنتخب فرنسا الأولمبي    وسط حضور آلاف المشجعين إتحاد النويدرة يحسم موقعة الديربي و يتأهل للنهائي بطولة كرة الطائرة    أغلبها بمناطق المليشيا.. الأمم المتحدة تعلن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن    عودة التيار الكهربائي إلى مدينة مأرب بعد انقطاعه لساعات إثر خلل فني    مليشيا الحوثي تقتحم مكتب حكومي وتختطف أحد الموظفين    وكالة المسافر للحج والعمرة والسياحة بحضرموت تفوج 141 حاجاً إلى بيت الله    غارات مكثفة على رفح والقسام تفجّر ألغام في قوة صهيونية والاحتلال يعلن إصابة 46 جنديا    بحوادث متفرقة.. أربعة أشخاص ينهون حياتهم في إب خلال يوم واحد    خطوات ثاقبة للمجلس الانتقالي تثير رعب قوى صنعاء الإرهابية    محمد البكري و أحمد العيسي وخلال سبع سنوات دمرا حياة شعب الجنوب    الإطاحه بقاتل شقيقه في تعز    خبير آثار: ثور يمني يباع في لندن مطلع الشهر القادم    وفاة ضابط في الجيش الوطني خلال استعداده لأداء صلاة الظهر    إعلان قطري عن دعم كبير لليمن    خمسة ابراج لديهم الحظ الاروع خلال الأيام القادمة ماليا واجتماعيا    حلم اللقب يتواصل: أنس جابر تُحجز مكانها في ربع نهائي رولان غاروس    قرارات البنك المركزي لإجبار الحوثي على السماح بتصدير النفط    تعرف على قائمة قادة منتخب المانيا في يورو 2024    7000 ريال فقط مهر العروس في قرية يمنية: خطوة نحو تيسير الزواج أم تحدي للتقاليد؟    أرواح بريئة تُزهق.. القتلة في قبضة الأمن بشبوة وتعز وعدن    إنجاز عالمي تاريخي يمني : شاب يفوز ببطولة في السويد    الدبابات الغربية تتحول إلى "دمى حديدية" بحديقة النصر الروسية    عن الشباب وأهمية النموذج الحسن    5 آلاف عبر مطار صنعاء.. وصول 14 ألف حاج يمني إلى السعودية    من لطائف تشابه الأسماء .. محمود شاكر    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    خراب    الوجه الأسود للعولمة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحياء العشوائيات.. تعاسة وبؤر لاستشراء الجريمة
نشر في الجمهورية يوم 02 - 12 - 2014

في أماكن مظلمة مغمورة بالتعاسة, تزحف العشوائيات لتلتهم ما يصادفها من الاخضرار والأراضي الزراعية ؛ الكثرة منها بني بين يوم وليلة فراراً من عمال وعسكر البلدية الذي لا يطلبون القانون أكثر من مطالب تنفعية؛ تتكدس أرتال المخلفات والقمائم لتشكل رائحتها المزكمة مأساة بيئية، يجري تعايش السكان معها بصورة إجبارية. أرقام
أكدت إحصائية حديثة أن التوسع العمراني في العاصمة وصل إلى 135 ضعف مساحة المدينة القديمة وذلك بسبب غياب التخطيط ,في حين وصل عدد الأحياء إلى 89 حيا سكنيا تتوزع بداخلها 791 حارة, ويشير المختصون بمكتب الأشغال العامة بالعاصمة أن العام 2012 شهد إصدار 5715 رخصة بناء في حين بلغ عدد المساكن لنفس العام 339 ألف مسكن.
بؤر لتفريخ الجريمة
بالنسبة ل (ع . ح –40عاماً ) – من سكان أطراف بني الحارث في شمالي العاصمة والذي تعرض منزله للسرقة مرتين, فيقول: “ من المؤكد أن مثل هذه الأحياء تمثل بيئة خصبة لانتشار العصابات واللصوص, وتم إبلاغ الأمن بالسرقة التي حصلت للمنزل لكن دون جدوى “.
وبحسب العميد الدكتور. عبد الله صالح هران – مدير عام كلية الشرطة, والمحاضر في علوم القانون الجنائي بأكاديمية الشرطة, سألناه عن أسباب تفشي الجريمة في مناطق العشوائيات فأجاب : “ هناك خصائص تجعل من مناطق العشوائيات الأكثر انتشاراً للجريمة بصنوفها , وفي مقدمتها الطابع البنائي للمنازل والأحياء, حيث يتم البناء دون اهتمام بالجانب الحمائي والوقائي, فتكون هذه المنازل غير محمية وغير محصنة في العمران بما يشمل الأبواب والنوافذ والإضاءة أضف إلى ذلك أنها متلاصقة مما يسمح بالتداخل الشديد والاختلاط ما بين السكان, فينشأ عن ذلك كثرة الاحتكاكات والمشاكل التي تتحول إلى جرائم , ولعل الملاحظ أن طبيعة ونوع الجريمة تختلف من حي لآخر, وأكثر جرائم العشوائيات: السرقة والاعتداءات بأنواعها والمخدرات وجرائم الآداب وغيرها, فأقول إن البناء غير المخطط تظهر به هذه المساوئ, أيضاً هناك جوانب لا تقل أهمية وترتبط بالسكان, فأغلب سكان العشوائيات من الشرائح الفقيرة والمتعبة اقتصادياً, والأقل تعليماً وتثقيفاً, حيث الفقر والجهل يلعب أيضاً دوراً كبيراً في انتشار وتفشي الجريمة, وهذه العوامل ليست بهذه الحدة بالنسبة للأحياء الحضرية المخططة مما يجعل منسوب الجريمة أقل مقارنة بالأحياء العشوائية “..
نموذج الانتشار
في الشأن الأمني يقول نائب مدير قسم شرطة حي السنينه بصنعاء: معدل الجريمة في هذا الحي مرتفع نوعا ما، حيث تواجهنا الكثير من القضايا، وهي في أغلبها عبارة عن سرقة (نشل) وسرقة بالإكراه، بالإضافة إلى قضايا أسرية عبارة عن خلافات وشجارات واعتداءات بالضرب وأيضاً قضاياً إطلاق نار، وقتل في بعض الأحيان أو شروع بالقتل, وهذا يعود بالدرجة الأساس إلى طبيعة تكوين العشوائيات، حيث إن الازدحام السكاني، وكذا حالة الفقر السائدة في هذه الأحياء، ذلك يؤدي بطريقة أو بأخرى إلى ارتفاع معدل الجريمة في هذه المناطق “.
أكاديميون بعلوم الشرطة يقولون إن معدل الجريمة في الأماكن والأحياء السكنية غير المخططة يكون مرتفعاً على خلاف المناطق والأحياء المخططة، ويرجع ذلك لعدة أسباب، منها عدم وجود الخدمات، أو البنية التحتية، مثل الطرقات، الصرف الصحي، الكهرباء، المدارس، المساجد، الحدائق والمتنفسات، الملاعب، إضافة إلى ازدحام البناء.. كل ذلك يؤدي إلى عامل نفسي سلبي بالنسبة لسكان هذه المناطق، ونتيجة لهذا العامل النفسي السلبي المتشكل بفعل البيئة التي تفتقر لمقومات الحياة الطبيعية، فإن ذلك ينعكس على سلوكيات الأفراد، مما يعزز الميل نحو الانحراف السلوكي، وهو ما يترجم في تصرفاتهم على شكل جرائم..
آفة المخدرات
ووفقاً للورشة التي نظمها المركز اليمني للدراسات الاجتماعية وبحوث العمل بصنعاء حول (آفة المخدرات وخطورتها على الشباب) قال مسؤول بالمركز إن المخدرات ظاهرة اجتماعية خطيرة ومنتشرة في اليمن وفي الوطن العربي والعالم, و تعتبر شريحة الشباب أكثر فئات المجتمع تعرضاً لتعاطي وإدمان المخدرات.
وأن الدراسات تركز على مدى انتشار هذه الآفة في أوساط عدة فئات ضمنها شباب الأحياء العشوائية الفقيرة.. مؤكداً أن اليمن سجلت 554 جريمة مخدرات و 393 جريمة تعاطي خلال أربع سنوات.
مسببات
من مسببات ارتفاع معدلات الجريمة بهذه الأحياء- من وجهة نظر أكاديميين – هناك عامل الفقر، حيث تشكل هذه الأحياء العشوائية منطقة جذب للفقراء، نتيجة لرخص إيجارات البيوت والعقارات فيها، حيث يقود تدني مستوى التعليم وكذلك عدم وجود تثقيف ديني وأسري، حيث إن الأسر التي في الأصل يغلب عليها الجهل والأمية منشغلة هنا بمتطلبات الحياة إلى تهيئة الأجواء للانحراف ويؤدي إلى إنتاج أفراد غير أسوياء. هذه المناطق تمثل بؤراً يتجمع فيها الأشخاص ذوي الميول الإجرامية مستغلين صعوبة وصول الأجهزة الأمنية إليها بحيث تمثل بالنسبة لهم ملاذاً آمنا.
وفي السياق، يقول الباحث عبدالله منصر: “ تعد العشوائيات بيئة ملائمة لنشوء الجريمة وتطورها، وبالتالي انتشارها، لتغدو هذه الأحياء العشوائية مناطق مصدرة لعناصر الجريمة سواء كانوا أفرادا أو عصابات، وذلك يعود لعدة أسباب منها أسباب اجتماعية عديدة ضمنها الفقر وضعف الدخل وغيرها.
في مساكن الصفيح!
وبالنسبة لتقرير فضائية العالم , فقد حصر العشوائيات باليمن بمناطق أطلق عليها منازل الصفيح التي تتواجد بها فئة المهمشين ,وفي السياق قال إنها تفتقر إلى الخدمات، حيث يعيش سكانها عزلة اجتماعية وظروفاً مأساوية, متحدثاً عن مناطق عدة بمحافظة صعدة شمال اليمن كنموذج.
مضيفا: سكان الصفيح كما يلقبون.. هم شريحة واسعة من اليمنيين الذين يعيشون في تجمعات سكانية عشوائية في مختلف المحافظات اليمنية ..وهم المهمشون الذين يعيشون تحت خط الفقر ولا ينخرطون في مجال التعليم إلا فيما ندر لا يمتلكون منازل حقيقية وشبكات صرف صحي ويشربون مياها ملوثة والأعمال التي يسمح لهم بالانخراط فيها لا تتعدى أعمال النظافة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.