أ.د. سامي سعيد حبيب يجمع العلماء المتخصصون على أن البشرية دخلت في مرحلة تستوجب العمل العالمي المتكاتف و الدؤوب على تطوير التقنيات اللازمة للاستفادة من الطاقة المتجددة التي بثها الخالق العظيم في الكون من حولنا و في الأرض التي نعيش عليها قبل نفاد البترول والغاز الطبيعي اللذين يشكلان حالياً نسبة 30% من مصادر توليد الطاقة الكهربائية على مستوى العالم ، و للطاقة المتجددة كما هو معلوم أشكال عدة من أهمها الطاقة الشمسية القادمة إلينا من الشمس التي يصل إلى الأرض منها من الطاقة في ساعة واحدة ما يزيد عن استهلاك الحضارة المعاصرة في سنة كاملة ، ولو توفرت للبشرية التقنيات المتطورة للاستفادة المثلى من الطاقة الشمسية لما أشتكى العالم من القصور في الطاقة. تأتي الريح في الدرجة التالية مباشرة كثاني أكبر مصدر للطاقة المتجددة لكوكبنا الأرض ، الأمر الذي يستقطب حالياًً تفكير وجهد الكثير من الباحثين في مختلف أنحاء العالم. يشاهد الكثير من الناس طواحين الهواء المنتشرة في العديد من دول العالم أثناء السفر الجوي لاسيما فوق العديد من الدول الأوربية وهي تدور بسرعات بطيئة نسبياً لتنتج الطاقة الكهربائية ولكن للأسف بكفاءة متدنية ، ولهذا التدني في الكفاءة العديد من الأسباب كمثل الانخفاض النسبي لسرعة الريح عند مستوى سطح الأرض ، ومحدودية ريش الطواحين الهوائية بقطر لا يزيد عن 80 متراً عند أحسن الافتراضات لأسباب هندسية لا يتسع المجال للخوض فيها في هذه العجالة ولأسباب تخصيص الأراضي الشاسعة لحقول طواحين الطاقة بدلاً من تخصيصها للزراعة ، و منها التذبذب الكبير في سرعة الريح في الأربع والعشرين الساعة وكذلك في أيام الأسبوع والأشهر وفصول السنة. كل تلك العقبات تجعل من الاعتماد على طواحين الهواء أمراً غير عملي وتقل مساهمتها في تشكيلة مصادر الطاقة على مستوى العالم عن 1%. لكن لو وسعنا نظرتنا إلى الريح من السرعات التي نحن معتادون عليها والموجودة في أغلب الأحيان عند مستوى الأرض بالتدريج إلى طبقات الغلاف الجوي من فوقنا لوجدنا أن متوسط سرعتها تزداد بالتدريج كلما ارتفعنا للأعلى من قرابة 10 كم/ساعة عند سطح الأرض إلى قرابة 200كم/ساعة عند ارتفاع 10,000 متر ، و هذا يعني بالضرورة تغير مفهوم حصد الطاقة الكهربائية من الرياح بالصعود إليها في الأعلى حيث تكون أسرع ما تكون عند إرتفاع10كم/ساعة. وعلى غرابة الفكرة للوهلة الأولى إلا أن العديد من الباحثين في عدد من دول العالم منهمكون في أبحاث توليد الطاقة. ولكن لتطوير تقنيات توليد الكهرباء عند الارتفاعات العالية مشاكلها ومنها : أن سرعات الريح في الأعالي متذبذبة هي الأخرى بل وموسمية تهب بسرعات عالية جداً فوق بعض البقاع لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر ثم تختفي ، و تكون بكثافة عالية في بعض بقاع العالم كمثل المملكة العربية السعودية والهند والصين و أستراليا ودول من أمريكا الجنوبية بينما تكون ضعيفة نسبياً فوق الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوربا مثلاً. ولعل المشكلة الكبرى في توليد الكهرباء من الريح على تلك الارتفاعات الشاهقة يتطلب إرسال منصات طائرة تستفيد من الريح ذاتها في بقائها مستقرة دون محركات لأشهر إضافية لتوليد الكهرباء ، وما سيصاحب ذلك من مخاوف تداخل ذلك مع حركة الطيران في الأجواء. إن توليد الطاقة من الريح على ارتفاعات شاهقة في حالة نجاحه سيشكل جزءًا من الحل الشامل لتوفير الطاقة المتجددة جنباً إلى جنب مع الطاقة الشمسية وسواها من مصادر الطاقة ، و الله أعلم أن الأعوام القادمة ستكون حافلة بتطورات تقنية تغير انطباعاتنا السابقة عن توفير الطاقة للبشرية. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain