قال الدكتور عدنان زرزور أستاذ علوم القرآن والتفسير بجامعة البحرين: إن بعض الأقليات راهنت على الأيديولوجيات المختلفة وتعمد الآن للطعن في الإسلام عبر تقديم قراءات وتأويلات ما أنزل الله بها سلطان للقرآن. وأكد د.عدنان زرزور الأستاذ السابق في جامعة قطر في محاضرة حول اتجاهات تفسير القرآن الكريم بأننا نشهد اليوم عصر صعود الأديان، بعد سقوط الأيديولوجيات، وهذا الصعود كان له دور مهم في سقوط الأنظمة الاشتراكية. وكانت لجنة الندوات بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر قد نظمت ندوة علمية بعنوان (اتجاهات منحرفة في تفسير القرآن الكريم)، ألقاها المفكر الإسلامي د.عدنان زرزور أستاذ علوم القرآن والتفسير بجامعة البحرين، وحضرها نخبة من أساتذة كلية الشريعة والمهتمين بالقضايا الفكرية والثقافية الإسلامية. وأشار المحاضر إلى أن الغرب بعد أن تخلص من التحديات الداخلية والمتمثلة بالاشتراكية، شعر بنشوة النصر، فكان أن ظهرت نظرية نهاية التاريخ، وانتصار الإنسان الليبرالي على من عداه، ثم فوجئ الغرب بعد فترة بصعود الفكر الإسلامي والديني، فظهرت نظرية صدام الحضارات وهذا الصعود للدين لا يقتصر على العالم الإسلامي فحسب، بل هناك من المفكرين الغربيين من قسم العالم على أساس ديني ومذهبي أيضا. وقال د.عدنان: الثقافة الإسلامية ثقافة اجتهاد وتفسير، ورغم وجود النص فإن للعقل فيها دورا كبيرا، يفوق الدور الموجود للعقل في الثقافات التي لا نص فيها، مضيفا أن الصرح العقلي الذي أقامه القرآن أشد رسوخا من الفلسفة، التي تنحو نحو المنزع العقلي. وذكر المحاضر بأن الإيمان في عقيدتنا ليست قضية عقلية فقط، إنما للعقل دور كبير فيها، فيما أنه عند الآخرين فإن الإيمان ليس قضية عقلية على الإطلاق. ومن هنا تأتي خطورة تلك الأفكار والاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن، والتي تنحو إلى ضرب الدين الإسلامي من داخله، عبر مناهج مغلوطة أو منقولة من الآخرين، تستخدم قسرا في تفسير القرآن، فحضارتنا وثقافتنا قائمة على النص. وشدد د.عدنان على أنه لا يمكن تطبيق المناهج الغربية التي تستخدم في دراسة كتبهم المقدسة لدراسة القرآن، فالقرآن الكريم هو كلام الله الذي تكفل بحفظه، وهو بالطبع غير أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أو الأحاديث القدسية، ويختلف أيضا عن السيرة النبوية، والتاريخ العام. وأشار د.عدنان زرزور إلى أن بعض الأقليات التي راهنت في القرن الماضي على الأيديولوجيات المختلفة، تقوم الآن بعد انهيار تلك الأفكار وفشلها تعمد الآن إلى الطعن في الإسلام ونصوصه، من خلال اعتبار البعض منهم بأن القرآن نص تاريخي، أو تقديمهم لقراءات وتأويلات ما أنزل الله بها من سلطان.