واصل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، انتقاداته لخصومه الأصوليين، الذين اتهمهم بالسعي لرفض ترشيح مستشاره السياسي رحيم مشائي لمنصب الرئاسة الفترة القادمة، مهددًا بكشف الكثير من الأوراق، وقال نجاد: «هناك من يوجه لنا التهديدات بسبب زياراتنا إلى المدن ويتهمنا باستغلالها لأغراض دعائية، لقد تلقينا تهديدات بالكف عن تلك الزيارات، لكنني أؤكد لهم (في إشارة إلى الأصوليين) أن الحكومة ستواصل الزيارات، وسوف نكشف كل المتهمين بقضايا الفساد». وفيما، دعت شخصيات أصولية نجاد أمس الأول الاثنين إلى كشف حقيقة أسماء المفسدين، وإلا فإنه سيكون متواطئا معهم، اتهم حسن فيروزابادي رئيس هيئة الأركان العامة الرئيس نجاد بإثارة الأجواء ضد النظام، داعًيا إياه إلى الصمت والسكوت خلال هذه الفترة. من جانبه، هدد رئيس مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي، برفض جميع العناصر التي اشتركت في الاحتجاجات الشعبية في 11 يونيو 2009، إضافة إلى العناصر المتهمة بالانحراف، في إشارة واضحة إلى رحيم مشائي، وقال جنتي: «إن جميع المرشحين سيتم التعامل معهم بشكل قانوني»، وكان حداد عادل المقرب من المرشد خامنئي أكد أن مشائي سيعلن قريبًا عن ترشحه للرئاسة، لكن رفض الترشيح يعود إلى مجلس الصيانة. من جهته، قال الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، إن «المشكلات في إيران لا يمكن تسويتها في ظل الظروف الراهنة، حتى إذا حضر نبي مرسل من قبل الله تعالى، فإنه لا يستطيع تسوية المشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في إيران في ظل السياسات القائمة»، ودعا الرئيس الإصلاحي خاتمي أثناء كلمته بحضور جمع كبير من العسكريين القدماء وبعض أنصار الإصلاحات «يجب تغيير الأوضاع في بلادنا، والمهمة تقع على عاتق رئيس الجمهورية، الذي ينبغي عليه أن يحسن سلوكه السياسي الداخلي والخارجي، بحيث تساهم تلك السياسات في دفع التهديدات الخارجية، وتسوية الأزمات الداخلية طبقًا للدستور». وانتقد خاتمي بقاء قادة الإصلاحات في الاعتقال، وقال: «يجب إطلاق سراح زعماء الإصلاحات مير حسين موسوي ومهدي كروبي والأنصار الآخرين، كما يجب فتح أجواء الحرية في إطار الدستور»، واضاف: «هناك مشكلة كبيرة في إيران، تتمثل بأن زعماء السلطات ال 3 وبالأخص رئيس الجمهورية، وضعوا الدستور ومقرراته تحت أقدامهم، لذلك يجب تشكيل محكمة مستقلة مؤلفة من القضاة والحقوقيين، وتنحصر مسؤوليتها في متابعة الدستور ومقرراته، ومن حقها محاكمة أي مسؤول تجاوز صلاحياته القانونية». وانتقد خاتمي الاتهامات التي يوجهها الأصوليون المقربون من خامنئي لحكومته السابقة، وقال: «لقد اتهموا حكومتنا بأنها متآمرة ومستسلمة للأعداء، وهم اليوم يعيشون في ظل حكومة هجومية للأعداء، نحن اليوم من حقنا أن نقيم الأوضاع الاقتصادية والسياسية، في ظل حكومتنا السابقة والحكومة الراهنة، هناك فرق كبير لأن اقتصادنا اليوم يعيش حالات من الترنح، وقد وجهت له قرارات الحصار الدولي ضربات موجعة بسبب سياسات الحكومة الراهنة»، يذكر أن الرئيس الإصلاحي خاتمي رفض الترشح للانتخابات الرئاسية، وقال: «في ظل الظروف الراهنة، لا يمكنني أن أكون سببًا في زيادة الهموم والضرائب على الشعب، وهناك عراقيل تقف أمام تنفيذ مشروعنا الإصلاحي، والترشح من دون تطبيق للبرنامج سيؤدي إلى حدوث أزمات خطيرة في المجتمع».