خاص بوكالة انباء فارس.. أمير قطر أصبح نزيل الدار وأردوغان أطبقت عليه المعارضة الخناق والغربيون الذين أرادوا القضاء على محور المقاومة فقدوا السيطرة على زمام الأمور في المنطقة. طهران (فارس) لقد تنازل أمير قطر عن سلطته فجأة لولي عهده تميم بن حمد بعد أن استولى عليها بالقوة في عام 1995م وأطاح بوالده بانقلاب أبيض، في حين أن الجميع كانوا ينتظرون حدوث تغيير في رأس السلطة في الرياض لكن الملك السعودي متشبث بقوة بكرسيه المتحرك. وهناك أسباب عديدة مبهمة حول تخليه حمد آل ثاني عن الحكم في إمارة قطر، فهناك من يقول إنه يعاني من مشاكل صحية وهناك من يزعم أنه يريد إيكال الأمر للشباب وتغيير النظام الحاكم، كما يرى البعض الا ان البعض يرى أن الفشل الذريع الذي تعرضت له قطر وحلفاؤها في سوريا هو السبب فيما حدث، وهناك رأي بأن الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني وراء ذلك. في عام 2011م سقط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ثم تلاه حسني مبارك وبالتالي خيمت ظلال الإسلام السياسي على المنطقة، فكان الزعيم الليبي معمر القذافي الضحية الثالثة وفي خضم هذه الأحداث فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية وعلى خلاف مواقفها المعلنة كانت تشعر بالخطر إزاء هذه الأحداث لكنها انتهزت هذه الفرصة لصالحها لذلك عملت على نقل الأحداث إلى الساحة السورية أملاً بإسقاط حكومة بشار الأسد لتمهيد الأرضية المناسبة لضرب محور المقاومة وبالتالي تغيير معادلة القوى ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية. وبالفعل تم تأجيج الفتنة في سوريا واشتعلت حرب داخلية تحت شعار رحيل الأسد، لكن الرئيس السوري لم يستسلم للضغوط التي تعرض لها من قبل حلفاء واشنطن من العرب والغربيين الذين سلحوا معارضته بمختلف أنواع السلاح وأمدوهم بأموال طائلة، وأبرز دور في هذا السيناريو كان لإمارة قطر والسعودية وتركيا حيث تمكنوا من زعزعة الأمن في سوريا وإراقة دماء آلاف الأبرياء من الشعب السوري. يذكر أن مساعي واشنطن في مجلس الأمن الدولي لم تفلح بفضل المواقف الروسية المناهضة لها والذين وفقوا إلى جانب الحكومة والشعب السوري بكل ما أوتوا من قوة. وفي عام 2012م أدركت الإدارة الأمريكية وحلفاؤها أن الحكومة السورية سوف لا تسقط بهذه السهولة كونها تحظى بدعم شعبي واسع وكون الشعب السوري أدرك أن المعارضة التي تحاول السيطرة على البلاد مسيرة من الخارج ومدعومة بتيارات إرهابية تكفيرية. لذا فإن اللعبة الأمريكية لم تفلح هذه المرة على الساحة السورية وحتى السوبرمان القطري - السعودي المتجسد بالقوى السلفية - التكفيرية التي خلقت للقتل وسفك الدماء فقط لم تنعش أحلام واشنطن وفشلت في تمهيد الأرضية لها في الدخول في الأراضي السورية كما فعلت ذلك سابقاً. فالولاياتالمتحدة منذ عام 2001م زحفت إلى المنطقة تحت شعار محاربة الإرهاب، ذلك الإرهاب الذي تتعامل معه اليوم في سوريا وتمده بالدعم السياسي والمالي والتسليحي، فهي تلملم المشردين من التنظيمات التكفيرية في كل بقاع العالم وتخرجهم من مخابئهم لتنقلهم إلى البلد الجريح سوريا الذي تحولت معظم مدنه إلى تلال من أنقاض تحت هتافات التكفيريين الداعية إلى تحويل هذه الأنقاض إلى ولاية إسلامية بمباركة أميركية صهيونية. أما في عام 2013م فقد شهد العالم سيطرة الجيش السوري على الأوضاع وتشديده الخناق على المسلحين وتزامن ذلك مع دخول حزب الله اللبناني في الميدان بهيبته الكارزمية بعد أن لاحظ وقاحة السلفيين وإهانتهم للمقدسات الإسلامية بطرق خبيثة. وأما على الساحة السياسية، فقد شهد العالم حدوث تظاهرات عارمة في تركيا مناهضة لأردوغان الذي وجد نفسه في ضيق وحرج، ومن جانب آخر فإن قطر التي كانت تدر بالمال والدعم السياسي المناهض للشعب والحكومة السورية شهدت هي الأخرى تغييراً جذرياً تجسد في تخلي حمد آل ثاني عن السلطة وتسليمه مقاليد الحكم لابنه تميم لأسباب لم تعلن لحد الآن. / 2811/