كشفت مصادر مقربة من التحالف العربي، أن ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، لا يزال، حتى اللحظة يرفض التراجع عن بيانه الأخير الذي أعلن خلاله إدارته الذاتية للمحافظات الجنوبية، وحالة الطوارئ وعدداً من الخطوات التي مثلت إنقلاباً صريحاً على الرئيس هادي والحكومة الشرعية المعترف بها دولياً واتفاق الرياض.. وأوضحت المصادر أنه في الوقت الذي تتوالى ردود الأفعال الرافضة لما أعلن عنه المجلس الانتقالي فجر يوم السبت المنصرم، تقود قيادة التحالف في عدن جهود وساطة ومساع لإقناع قيادة ما يسمى المجلس الانتقالي المتواجدة في عدن وأبوظبي، بالتراجع عن إعلانهم الأخير وإلغاء ما قام به. وخلافا لتوجهات التحالف أكدت مصادر محلية أن قيادة الانتقالي استكملت تعييناتها لمشرفين تابعين للمجلس في جميع الجهات والمؤسسات الحكومية، على غرار ما قامت به مليشيا الحوثي في صنعاء بعد انقلابها على السلطة في 2014م. حيث قامت قيادة ما يسمى بالمجلس الانتقالي بتعيين مشرفين في جميع المرافق الحكومية في عدن باستثاء البنك المركزي وميناء عدن، وهما المؤسستين الوحيدتين اللتين رفضت القوات السعودية تسليمها لمليشيا الانتقالي.. وكشفت المصادر أن قائد قوات التحالف العربي في عدن، العميد مجاهد العتيبي، دعا أمس ممثلين عن المجلس الانتقالي، وعقد لقاءً معهم بحضور ممثل عن الحكومة الشرعية، في مقر التحالف، ودعا قيادة الانتقالي تقديم طلباتهم التي يسعون لتحقيها من إعلان البيان الأخير. وأوضحت المصادر أن ممثلي ما يسمى المجلس الانتقالي طرحوا في اللقاء عدداً من المطالب، منها أن تقوم الحكومة بتسليم جميع موارد المحافظات الجنوبية للمجلس الانتقالي، وصرف جميع المرتبات الخاصة بالقوات التابعة للمجلس الانتقالي بما فيها المتأخرة. وذكرت المصادر أن ممثل الحكومة الشرعية في الاجتماع، أبلغ قائد التحالف العربي العميد العتيبي وممثلي المجلس الانتقالي، رفضه القاطع ورفض الحكومة لهذه المطالب التي تعد انقلاباً صريحاً على الشرعية وعلى الرئيس وعلى اتفاق الرياض. وأشارت المصادر أنه بعد رفض ممثل الحكومة الشرعية مطالب الانتقالي، شهد اللقاء مشادة كلامية، بعد أن وصف ممثل الحكومة قادة الانتقالي بالفاسدين وطالب الانتقالي بإخلاء عهدة مالية قدرها "14.5" مليار ريال استلمتها قيادة الانتقالي كرواتب للقوات العسكرية والأمنية التابعة للمجلس. ونوهت المصادر أن ممثل الحكومة طلب من قيادة الانتقالي بتسليم كشف بأسماء جميع منتسبي القوات التابعة للانتقالي الذين تم صرف لهم هذا المبلغ، الأمر الذي لم يستطع ممثلي الانتقالي إنكاره وحاولوا التهرب من مطالب ممثل الحكومة الشرعية وافتعلوا مشادة كلامية انفض بعدها الاجتماع دون تحقيق أي نتائج، بعد أن اضطر العميد العتيبي فض الاجتماع، خشية أن يتطور الأمر إلى ما هو أبعد من المشادة الكلامية.. وحول الموقف السعودي في الرياض، ذكرت مصادر حكومية أن السلطات السعودية طلبت من الرئيس هادي والحكومة الشرعية التريث والهدوء، وأن السعودية ستعمل على تنفيذ اتفاق الرياض، وأن إعلان المجلس الانتقالي هو اساءة للسعودية قبل أن يكون انقلاباً على الشرعية واتفاق الرياض، ووفقا للمصادر ذاتها فإن الجانب السعودي قدم وعودًا بأن خطوة الانتقالي الاخيرة المتمثلة في اعلان إدارة ذاتية للجنوب لن تتم. مصادر سياسية يمنية في الرياض أبدت ل "المدار برس" عن مخاوفها من ان تكون الوعود المقدمة للشرعية كتلك الوعود التي قطعتها قيادة المملكة بعد انقلاب اغسطس بإعادة أوضاع عدن إلى ما قبل ذلك الانقلاب وهو ما لم يتم.. وتمنت المصادر السياسية على قيادة المملكة ان تكون جادة وذلك من منطلق الشراكة في واحدية المصير والذي يمثل أي تهديد لوحدة واستقرار اليمن تهديداً مباشراً لوحدة واستقرار المملكة بشكل خاص والمنطقة بشكل عام. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية، والصين، قد دعيتا يوم الثلاثاء، المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، للعودة إلى اتفاق الرياض الموقع مع الحكومة الشرعية قبل عام. إلى ذلك قالت السفارة الصينية في اليمن في تغريدة بتويتر: "ندعو للعودة إلى تنفيذ اتفاق الرياض فورا". كما وصفت اتفاق الرياض ب"الطريق الصحيح الوحيد" لحل النزاع الجنوبي، ومراعاة مصالح الشعب اليمني. وأعربت السفارة عن دعم بلادها للتسوية السياسية للأزمة اليمنية، بحسب المصدر ذاته. يأتي ذلك رداً على إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، حالة الطوارئ وتدشين ما سماها "الإدارة الذاتية للجنوب".