قرية السمكر في تعز يسكنها المئات من المواطنين، إلا أنها تفتقد لأبسط الخدمات ، مياه ليست صالحة للشرب ، ، وغياب الوحدة الصحية، وظلام دامس مما جعل البعض يصفها بأنها «تعيش في القرن الماضي». تلك المشاكل جعلتها في مصاف القرى التي تحتاج لإغاثة عاجلة، فالأمراض أصبحت تفتك بسكانها – بسبب انتشار البعوض بشكل غير عادي جراء اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، ومن بنيها حمى الضنك والملا ريا . مراسل «الخبر» سعى لرصد معاناة تلك القرية «المكلومة »، وفي طريقه اكتشف أن تلك القرية لا توجد فيه مواصلات سوى مواصلات تربطها بالقرى المحيطة، التي من خلالها وصل إلى المنطقة. مشينا على الاقدام مايقارب 50 دقيقة لنقل تلك المعاناة التي يعيشها أهالي القرية اليومية. وعندما وصلنا كان المدخل يحتوى على لافتات لعدد من شهداء ثورة 11 فبراير الشبابية الشعبية السلمية الأهالي استقبلو مراسل «الخبر » بسيل شكاوي لا ينتهي ، فالقرية تفتقد لوحدة صحية ، ومن يمرض لا يجد من يعالجه إلا بالانتقال للمراكز المحيطة وهذه معاناة جديدة، وعن الكهرباء ضعف حدث ولا حرج، فالقرية تعيش في ظلام دامس . يقول محمد عبد السلام إن «القرية محرومة من كل شيء ولا ينظر اليها احد من المسؤولين وتعرضت الثروة الحيوانية بالقرية للنفوق والموت لعدم وجود وحدة بيطرية رغم أن القرية زراعية ويقوم معظم الأهالي بتربية المواشي بالمنازل مما يساعد علي زيادة الثروة الحيوانية والإسهام في زيادة إنتاجها» ، وطالب محمد بإنشاء وحدة بيطرية رحمة بالأهالي من الذهاب للوحدات البيطرية بالقري المجاورة. ومن جانبه قال المواطن هزاع قائد إن «القرية تعاني من مشكلات كثيرة حيث إن أهالي القرية يعانون من غياب الخدمات الصحية في هذه القرية خصوصا الأطفال الذين هم بحاجة إلى عناية صحية كبيرة من تطعيمات وما إلى ذلك وكذلك كبار السن الذين هم أيضا بحاجة إلى نفس العناية وأكثر». وأضاف : «منذ أعوم عديدة ونحن نرفع احتياجاتنا للمسئولين خطابا تلو الخطاب مطالبين بالالتفات لاحتياجات القرية الضرورية والعمل على تطويرها إلا أن ما رفعناه ظل حبيس الأدراج ، كان آخرها طلب افتتاح مركز صحي يخدم الأهالي ويقدم الخدمات الصحية إلى شريحة كبيرة من السكان وسالكي الطريق ولكن دون جدوى، وغيرها من الخدمات الضرورية التي يحتاجها أهالي القرية». ظلام دامس هذا وتعيش قرية السمكر في ظلام دامس بسبب عدم وجود مشروع كهرباء وتجاهل السلطات في الدولة لاعتماد مشروع كهرباء فالتساؤلات كثيرة للمواطن فعند لقائنا بالمواطن عبده الرحمن يتساءل لماذا هذا التجاهل لمشروع الكهرباء هل هذا تعمد بأن نظل في ظلام دامس و بدون كهرباء وهل هو مطلب من حقنا ان نطلبه وتوفره لنا الدولة أم لا ، وبالرغم ان كثيرا من مناطق محافظة تعز المجاورة تنعم بمشروع الكهرباء ولهذا ادعو من منبر صحيفتكم الجهات المختصة في الدولة الى تلبية هذا المطلب وكل المطالب التي نفتقر إليها لان ظروفنا لاتحتمل أن نظل متفرجين لكي ننعم بحقوقنا المشروعة. مأساة المياه مأساة أخرى تتمثل في انعدام المياه حيث لا يوجد لديهم مشروع سوى انهم يشربون من بئر أحد أعيان القرية وعند البئر التي وجدناها قديمة ومع ذلك يستخدمها لزراعته ولمواطني قريته إلا أنها معطلة وقد تحدث الينا قائلا : «ان القرية محرومة من أبسط متطلبات الحياة كما تشاهدون المشكلة في موقعها خلف هذه الأراضي والدولة لاتقدم لنا أي خدمات، فقط تتذكر القرية مع الانتخابات بوعود لا يتم تنفيذها نحن نعيش في صراع مع الطبيعة نطالب الدولة بإقامة فصلين او ثلاثة فصول ولو من الخيام لكي نعلم أطفالنا كأبسط شيء يقدم لنا كونهم يقطعون هذه المسافة إلى مدرسة في القرية المجاورة كما نريد ضم كامل أبناء القرية إلى صندوق الضمان الاجتماعي لكون ظروفهم قاسية جدا». وأضاف : «حيث تعتبر المدرسة المكان الذي يشعر به التلميذ بشخصيته الدراسية وهيبته، فاذا كانت المدرسة غير مستوفيه للشروط الواجب توفرها فيها كمدرسة نظاميه او انها قديمة لم تطلها يد الأعمار مثلاً فمثل هذه الامور تعيق رغبة التلميذ في التعلم ناهيك عن امور اخرى تتعلق بالكتاب الجديد والفرق بينه وبين الكتاب القديم الممزق والى آخره من الاشياء التي لو اتيح لها ان تكون كاملة بدون نقص لكانت حافزاً قوياً للمواضبة على الدوام بانتظام». ولعلنا في تقريرنا هذا نود ان نسلط الضوء على مدرسة اسماء الواقعة في قرية السويداء بمديرية التعزية بمحافظة تعز لمعرفة هل انها قد استوعبت الشروط الصحيحة والانظمة الحضارية حتى يطلق عليها مدرسة. مدرسة تثير الاندهاش ذهب مراسل «الخبر» إلى موقع المدرسة وتجول في باحتها ومحيطها الذي يثير الاستغراب والدهش ، وبينما كان المراسل يتجول في أركان المدرسة التقى بأحد المعلمين فيها ليروي قصة هذه المدرسة حيث اشار قائلا : «ما حصل في مدرسة اسماء الابتدائية هو امر طبيعي فالمدرسة طالتها يد الاعمار وهذا شيء يحسب لمديرية التربية التي تسعى الى تحسين اداء عملها، ولكن يبدو ان الامر فيما يتعلق بهذه المدرسة كان مستعجلاً نوعاً ما وبدون تخطيط مسبق، فقد احيلت اكثر من مدرسة في نفس المنطقة الى المقاوليين في وقت واحد، وقد قام الاشراف التربوي في بادئ الامر باختيار مدرسة بعيدة جداً عن المنطقة لتكون بديلاً للمدرسة وهي المدرسة الواقعة في مديرية القاهرة على حد قول مدير المدرسة، وما حصل ان اولياء امور التلاميذ رفضوا هذا الامر خوفاً على ابنائهم من قطع كل تلك المسافة سيراً على الاقدام ، ولاجل ان لاتذهب فرصة الترميم فكرت مديرية التربية وعلى الفور عمل مدرسة بديلة للمدرسة احدى الساحات القريبة من نفس المدرسة السابقة وهذا التخطيط السريع جعلها تقع في العديد من الاخطاء منها ترك ساحة المدرسة ترابية فكان الاولى بها ان يتم صبها بالسمنت على الاقل لتجنب التراب الذي عادة مايغرق فيه التلاميذ والمعلمين في المدرسة وكذلك عدم وضع سياج مناسب للمدرسة للسيطرة على دخول وخروج التلاميذ وكذلك ترك الفصول بدون مرافق صحية مع الحاح من مديرية التربية بالانتقال الى الفصول وهي بدون مرافق صحيه قياسا بعدد التلاميذ الذي لايقل عن 700 تلميذ». وأضاف المعلم إن «مديرية تربية تعز لم تخصص حراس للمدرسة واكتفت بحارس المدرسة القديم»، مبينا ان الحارس اخبره بان مديرية تربية تعز طلبت منه ان يكون مسؤولا عن المدرسة وحدث ان سرقت بعض من ابوابها واتهم مدير المدرسة بالتقصير وإصدار عقوبة لفت نظر له مما اضطر الى رفع جميع ابواب الفصول وشبابيكها المتبقية كي لاتسرق». وتابع المعلم حديثه : «انه بعد الحاح شديد لإنشاء مرافق صحية قامت مديرية التربية بانشاء مرافق صحية لاتكفي وهذا العدد الكبير مع ترك ادارة المدرسة وكادرها التدريسي بدون مرافق صحية ولا حتى مغاسل لغسل اليدين على الاقل». وحول مشكلة تزايد الطلبة اشار المعلم إلى أن «أعداد التلاميذ قد زاد عن العام الماضي وصار عدد صفوف الاول والرابع والخامس مثلا اكثر من مئة تلميذ في الوقت ان الصفوف لاتستوعب اكثر من عشرين طالبا فما بالك بخمسين طالب او اكثر ناهيك عن ان المدرسة غير مسيجة ومعنى هذا انها غير مؤمنه ويستطيع أي شخص اختراقها من أي مكان يعجبه وكذلك خزانات المياه وضعت في الطريق وبامكان أي مستطرق في الطريق من وضع شيء في هذه الخزانات وليس بالامكان السيطرة عليه». دارسة مع الأغنام وانتقل مراسل «الخبر» بعد ذلك الى معلم اخر ليروي معاناته في هذه المدرسة حيث اشار قائلا «منذ بدء الدراسة والى يومنا هذا لم اشعر باني معلم وانا ادخل الى الصف فالفوضى تعم القاعة الدراسية المتمثلة في الصف الذي لايمكن ان يستوعب خمسين او اربعين تلميذا ، وقد بدأت بالضجر من الوضعية والتأفف واصابني الخمول والكسل من وضع شبه يائس بعد ان فقدنا الامل في الانتقال بالتلاميذ الى مكان افضل .. نحن نعمل في الهواء الطلق ووسط ضجيج السيارات والمارة واصوات السكان المجاورة التي تثير انتباه التلاميذ بالإضافة الى قوافل اغنام الرعي التي تمر من قربنا بالإضافة الى ابواق السيارات المزعجة وكذلك عدم السيطرة على التلميذ فبإمكانه الهرب من الشباك إلى الشارع بسرعة دون ان تستطيع الإمساك به». وأضاف : «إننا نقترح بان هناك عدة مدارس موجودة في الحي ذاته او في الحي المقابل يحتاج الامر الى قرار جريء وتعاون من قبل أولياء امور التلاميذ لتتقل المدرسة الى مكان آخر قبل فوات الاوان ووقوع ما لايحمد عقباه لا سمح الله».