هذا المقال ليس دراسة علمية، ولكنه قراءة ذاتية من "زاوية" لواقع من معايشة للإخوان، وليس معنيًا بنقد الإخوان كتنظيم أو قيادة، ولا نقد فكر الجماعة وأدبياتها، معنيًا فقط بمحاولة لفهم نفسية الإنسان المنتمي لأي تنظيم ديني، والإخوان نموذجًا في هذه الحالة. الإنسان، ذلك الكائن الذي يشبه الذرة في علوم الفيزياء، والمكون الرئيس لأي تجمع أو كيان، يتم تجاهله دائمًا عندما يكون الحديث عن ظاهرة أو حدث كبير، أو إن لم يتم تجاهله، فيتم الحديث عنه بالمجموع، دون الأخذ في الاعتبار أن عشرة أفراد ينتمون إلى أيدولوجية واحدة، تختلف تفاعلاتهم الداخلية عن بعضهم البعض، وأن التعامل معهم ككتلة واحدة، يختزل الإنسان ككيان في كونه مجرد شيء أو أداة. المار على تاريخ مصر، خلال الخمس سنوات الماضية، سيشعر بأنه أمام كنز معرفي، يستطيع من خلاله تقديم دراسات سيكولوجية للإنسان داخل التنظيمات، أو الأيدولوجيات المختلفة، سيتأكد أن مهما اختلفت الأيدولوجيا أو التنظيم، فإن الإنسان هو الإنسان، بتفاعلاته الداخلية مع ذاته، وتفاعلاته الخارجية مع الآخرين، سيدرك أنه أمام حالات لدراسة وافية، للتعرف على النمط الاجتماعي، من خلال قراءة الفعل البشري، المتأثر بأيدولوجية ما، وسيؤكد أن الإشكالات النفسية، والأمراض المجتمعية، والتشوهات الفكرية، يتأثر بها الإنسان أيًا كانت انتماءاته. مساء يوم الأربعاء، الخامس من ديسمبر 2012، يوم أحداث الاتحادية، كان الكل يترقب في قلق بالغ ما يحدث، يأتيك هاتف من شخص تثق فيه من الإخوان، يستغيث من الرصاص الذي يطلق عليهم، تنتهي المكالمة، يأتيك هاتف آخر من الجانب الآخر، يستغيث من ضرب النار عليهم من جانب الإخوان، يأتيك هاتف ثالث، من طرف يقف بين الاثنين يبكي فقط، ويقول: ""لقد انتهينا"، ما يحدث قد أنهى كل شيء وينذر بما هو قادم!". كانت قسوة هذا اليوم، ليست قسوة الدماء التي سالت، ولكن قسوة وقعت على قلب كل من تنبأ بما سيحدث مستقبلًا، تلك الفجوة وهذا الجرح، الذي لن ينساه أي طرف، والذي تحوّل من صراع قيادات مع معارضين إلى أفراد أمام أفراد، كان هذا الحدث، وأحداث أخرى، من المقدمات التي ساهمت في خلق أجواء الشماتة والكره بين مربع مناهضي النظام في مصر بعد 30 يونيو. تحاول أن تفهم الأسباب لتصل إلى نتيجة واحدة، أن الأمر ليس صراعًا فكريًا، بقدر ما هو بعد نفسي، وجرح غائر، زاد واتسع مع ما حدث من كارثة رابعة والنهضة، وصمت البعض آنذاك على ما حدث، مما خلق المزيد والمزيد من الخصام بين أبناء البيت الواحد، وقاعة الدراسة؛ بل وتعدى إلى خراب بيوت وأسر. كان السؤال بعيدًا، عن فكر الجماعة وردود أفعال الأنظمة والمجتمع، بعيدًا عن النقد والهجوم الموجه لقيادتها وقادة الرأي فيها، ولكن السؤال الأهم، هو كيف يفكر الفرد داخلها؟، وكيف يرى الأمور ويفسر الأحداث؟ كيف يتفاعل فرد من داخل الإخوان كإنسان مع هذا الهجوم المستمر، الذي يصله من خطاب إعلامي متلفز أو مقروء بنبرة هجومية حادة؟ سواء من مثقفين وقادة رأي، وإعلاميين ليبراليين أو قوميين أو يساريين، أو حتى سلفيين أو مستقلين، كيف كانوا يستقبلون الخطاب الهجومي، خاصة ممن كانوا داخل التنظيم وتركوه، مثل ثروت الخرباوي وعبد الستار المليجي؟. ربما تبديل المقاعد، يجعلك تتفهم نفسية الإنسان داخل الإخوان: لماذا لديه القدرة على التبرير دائمًا وأبدًا؟ كيف استطاع كثير منهم استخدام لفظة مسيئة في مناهضة الانقلاب، رغم أن أدبياتهم ترفض ذلك؟، لماذا هناك قدر من الشماتة طاغ على لسان بعضهم لكل من لم يكن في صفهم بالأمس؟ مع الوضع في الاعتبار أنهم أيضًا تعرضوا لهذا القدر من الشماته من الأطراف الأخرى سابقًا. ليس دفاعًا عن الإخوان، ولكنه دفاع عن الإنسان، في زمن لم يعد المرء يخشى من أن يتهم بتصنيف ما، فكلما عرجت للدفاع عن إنسان في كيان أو جماعة ما، اتهمت أنك تنتمي إليهم. الإنسان داخل تنظيم الإخوان الإنسان داخل تنظيم الإخوان، تعرض لنقد ثم هجوم حاد، بأدوات إعلامية تملكها دولة، وجد نفسه فجأة ذلك الإرهابي، الذي قفز علينا بالبارشوت من السماء بعد 30 يونيو، بعد أن كان جارًا أو زميل عمل، أو قريبًا تفاعل مع غيره في الأفراح والأتراح والعمل والجامعة والشارع؛ إلا أن ثقافة التناحر التي كانت مسيطرة، والاتكاء على أخطاء الإسلاميين، صوّر للبعض أن الإخوان هم العدو، الذي يجب محاربته. قراءة تصرفات الإنسان داخل تنظيم الإخوان، يتطلب فهم خارطة، بها نقاط متباينة الأحجام: القيادة العليا والوسيطة، والأفراد، بهيكلها الهرمي المركزي واللامركزي، ثم أشكال دائرية، متبانية أيضًا، توضح الأفراد المنتميين لمناطق حضرية، والأفراد المنتمين لمناطق ريفية، مع توضيح مساحة خاصة لمركزية القاهرة وأفرادها وقياداتها. ثم تقسيم ملون طبيعي، يعبر عن الطبقة الاجتماعية، من ناحية المستوى المادي، أو الوضع الاجتماعي، والتباين الواضح فيها، كما هو طبيعة المجتمع المصري. الإخوان ما هم إلا قطاع عرضي من الشعب المصري، يختلفون عنهم فقط بسيطرة وهيمنة الخارطة الإدراكية الخاصة بفكر الإخوان، تلك الهيمنة التي تفسر تلك التناقضات، التي ظهرت في مواقفهم كأفراد، نراها في صور مختلفة، منها: تفسير الظواهر طبقًا للخريطة الإدراكية للجماعة الأيديولوجيا في تلك الحالة، تحل محل الميتاأيدولوجي، فتصبح هي المرجعية لفهم أي ظاهرة سياسية أو مجتمعية، وبناء عليها تصدر الأحكام. "نعم، تدخل الجنة" منطقية جدًا، سواء أكانت في التعديلات الدستورية في 19 مارس، أو في استفتاءات الدستور في ديسمبر 2012، إن فكرت بها بمنطق أي إنسان منتمٍ لتيار إسلامي، يفهم أنه، وبنية سليمة، في معركة حق وباطل، وعليه أن يقوم بواجبه، ليأخذ الأجر والمثوبة من الله. فصورة المعركة الانتخابية عندهم، مفسرة بأنها ميدان بين الخير والشر، بين تطبيق شرع الله وبين من يعادي الإسلام، مع الوضع في الاعتبار أن ذلك التفسير يتباين كخطاب، وكلغة، بين أفراد الإخوان في الريف أو في القاهرة مثلًا، فأهل القاهرة تجدهم أقل حدة في استخدام الألفاظ، عنهم في إخوان الريف، لطبيعة الخطاب التربوي التقليدي هناك، وعدم الانفتاح على التيارات الأخرى، والتشابك معها، كما يختلف من فئة عمرية عن الأخرى. الفرد داخل الجماعة، يرى أنه في صراع دائم، من أجل التمكين لدين الله في الأرض، فكل من سيقف دون هذه المهمة، لا يحتمل أن يكون سوى أنه يعارض هذه الغاية السامية، يمكن أيضًا تصور مآلات هذه النفسية، بعد تعرضهم لكل هذا الكم من القهر والاعتقال، وخاصة بعد اعتصام رابعة، وكيف ستتطور هذه النفسية بعد سنوات في اتجاهات مختلفة، وهو ما ربما يجب أن تهتم به دراسات أكاديمية متخصصة. الرسالية التطعيم الدائم، بأنكم أصحاب رسالة، وأن المجتمع بحاجة إلى دوركم في الإصلاح، يخلق عند فرد الإخوان نظرة للمجتمع، كأنه "الطفل"، الذي هو مسؤول عنه، وعن تصرفاته، فيسعى أن يقدم الخدمات والنصح والإرشاد من أجل ذلك، تلك النظرة مع الوقت نفسيًا تتطور إلى شعور داخلي كامن، بتملك المجتمع، كما تشعر الأم بتملك وليدها، دون أن تقصد، هذه النظرة التي اصطدمت فجأة برد فعل المجتمع معه، واستجابته للخطاب الإعلامي، الذي صوّر الإخوان بصورة الإرهاب البشع كان لها أثرٌ وردُ فعلٍ قاسٍ على أفراد الإخوان، اختلفت وتباينت بحسب طبيعة الشخص في حد ذاته، لكن الدافع واحد، فمنهم من شعر بكره شديد للمجتمع، الذي صفق للدماء، ومنهم من اعتزل، وشعر برغبة في الانقلاب على كل شيء، ،هذا الشعور يتناقض مع كون المجتمع كان لب رسالة الإخوان الدعوية، فهو اليوم ما بين واقع مفروض عليه، ومجتمع يراه عدوًا له، وما بين أدبيات داعية للإصلاح والدعوة وتربية المجتمع. يوتويبا التمكين والنصر يقول كارل مانهايم، في كتابه الأيدلوجيا واليوتويبا: "تكون الحالة الذهنية يوتوبية، حينما تتعارض مع حالة الأمر الواقع الذي تحدث فيه". سنوات طويلة من محاولة تحقيق المجتمع المسلم، بعد الأسرة المسلمة والفرد المسلم، وصولًا للدولة المسلمة، من الطبيعي أن تخلق في أذهان كل فرد صورة يوتوبية من هذا الحلم، يمتزج معها صور معاصرة متأثرة بتجارب، مثل التجربة التركية، مطعمة بصور أرودغان، الرئيس القائد، الذي يسير في الطرقات آمنًا، أو صور قادة حماس في غزة، وخطاباتهم الحماسية الملتهبة، أو نماذج تاريخية في صور الحضارة الإسلامية، والخلافة ووحدة الأمة، من الهند إلى المغرب، إلى أوروبا، وحالة ميتافيزيقية من مشاعر الزهو والفخار، لم يعشها واقعيًا، لكنها تتمثل في حالته الذهنية، ويرددها في أناشيده وأهازيجه. إذا كان الإنسان المقهور، يرضج للمتسلط وينتظر المخلص البطل الذي سيأتي يومًا ليخلصه من واقعه المزري، ففي وضعية الإنسان داخل تنظيم الإخوان، فتلك الحالة اليوتوبية وأن "حلمًا ما سيتحقق" يتخيلون فيه شكلًا للنصر والتمكين، ليس له تصور حقيقي على أرض الواقع، هو المخلص وهو الأمل، الذي من أجله يتحمل الضغوط، ويقدم التضحيات، هذا التصور لا تجده في الكثير من الحركات التغييرية، لغياب البعد الغيبي عنها، وهو بالمناسبة، أي هذا البعد، هو من أسباب قوة أي حركة قائمة على مرجعية دينية. رفض الهيمنة وتمثلها في ذات الوقت أي أيدولوجيا، تسعى للهيمنة، هذه حقيقة يجب أن يعترف بها أبناء كل أيدولوجيا، الهيمنة هي أنك تبشر بأفكار كيانك، ليستجيب لك الناس، ويكونوا في صفك لتقود المجتمع، وإلا فما جدوى هذا الكيان؟ يختلف بالطبع من جماعة إلى أخرى وسائل تحقيق تلك الهيمنة. هنا يبدو التناقض واضحًا عند أفراد الإخوان، فهم يرون غيرهم يسعى إلى الهيمنة، ويسمون تصرفاته أنها مؤامرات، وغيرهم يرى أنهم يتآمرون لتحقيق مصالحهم، هذا الفهم كامن في نفسية الإنسان داخل الإخوان بشكل ما، حتى وإن رفضوه لفظًا؛ إلا أنه يفسر الحرص الدائم على حشد وجذب الجمهور، تحت أي ظرف، وأنهم، وبنية سليمة كأفراد، غالبًا ما يفهمون أنهم الأحق بهذه الهيمنة؛ لأنهم يحملون الفهم الشمولي الصحيح للدين، فتظل نظرتهم لغيرهم، وإن حدث توافق، فهي نظرة من يريد أن يكسب عنصرًا جديدًا، وليس لقناعته بأفكاره أو قبول وجودها. فهمهم لطبيعة الصراع عاصرت الجيلين، ورأيت حجم الغضب الظاهر في الجيل الجديد، والكامن في الجيل القديم، في الماضي ترجم غضبهم إلى استسلام لله، والإذعان إليه، وأن هذا ابتلاء يرفع الله به الدرجات، وأن عليهم أن يبدوأ في التفكير في العمل بشكل لا يعرضهم للخطر، فجينات الإصلاح والدعوة، كانت هي المسيطرة على جيل السبعينيات والثمانينيات، ومع بدء الدخول في المعترك السياسي، بدأت جذوة نيران تصنيف الأفراد مع حملات الانتخابات، ومن معنا ومن ضدنا، لكن تحولًا في ردود فعل أفراد الإخوان مع المحنة.. ظهر إبان اعتصام رابعة، وأعزي ذلك، من وجهة نظري، لما خلفته ثورة يناير في نفوس شباب الثورة، من قناعة بالقدرة على التغيير، وعدم الرضوخ للظلم، مما جعل رد الفعل بعد كارثة فض رابعه، غاضبًا، على الرغم من حالة العجز المسيطرة عليهم، ولكنها في النهاية لن تقبل أي مصالحة مع النظام، بعكس ما فعله الإخوان بعد المحن التي تعرضوا لها في عهد عبد الناصر والسادات، من مشاركة سياسية مع النظام، تمثلت في الولوج في معترك الانتخابات البرلمانية والمحليات، مع فارق الظرف وحجم التضييق. التقوقع مآلات ما يحدث اليوم على نفسية أفراد الإخوان، أنه شعور بمزيد من القهر من السلطة ومن المجتمع، فمنهم وهم الأغلبية، والتي كانت مرتبطة تنظيميًا بالجماعة التصقت أكثر بالتنظيم، وكما يقول الدكتور مصطفى حجازي في كتابه "سيكولوجية الإنسان المقهور" إنه: "كلما زادت جذوة الصراع واحتدت وزاد القهر، يلجأ الإنسان المقهور الذي لم يتمكن من التصدي لقدره، ومجابهة تحدياته، يلوذ بقوى تحميه، ويجد نفسه فى وضعيه تبعية على مختلف الأصعدة"، وكأنها أقطاب مغناطيس تجذب قطعًا معدنية صغيرة، تلوذ بها لتحميها، أو لتشعر بقدر من القوة لانتمائها لمجموع، أما من لم يكن متوغلًا تنظيميًا وفكريًا إلى درجة كبيرة، فانخلع شيئًا فشيئًا من عباءة التنظيم، وشعر بتمرد حاد عليه نتيجة للفشل الذي يرى أن الجماعة قد وقعت فيه. النوع الأخير يكون أكثر شراسة وهجومًا للإخوان، أكثر من معارضي الإخوان من الخارج؛ لأنه يحمل بين جنباته أمرين: الأول: معارضة الأفكار ونقده أفكارها، والثاني: رغبة في عقابها؛ لأنها سبب هذا الفشل، وعقابها لما كان يحمله من مسلمات، اكتشف اليوم خطأها. أما النوع الأول، فإن تقوقعه يفصل الداخل عن الخارج، وشيئًا فشيئًا يتحول الداخل إلى الطاهر المقدس، وهوالخير كله، وهو مصدر الأمن والشعور بالانتماء، مصدر الهوية الذاتية، وهو بالتالي المرجع الملاذ. والخارج، هو العدو الأرعن، ومصدر الخطر والشر، ويبدأ الخطاب من الداخل إلى الخارج يأخذ الشكل العدائي، بعد أن كان يأخذ شكل الخطاب الرسالي التسويقي لأفكار الجماعة، ويبدأ الخطاب الخارجي في الاتهام بالعصبية وبالانغلاق، ويزداد تراكميًا، ما سيزيد الهوة، وتظل الجماعة بأفرادها في طورها المنغلق، وإن أرادت غير ذلك، كقيادة وفكر ومنهج؛ إلا أنها، نفسيًا، قد تولد إحساس بالتهديد الخارجي الدائم، لها والذي يستدعي حراستها والذود عنها. تشتت والتصاق اليوم، وبعد الثورة تحديدًا، ومع شبكات التواصل الاجتماعي والأنشطة الثقافية المستقلة من مراكز ومؤسسات، اعتمدت على نشر الفكر والثقافة، تأثر بعض أفراد الإخوان من الشباب، بهذه الأفكار وتفتحت له نوافذ على عالم جديد، مما خلق فجوة بين أدبيات الجماعة وبين ما بدأوا يقرؤونه ويسمعونه، تلك الأدبيات لم تعد مشبعة لتساؤلاتهم، هذا الفراغ خلق حالة من التشتت عند هذه الفئة، وخلق عند غيرهم، ممن ظل متمسكًا بتلك الأدبيات، محاولة لصقل تلك الأدبيات، وإعادة إنتاجها من جديد، حفاظًا على منهج الإخوان. ما تقدم، هو بعض أوجه وصور تراها واضحة في أفراد جماعة الإخوان المسلمين، من قواعدهم وعامة أبنائها المنتمين إليها، ومع ذلك كله، تظل التباينات واضحة من فرد إلى فرد، تباينات في السلوك والتفكير والتصرفات، بحسب البيئة المحيطة، والطبقة الاجتماعية والعمر، وأبعاد تتعلق بمدى احتكاكه بالمجتمع، مما يجعلنا نطلق دعوة لمحاولة فهم الإنسان كإنسان، وألا نتعامل مع التنظيمات على أنها كتلة واحدة، فالنقد الموجه للتنظيم كفكرة وككيان وكقيادة، يختلف عما يمكن توجيهه للفرد كإنسان، فمن بين طيات كل تلك الصور، ستجد إنسانًا داخل كل تنظيم، رغم أنك ترفض أفكاره، طالما يتفق معك في منظومة القيم الإنسانية، ويحفظ كرامتك، ويطالب بالحق أيًا كان.