اختفت إيران ومعها حزب الله اللبناني، من قائمة "التهديدات الأمريكية" في التقرير السنوي الأخير الذي قدمته المخابرات الأمريكية لمجلس الشيوخ، بعد أن كانت طهران والحزب الشيعي في لبنان، في طليعة التهديدات التي تهدد الولاياتالمتحدة في التقارير السنوية المماثلة، التي تقدمها منظمات ومجتمع المخابرات الأمريكي إلى لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ. وفي أحدث تقرير أعده المدير الوطني للاستخبارات، جايمس ار.كلابر، وقدمه إلى اللجنة المذكورة، اختفت إيران وحزب الله من "قائمة التهديدات العالمية" حسب المخابرات الأمريكية. وتضمنت النسخة الملخصة من التقرير الذي يُعد خلاصة تقارير كل المنظمات الاستخباراتية الأمريكية، مثل المخابرات المركزية، وكالة الأمن القومي، وكالة مخابرات الدفاع، مكتب التحقيقات الفدرالية وغيرها، والذي نُشر أخيراً على الإنترنت، وصفاً سريعاً للوضع الدولي والتهديدات المحتملة في مختلف دول العالم. أما جديد التقرير السنوي، فكان دخول تركيا قائمة "التهديدات المحتملة" بسبب دقة وضعها ودورها ومسؤولياتها في المنطقة بحكم قربها من العراق ومن سوريا، وبسبب سياسة رئيسها رجب طيب أردوغان. إيران وبخصوص إيران، لم يتطرق التقرير أو النسخة المتاحة للعموم منه، إلى أي تهديد مُعين يمكن أن تمثله طهران، على المصالح الأمريكية أو الغربية في المنطقة أو في العالم، وتضمن التقرير "إشادة" بجهودها في الحرب على داعش ومكافحة التنظيمات السنية المتطرفة والإرهابية في المنطقة. ولكن التقرير أشار في معرض تناوله الوضع الداخلي في طهران إلى صراع الأجنحة والقوى المختلفة في إيران، وخاصة دور بعض الأجهزة الأمنية في "المد" الشيعي، لضمان هيمنة على أساس طائفي في المنطقة. لبنان وحزب الله وفي حديثه عن لبنان اكتفى التقرير بالتعرض للوضع الحرج الذي تردت فيه بيروت بسبب المشاكل الأمنية والاقتصادية والاجتماعية المتراكمة منذ سنوات والتي عرفت مزيداً من الاحتقان والتضخم بفعل الحرب والصراع الدموي في سوريا، ما تسبب في اشتداد الانقسام الديني والطائفي في البلاد، بعد دخول اللاجئين السوريين السنة على خط التوتر الداخلي، والتهديدات الجديدة التي تمثلها كل من جبهة النصرة وداعش، على التوازن الداخلي اللبناني الهش أصلاً. ولكن التقرير لم يتعرض إلى أي دور لحزب الله، إلا في معرض حديثه عن الصدامات المسلحة بين حزب الله، والجيش اللبناني من جهة والمتطرفين والإرهابيين المنتمين للنصرة وداعش من جهة أخرى. ومن جهة أخرى لم يتوقف التقرير عند حزب الله، إلا عند حديثه عن السياسة الخارجية الإيرانية في المنطقة، مشيراً إلى دور ميليشيات الحزب في الصراعين والحربين الأهليتين في سورياوالعراق، باعتباره أداة حاسمة لضمان التمدد الإيراني الطائفي وحمايته في المنطقة. تركيا أردوغان وفي مقابل التسامح الجديد تجاه إيران، لفت التقرير، إلى المخاطر القادمة من أنقرة، بسبب وضعها الجغرافي على مقربة من البركانين السوري والعراقي، إضافة إلى مشاكلها الداخلية الخاصة بسبب الملف الكردي، وحزب العمال الكردستاني. ويعتبر التقرير، أن الحليف التركي، أصبح "غير مضمون" على الأقل بسبب سياسة رجب طيب أردوغان، الرافض لبذل أي جهد فعلي أو حقيقي ضد داعش، ليس فقط لرغبته في مقايضة ذلك بإسقاط نظام الأسد، ولكن بسبب تركيز الرئيس التركي على الانتخابات العامة المقررة في يونيو (حزيران) 2015، من جهة أولى، وحرصه على التصدي لأي تمدد كردي في المنطقة ومنع حزب العمال الكردستاني والأحزاب المتفرعة عنه من الحصول على أي شرعية دولية جديدة.