أجزمت يقينا أن رأس النظام السابق الذي جثم على رقاب الشعب اليمني لعشرات السنين كان السبب الأول والأخير في تدمير اليمن إنساناً وأرضا, بل كان السبب في تخلف اليمنيين و تغييب العقول اليمنية النظيفة المبدعة كونه لم يعرهم أي إهتمام سوى تشويه صورتهم وطمس هويتهم ليجعل جل إهتمامه بشريحه المشايخ وحملة المباخر من فاسدي وعديمي المروءة والأخلاق والدين فكان ماكان مما لست أذكره. عندما سافرت الى الهند لمواصلة المشوار الأكاديمي كنت أظن وبعض الظن إثم أن حال الجامعات الهندية مثل حال جامعاتنا، فتفاجأت مما رأيت .ذهبت الى احدى الجامعات الهنديه بحيدر أباد مع احد الزملاء فكدت أصعق مما لمحته في أرضية الجامعه من مقومات ومباني ومكتبه وسكن جامعي وحدائق وملاعب وصالات رياضيه تليق بالطالب أو الباحث تبعث في نفسه حب العلم والتعلم ، فالأجواء مهيئه للباحث او الطالب من كل الجوانب من مراجع وكتب وكل ما يحتاجه الباحث او الطالب من مستلزمات البحث فهناك المكتبه الجامعية المقروءة وايضا المكتبه الإلكترونية تجد مئات الآلاف من الكتب التي تحتاجها ، خدمة الإنترنت شبه مجانيه وسرعه فائقة الخيال , المكتبه لوحدها كجامعه يمنيه , أما الجانب الترفيهي فتوجد الصالات والملاعب وجميع الألعاب الرياضية , أما الجامعة فكلها حديقة وورود اجواء تشعرك بطمأنينة وارتياح بل كل الهند حديقه خضراء , بمجرد دخولك الحرم الجامعي تشعر انك طالب جامعي فتشعر بالشوق للدراسة , أما عن معاملة الأستاذ الجامعي للطلاب معاملة الأب لولده يصغى اليك , يتلمس همومك ويبذل كل ما بوسعه لكي يساعدك ويسهل لك كل الطرق , ويبتسم بوجهك بعكس ما رأيناه في جامعاتنا باستثناء القلة من أساتذة الجامعة المحترمين للإنصاف حتى لا نظلم أحد, لذلك نحن بحاجه الى صياغة جديده وتفكير جاد ومستعجل لإنقاذ التعليم العالي في يمننا الحبيب والإهتمام به وبالعقول والكوادر اليمنيه التي تسربت من جامعاتنا وذهب للعمل خارج اليمن بسبب الإهمال وعدم الإهتمام بهم , فراتب الأستاذ الجامعي لا يساوي راتب موضف عادي في دول الجوار فلذلك لا غرابه أن نجد كوادرنا العلمية تهاجر البلاد بسبب الوضع الاقتصادي المتردي. إذا أردنا نهضه إقتصاديه وتنموية وعلمية فيجب على الحكومة أن تهتم بالثروة البشرية ممثلة بالكوادر اليمنية والشباب وفتح الجامعات والأقسام والتخصصات أمام الجميع وبدون إستثناء , وعدم القياس بالمعدل واختبار القبول فكثير من شبابنا يمتلكك طاقه وقدره على الدراسه لكن للأسف بسبب ان معدله ضعيف لا يجد من يحتويه في الجامعات و المعاهد المهنية إما بسبب محدودية المقاعد أو المعدل وهذا يسبب تسرب الكثير من الشباب عن الدراسة. على سبيل المثال في الهند لا يقاس قبول الطالب بمعدله حتى لو نسبته 55% يقبل الأهم هو أن التخصص الذي سيدرسه، هل مؤهله السابق يتناسب مع اختياره للتخصص هذا معيارهم للقبول والتعليم مجاني للكل وبأسعار رمزيه وهذا يدل على اهتمام الدولة بالتعليم والانسان معا. العلم هو أساس النهضة الإقتصادية والتنموية في أي دوله ولا تقاس نهضة الدولة إلا بقياس نهضتها العلمية . أخيراً نرجو من حكومتنا أن تهتم بالتعليم ككل جامعي وأساسي وأن تفتح الجامعات أمام الطلاب والغاء إجراءات القبول بالمعدل وأن يدخل كل الطلاب للدراسة , وأن توسع مقاعد الدراسية وبدلاُ من توزيع الأموال على المشائخ والفاسدين ومن رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام يتم إستيعاب الكوادر الموجودة في اليمن ولو براتب ضئيل ونستفيد من طاقاتهم وعلمهم وإتاحة الفرصة للكادرالعلمي والطالب معا في نفس الوقت في هذه الحاله سنوجد نهضة علمية وإقتصادية لا محاله فارجوا أن يصل كلامي هذا الى أصحاب الشأن.