قال الكاتب البريطاني ديفد بلير إن الحرب بين إسرائيل وإيران ليست وشيكة، وإنه قد لا تندلع حرب بين الجانبين المتصارعين على الإطلاق، وأشار إلى أسباب يراها تحول دون قيام تل أبيب بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية. وأوضح -في مقال نشرته له صحيفة ذي ديلي تليغراف البريطانية- أن من بين ما يمنع إسرائيل من توجيه ضربة لإيران كون الحرب مع طهران ليست من صالح تل أبيب، وأن الإيرانيين سيلتفون حول قيادتهم في حال تعرضت بلادهم لأي هجوم خارجي، مما يقوي قيادتهم التي لا تحظى بشعبية كبيرة في الوقت الراهن. وأضاف أن إيران سترد بشراسة على أي هجوم إسرائيلي، وذلك عن طريق ذراعها العسكرية في جنوب لبنان ممثلة في حزب الله، مما سيسبب خسائر بشرية بين المدنيين الإسرائيليين، وأن طهران ستقوم أيضا بإغلاق مضيق هرمز، مما يؤدي إلى تداعيات سلبية غير متوقعة على الاقتصاد العالمي. وقال إنه في حال قامت إسرائيل بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، فإن الرئيس السوري بشار الأسد سيجد الفرصة سانحة للانضمام إلى جانب إيران في الحرب ضد إسرائيل، وذلك على اعتبار أن إيران ضحية مسلمة تتعرض لعدوان اسرائيلي. وأشار إلى أن أي ضربة جوية إسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني سيكون من شأنها مجرد إعاقة حصول طهران على القنبلة النووية بعض الوقت، وليس تدمير الطموحات النووية الإيرانية أو وقفها برمتها إلى الأبد. كما أن القادة الإسرائيليين يدركون جيدا مدى خطورة إقدامهم على قصف المنشآت النووية الإيرانية، وثمة ملامح قد تظهر في الأفق لاحتمال اتفاق بين إيران والولايات المتحدة بشأن أزمة النووي الإيراني. وأضاف أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئ قد بلغ من العمر عتيا (73 عاما) وبات عجوزا مريضا بالسرطان، وقد يختفي من المشهد الإيراني في أي لحظة، كما أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يمر ب"دور البطة العرجاء" في الفترة النهائية من رئاسته للبلاد، التي سيغادرها في يونيو/حزيران القادم، وكل هذا يعد في صالح الغرب والولايات المتحدة و إسرائيل. وأوضح أن إيران ربما تحظى بقيادات جديدة في غضون عام قادم أو اثنين، مما قد تنشأ عنه فرص جديدة للتفاوض بشأن الأزمة النووية الإيرانية، لا بل وقد تنشأ خيارات أخرى مختلفة بشأن برنامج إيران النووي.