دعت مؤسسة شوذب للطفولة الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين إلى احترام قرارات حقوق الإنسان وعدم زج الأطفال تحت سن ال18 في المعارك الدائرة في محافظة صعدة (شمال البلاد). وطالبت في مؤتمر صحفي ختامي لحملتها المناهضة لاستغلال الأطفال في النزاعات المسلحة، وعقدته صباح اليوم الأحد بصنعاء، طالبت الحكومة بضرورة ضمان سد الحاجات الخاصة بالأطفال المستغلين في الحروب من خلال برامج فعالة ومناسبة كإعادة التأهيل وإدماجهم في المجتمع.
وفي المؤتمر الصحفي الذي شارك فيه أطفال من صعدة، تحدث الطفل أكرم أحمد سالم – الذي قالت الحكومة أن الحوثيين استغله بنقل متفجرات قبل أن يقبض عليه الجيش- عن ما حدث له، وأكد أن المتمردون الحوثيون استغلوه من نقل متفجرات على جسمه، وتم اخفائها بين ملابسة التي يلبسها ونقلها إلى داخل مدينة صعدة القديمة، إلا أن الجيش ألقى القبض عليه قبل أن يصل إلى الهدف الذي حدده له المتمردين.
الطفل ضياء المداني – أحد أطفال صعدة- قال أن شاهد خلال الحرب السادسة أفضع مما شاهده في الحروب السابقة، مشيراً "إلى حالة الخوف والرعب التي عاشها مع اسرته داخل مدينة صعدة خلال الأيام الماضية، وكيف تحولت المدرسة التي كان يدرس بها إلى متارس لقوات الجيش، بالإضافة إلى انعدام المواد الغذائية عن السكان لبضعة أيام".
ودعا بيان لمنظمة شوذب الحكومة إلى عدم التساهل بقضايا استغلال الأطفال في أعمال التخريب والإرهاب، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد كل من يقوم بذلك ووضع الضمانات لحمايتهم من الحروب.
كما دعت القيادات الدينية إلى تبني دور إيجابي يمكنهم من لعب دور فعال في محاربة عسكرة الأطفال واستغلالهم في الحروب نتيجة ما له من تأثيرات سلبية على الأطفال.
من جهته، تحدت عادل دبوان مدير إدارة الدفاع الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية حول الإجراءات التي تقوم بها الحكومة لحماية الأطفال من الاستغلال.
وقال دبوان "أن الدولة تقوم بتنفيذ المصادقات والمواثيق الدولية وكذا تنفيذ البرامج في الميدان للأسر والأطفال المتأثرين من الحرب ومنع تجنيد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما أو إلحاقهم بالجيش وكذا الأعمال المدنية وأن الحكومة توفر خدمات الصحة والتعليم للأطفال في المناطق التي يأوي إليها النازحين.
وحول تجنيد الأطفال في صفوف الجيش، نفى دبوان ذلك، وقال "إن الحكومة لا تقبل تجنيد الأطفال ممن يقل أعمارهم عن 18 عاماً وأنها وضعت معايير لمنع تجنيد الأطفال وتلتزم بالتشريعات"
وبين دبوان أن هناك إعادة تأهيل للأطفال الذي شهدوا النزاع المسلح في صعدة، من خلال سعي الحكومة بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية في تنفيذ البرامج الهادفة لتأهيلهم والتي ستستمر حتى نهاية 2010.
المسؤول الإعلامي بمنظمة اليونيسف في اليمن، من جهته طالب الحكومة اليمنية والمنظمات غير الحكومية والصحفيين إلى العمل جميعاً من أجل توفير حماية للأطفال ومساعدتهم على نيل حقوقهم.
وأوضح نسيم الرحمن أن حوالي 60% من النازحين بسبب الأحداث في صعد أطفال وتنتشر فيهم الأمراض بشكل كبير وذلك للظروف السيئة التي يعيشونها وخصوصاً في مخيم المزرق.
وقال في المؤتمر الصحفي أن منظمة اليونسيف تسعى جاهدة من توفير مأوى نظيف وكذا الأدوية اللازمة للأطفال ومحاولة التخفيف من سوء التعذية التي تنتشر لدى معظمهم، كما تسعى لتوفير الحاجات الاساسية للدراسة وتعليمهم في المخيمات.
وإذ حذر من استغلال الأطفال في النزاعات المسلحة. كشف نسيم الرحمن عن أن 60% من النازحين البالغ عددهم قرابة 80 ألف نازح في مناطق الجوف وعمران وحجة هم أطفال، وقال: إن منظمة اليونيسيف عملت خلال الأيام القليلة الماضية على إنشاء عدد من الخيام في تلك المناطق وتمكين أكثر من 900 طالبٍ وطالبة من النازحين من الدراسة.
مدير عام منظمة رعاية الأطفال أكد على أن هذه الحرب صعبة وخصوصاً للأطفال موضحاًَ أن منظمته تدعم الاصوات التي تدعو إلى وقف الحرب وعلى وجه الخصوص من أجل الأطفال وذلك لعدم وجود أصوات تدعمهم.
وتطرق إلى ما تقوم به المنظمة من توفير الأماكن المهيئة للأطفال وتوفير التعليم في كل من صعدة وحرض وعمران مطالباً في الوقت نفسه الحكومة والجمعيات الوقوف معاً من أجل الوصول إلى الأطفال النازحين المتواجدين خارج المخيمات حتى يتم إيصال المعونات لهم.