تمثل دورات كأس الخليج رحلة عمر بالنسبة لي فقد علمتني الكثير من التجارب وأكسبتني المعارف والاصدقاء فأصبحت جزءا هاما في مسيرتي العملية والاعلامية فهي التي كونت لي شخصية على الصعيد الاعلامي ولهذا أصبح لها وضعها الخاص في قلبي ولها لي من المواقف والذكريات الحلوة والمرة التي علمتني الحب والتضحية والصبر. واليوم يتجدد الحديث عن عروس الدورات الرياضية كأس الخليج العربي التي تعود الى رياض الخير فالجميع يتمنى أن تنجح الشقيقة الكبرى في تنظيم الحدث الكبير فهي ليست غريبة عنها وسبق تنظيمها ثلاث مرات .
والآن تمر وتعود الى أرض الذكريات لنا (فوق هام السحب) تحديدا حيث كانت المشاركة الخارجية الاولى لمنتخبنا الكروي في دورات كأس الخليج العربي الثانية عام 72 حيث نتطلع للحفاظ على اللقب، ومن يسترجع هذه السنوات سيجد الكثير من الذكريات الجميلة التي يحملها كل خليجي في أعماقه فهذه تجربة عمر لما تحمل هذه البطولة الغالية علينا من ذكريات جميلة والتي علمتنا فنون الإعداد والإدارة والتنظيم والاعلام الرياضي وبدأت الكرة في الخليج رحلتها في عالم المنافسة الشريفة تبحث لها عن هوية وعن مكانها اللائق فلم تكن هناك دورة تحظى بسمعة تستحق الالتفاف حولها وما يميزها عن غيرها بأنها علاقة حب بين القادة والشعوب مما أدى لوجود صلة وترابط قوي مما يعزز من مكانتها شيبتني كأس الخليج..
هو علامة فارقة في تاريخ الرياضة اليمنية والعربية، إنه الولد اليمني «الشقي»، كما كان يحلو للجماهير المصرية مناداته، فهو اللاعب الوحيد الذي لعب لمنتخب مصر في مباراة ودية وهو لا يحمل جنسيتها، وهو اللاعب العربي الوحيد الذي تم علاجه في بريطانيا بأمر من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر رئيس مصر، على نفقته الخاصة، خاض تجربة التدريب مع المنتخب اليمني، وقد سمي باسمه أكبر ملعب في العاصمة صنعاء (ملعب المريسي)، حقاً هو نجم لا ينسى من الذاكرة الرياضية اليمنية والمصرية، بقدراته الفنية العالية وأخلاقياته السامية، وأمثاله لهم سجل خالد يحفظ لهم كل إنجازاتهم وإبداعاتهم.
ويعد علي محسن أو «علي أطلس»، كما أطلق عليه المعلق المصري الشهير الراحل الكابتن محمد لطيف، أشهر لاعب كرة قدم في تاريخ اليمن، وأنجح محترف مثّل الكرة اليمنية في صفوف الزمالك المصري سنوات طويلة، ويحظى بمكانة كبيرة لدى أبناء الشعب اليمني، لا يضاهيها أحد من الشخصيات الرياضية على مستوى المحافظات الشمالية والجنوبية، وتقديراً لتاريخه الحافل، قررت الحكومة اليمنية ووزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة اليمني، إطلاق اسمه على أكبر استاد رياضي في اليمن، كأكبر تكريم له ولعطائه وإنجازاته.
شخصية فرضت نفسها وقد طغت شخصية علي محسن المريسي على كل الشخصيات الرياضية في اليمن، ونال لقب شخصية القرن في اليمن عام 2000، وفقاً لاستبيان أجرته وكالة الأنباء الرسمية، وتأثر به الكثير من نجوم كرة القدم في اليمن، وقد نشأ وترعرع في عدن، وكان لقبه الشهير أبو الكباتن، وفي عز مجده في ستينيات القرن الماضي، لعب مع منتخب مصر، مع أنه لا يحمل الجنسية المصرية، وقد اعتذر عن قبولها بسبب حبه وولائه لليمن.
وبدأ ممارسة كرة القدم في نادي الغزال بعدن، الذي حمل لاحقاً اسم نادي الشعب ثم الميناء، قبل أن يذهب للدراسة في مصر عام 1950، وأقام في حي الدقي بمحافظة الجيزة، ولعب كرة القدم في حواريها، ولفت الأنظار إليه من خلال لعبه الكرة بشكل متواصل، نتيجة تعثر التحاقه بالدراسة في عامه الأول في مصر، بسبب رفض الثانوية الإبراهيمية انضمامه إليها.
قنديل يضمه للزمالك واكتشفه مدرب الزمالك محمود قنديل، وهو صاحب الفضل في تقديمه للساحة الرياضية المصرية والعربية، ولعب دوراً كبيراً في تشجيعه، حيث شاهده وهو يلعب في «حواري» الدقي، وضمه إلى نادي الزمالك سنة 1956، واستمر في رعايته رياضياً، وفي عامه الثاني بمصر، قبلته الثانوية الإبراهيمية، وانضم إلى فريقها الكروي، وتألق في صفوفه، وتم اختياره أفضل لاعب في البطولة الكروية على مستوى المدارس الثانوية في القاهرةوالجيزة، فكرمته الثانوية الإبراهيمية بصرف راتب شهري قدره عشرة جنيهات، مع منحه حق السكن في سكنها الداخلي، وانضم علي محسن للفريق الأول لنادي الزمالك وعمره 18 عاماً، وكانت أول مباراة يلعبها أمام الخصم اللدود فريق النادي الأهلي في مسابقة كأس مصر، وحقق هدف الفوز للزمالك 2/ 1، وبلغ ذروة تألقه الكروي مطلع الستينيات من القرن الماضي.
عندما حقق لقب هداف الدوري المصري أعوام 1960، 1961، وكان أول لاعب يمثل اليمن خارجياً محترفاً في نادي الزمالك، وكان له دور مؤثر وكبير في تحقيق الكثير من البطولات للنادي، كما نال لقب هداف الدوري ثلاثة مواسم متتالية أعوام 1960 و1961 و1962، وكانت أجمل أهدافه أمام المصري البورسعيدي، عندما تلقى كرة على حدود خط منطقة ال 18 استلمها بصدره ولف ودار بالكرة وعلى الطائر سددها قوية سكنت الشباك، في واحد من أجمل أهدافه التي سجلها مع الزمالك.
خماسية ويستهام ومن أهم اللحظات التي لا ينساها في تاريخه الكروي مع الكرة المصرية، أنه عندما جاء فريق ويستهام الإنجليزي العملاق في ذلك الوقت إلى مصر، لأداء مباراة ودية مع الزمالك بطل مصر، وبعد فوز إنجلترا ببطولة كأس العالم عام 1966، وكان يضم هذا الفريق ستة من كبار نجوم المنتخب الإنجليزي، منهم بوبي مور قائد منتخب إنجلترا وهيرست الهداف، بينما ضم فريق الزمالك لاعبين كباراً أيضاً.
أمثال يكن حسين وعلي محسن وحمادة أمام ورأفت وفاروق السيد وطه بصري، ويومها وعلى غير المتوقع، فاجأ الزمالك الجميع وحقق انتصاراً مدوياً، فاز على ويستهام بخمسة أهداف مقابل هدف، بعد مباراة تعتبر من أروع مباريات الزمالك التي لعبها أمام الفرق الأجنبية، وفي وقت اشتهر فيه فريق الزمالك بأنه فريق «الخواجات»، أي الفريق الذي يقابل دائماً أقوى الفرق الأجنبية ويقدم عروضاً جيدة ويسجل نتائج لافتة، وفي مباراة ويستهام، تألق علي محسن وأبدع وسجل.
حيث كان يلعب بعقله وقدميه، يفتح عينيه العسليتين اللتين فتنتا النساء، ليحدد النقطة القاتلة التي يرسل إليها قذيفته، وكانت تأتيه الكرة من أعالي السماء فيمتصها بصدره لتستقر على قدميه ما بين غمضة عين، وقد قال عنه كابتن ويستهام إنه يملك القدرات الفنية التي تؤهله للاحتراف في أفضل الأندية الأوروبية، ويذكر أيضاً أن المريسي لعب أمام فريق بوتوفاجو البرازيلي الذي ضم بين صفوفه زاغالو وديدي اللذين شاركا ضمن منتخب البرازيل في كأس العالم عامي 1958 و1962.
مؤامرة عامر ومن الذكريات التي يعتز بها اللاعب كثيراً، ولعل أبرزها أنه لعب أمام أشهر لاعبي العالم، أمثال: بيليه وديستفانو وزاغالو وبوشكاش وديدي وغارنيشيا وسانتوس وسانتا ماريا وبوبي مور وهيرست، كما لعب أمام أشهر نجوم العرب، أمثال عمو بابا من العراق وصديق منزول وبرعي عبد الخير من السودان وشيشا من المغرب وحسن الأمير من الجزائر وغيرهم، وتوقف عن اللعب في مصر وعاد إلى اليمن، بعد مؤامرة قادها المشير عبد الحكيم عامر، الذي سلط الصحافة المصرية للنيل من اللاعب الفذ، بالرغم من تكريمه له في مناسبة سابقة بساعة يد تحمل صورته الشخصية، لكنه، أي المريسي، عاد إلى مصر مرة أخرى وكرمه نادي الزمالك في حفل كبير أقيم بمقر النادي عام 1992، كما كرمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والرئيس الأسبق علي ناصر محمد، وانتقل إلى جوار ربه يوم 26 نوفمبر 1993، وتخليداً لذكراه، ينظم فرع الاتحاد اليمني لكرة القدم في عدن، مسابقة سنوية كروية باسمه، كما أطلقت السلطة المحلية بعدن اسمه على الشارع الذي كان يسكن فيه في مدينة التواهي.