اعتبر تقرير نشره "بروجيكت سنديكيت" أن قرار الاحتياطي الفيدرالي الامريكي برفع معدل الفائدة لأول مرة منذ عام 2006 يمثل "لحظة حاسمة للاقتصاد العالمي"، ويبدأ ما أطلق عليه الاقتصادي "محمد العريان" اختلاف السياسة العظيم، مع تداعيات تشمل الاقتصادات والأسواق المالية العالمية. وأشار التقرير إلى أن تأثير رفع الفائدة الأمريكية بنسبة 0.25% سيكون قويًا خاصة على البلدان الناشئة، حيث تعتبر عملاتها عرضة لارتفاع الدولار، وتشديد شروط السيولة في الولاياتالمتحدة، ورصد محللون قرار رفع الفائدة الأمريكية وتداعياته من عدة زوايا واسعة. توقعات السياسة النقدية - أكد قادة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن البنك يخطط لرفع معدل الفائدة ببطء أكبر مما كانت عليه الفترات السابقة لتشديد السياسة النقدية، وهو ما يلقى مصداقية بسبب العزم الحقيقي على دفع التضخم أعلى 2%. - يرى "جوزيف ستيغيتز" الحائز على جائزة "نوبل" في الاقتصاد أن هناك احتمالات لتشديد السياسة النقدية بشكل أسرع من المعلن، حيث إنه بدلا من محاولة السيطرة على التضخم يسعى المركزي الأمريكي للحد من البطالة ومكافحة عدم المساواة في الدخول.
- أضاف أن تحقيق ذلك يتطلب من الاحتياطي تحفيز الاقتصاد الأمريكي عن طريق "الأموال السهلة"، وهو ما يجعل خطوة رفع معدل الفائدة بنسبة 0.25% أمرا خطيرًا وسابقا لأوانه.
- يعتقد "كارمن راينهارت" من جامعة "هارفارد" أن الاحتياطي الأمريكي سيعتمد سياسة التدرج في تشديد السياسة النقدية، لتجنب الإضرار بالأسواق الناشئة المثقلة بالديون الدولارية.
- في حين يشير "باري أيكنغرين" الخبير لدى مؤسسة "بيركلي" إلى أن قرار السياسة النقدية الأمريكية كان مدفوعا بالوضع في الصين، خاصة مع سعي بكين لاستقرار قيمة اليوان. التدرج المطلوب؟ - يعارض "ريتشارد كوذل" الخبير في "الأونكتاد" قرار رفع الفائدة الأمريكية معتبرًا أنه "سابق لأوانه"، قائلا إن استمرار سياسة التشديد النقدي في الولاياتالمتحدة يهدد بمشاكل خطيرة للاقتصاد العالمي خاصة الأسواق الناشئة بسبب الديون الهائلة للأسر والشركات والحكومات.
- يرى العديد من الاقتصاديين أن الاحتياطي الفيدرالي كان عليه رفع معدل الفائدة في وقت سابق، وهو ما يستدعي التحرك بشكل أسرع مما هو مخطط له.
- تعترض "غيتا جوبيناث" من جامعة "هارفارد" على ما تعتبره "إلهاء الدولار"، مشيرة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي انحرف عن هدف مكافحة التضخم بسبب مخاوف غير مبررة خاصة بقوة الدولار.
- كما يشير "ستيفن روتش" كبير الاقتصاديين السابق لدى "مورجان ستانلي" إلى أن الفيدرالي الأمريكي أخطأ في إبقاء معدل الفائدة منخفضًا للغاية لفترة طويلة، ما تسبب في عدم الاستقرار المالي.
- يقول نائب محافظ بنك إنجلترا السابق "هوارد ديفيز" إنه من المبرر زيادة أسعار الفائدة استجابة لطفرة الائتمان، رغم استمرار التضخم دون المستهدف، كما يحذر الحائز على جائزة نوبل "روبرت شيلر"من أن الفائدة المنخفضة خلقت فقاعات في العقارات والأسهم والسندات طويلة الآجل، ما قد يتسبب في أزمة اقتصادية.
- يوضح كبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد "كينيث روغوف" أن أسعار الفائدة الأمريكية ستبقى منخفضة حتى في حال إقرار عدة زيادات بنسبة 0.25%
- أضاف "روغوف" أن الخطر من تشديد السياسة النقدية الأمريكي "سياسي بالدرجة الأولى"، مع احتمالية إلقاء اللوم على القرار في كل ما سيحدث في الاقتصاد الأمريكي خلال العام المقبل، وهو ما سيتزامن مع حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
- أشار التقرير إلى أن قرار رفع الفائدة الأمريكية سيكون له تأثير مالي واقتصادي منخفض، حيث إن القرار سوف يساعد على طمأنة المستثمرين والشركات، وتبديد ذكريات الأزمة المالية في 2008. رابحون وخاسرون - يُجمع الاقتصاديون تقريبًا على أن آثار رفع الفائدة الأمريكية ستظهر بشكل أكبر خارج الولاياتالمتحدة، حيث يشير "جيفري فارانكل من جامعة "هارفارد" إلى احتمالية تكرار سيناريو عامي 1982 و1994 حينما تسبب تشديد السياسة النقدية الأمريكية في التعجيل بأزمة مالية في البلدان النامية.
- يرى "خوسيه أنطونيو" وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الاقتصادية سابقًا أن الأزمة تتمثل في الهيمنة العالمية للدولار الأمريكي، وهو ما سيتسبب في تأثر مفرط للسياسة النقدية في الأسواق الناشئة.
- في حين يرى "يو يونغدينغ" مدير الاقتصادي العالمي في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن هذه المخاوف سوف تتراجع مع إدراج اليوان الصيني في سلة عملات احتياطات صندوق النقد الدولي.
- على المدى القصير، قد يعني دخول اليوان لسلة عملات احتياط حقوق السحب الخاصة إقناع الأسواق بأن خفض قيمة العملة الصينية في أغسطس/آب الماضي لم يكن بداية لهبوط كبير، وهو ما سيخفف من الضغوط الهبوطية لعملات الأسواق الناشئة خاصة في آسيا.
- يعتقد "نورييل روبيني" الذي توقع الأزمة المالية في 2008 أن التصحيح في الأسواق الناشئة قد حدث بالفعل خلال الفترة الماضية، وهو ما يحد من احتمالات حدوث مزيد من الهبوط بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي.
- فيما يخص الوضع في الولاياتالمتحدة وأوروبا، يعتقد معظم المحللين أن رفع الفائدة الأمريكية سيكون له تأثير محدود على النشاط الاقتصادي بشكل مباشر، إلا أن "شيلر" يبدي قلقه بشأن تراكم الديون وارتفاع أسعار الأصول في البلدان المتقدمة.