قال الشاعر الزهاوي : إذا كان للمرء عزم في إرادته فلا الطبيعة تثنيه ولا القدر المفكر والأديب عباس محمود العقاد له عبارة تقول (الإرادة كالسيف يصدئه الأهمال ويشحذه الضرب والنزال) والرئيس الأمريكي ترامب يتميز بشخصية مثيرة للجدل صاحبة قرار ولاتخشى الضرب والنزال ولذلك كان قراره التاريخي في زيارة المملكة العربية السعودية مفاجأة من العيار الثقيل فهي غير متوقعة لأنه جرت العادة أن تكون اول زيارة الرئيس الأمريكي بعد توليه المنصب للدول المجاورة مثل كندا والمكسيك ولذلك كان قراره تاريخيا فيه يعيد التاريخ نفسه . الرئيس الأمريكي الراحل روزفلت هو أول رئيس أمريكي التقى الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وطيب ثراه في سنة 1945 أثناء الحرب العالمية الثانية وقد كان اللقاء التاريخي على ظهر باخرة في قناة السويس وكان بداية علاقة استراتيجية متميزة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية التي يعيد اليوم ترميمها الرئيس ترامب بعد أن شابها الكثير من الفتور والتصدع أثناء فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما الذي اتسمت سياسته في الشرق الأوسط بالضعف والتردد مما جعل المنطقة برمتها فوق صفيح ساخن بعد أن عاثت دول محور الشر فسادا في المنطقة ونشرت الدمار والخراب في سورياوالعراق واليمن وكذلك التدخل في شؤون دول الخليج . إن الزيارة التاريخية التي بدأها الرئيس الأمريكي ترامب إلى المملكة العربية السعودية تهدف إلى إعادة الامور إلى نصابها وإعادة العلاقات الأمريكية السعودية إلى سابق عهدها وأيضا إرساء شراكة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول العربية والإسلامية مبنية على المصالح المشتركة والتعاون البناء وتشكيل تحالف لمكافحة الإرهاب ووقف تمدد النظام الإيراني في المنطقة ووضع حد للحروب العبثية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة . إن الزيارة الغير مسبوقة لها أبعاد كثيرة وسوف تناقش قضايا عديدة في مجالات السياسة والاقتصاد والتسليح وهناك شركات أمريكية كثيرة تعرض منتجاتها في السوق السعودية لزيادة حجم التبادل التجاري بين أمريكا والسعودية والذي بلغ حجمه 37 مليار سنة 2016 وبالتأكيد سوف تشهد العلاقات الأمريكية السعودية طفرة وقفزة كبيرة في جميع المجالات . لايخفي على أحد أن هناك انزعاج من دول محور الشر من زيارة الرئيس ترامب التاريخية فقد ولى زمن السكوت على جرائم ومجازر دول محور الشر في المنطقة وجاء زمن الحزم والحسم للقضايا والملفات الساخنة وفي مقدمتها القضية السورية والقضية اليمنية وأيضا الوضع الملتهب في العراق ناهيك عن الحرب الشرسة على كلاب النار داعش والتي اقتربت في نهايتها فهناك حصار لما تبقى من هذه العصابة في الموصل في العراق والرقة في سوريا وقد خسر هذا التنظيم 90% من الأراضي التي كان يسيطر عليها. إن زيارة الرئيس ترامب سوف تفتح صفحة جديدة من العلاقات المتميزة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم العربي والإسلامي باستثناء الراعي الرسمي للإرهاب النظام الإيراني وسوف يكون لهذه العلاقات تأثير إيجابي على القضية الفلسطينية التي يسعى الرئيس ترامب لإيجاد حل لها يرضي جميع الأطراف وسوف تكون محطته الثانية هي إسرائيل وكذلك زيارة الضفة الغربية مقر السلطة الفلسطينية بعد أن استقبل الرئيس ترامب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض مما يؤكد أن هناك تحرك أمريكي لإحياء مساعي السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وهي بداية مشجعة لإدارة ترامب في هذه القضية. هناك آمال كبيرة تعلق على الزيارة التاريخية الرئيس الأمريكي ترامب للملكة العربية السعودية وهي فرصة قد لا تتكرر لإيجاد حلول جذرية لقضايا ملتهبة تستنزف ثروات وخيرات دول المنطقة مثل القضية السورية والقضية اليمنية وأيضا القضية الفلسطينية التي يوليها الرئيس ترامب أهمية خاصة وهناك اتفاق وتطابق في وجهات النظر بين الولاياتالمتحدةالأمريكية من ناحية والمملكة العربية السعودية والدول الخليجية والعربية والإسلامية من ناحية أخرى أن النظام الإيراني يشكل خطرا كبيرا على دول المنطقة ولابد من التصدي له والحد من خطورته مما ينذر بمواجهة قريبة مع هذا النظام الدموي وكذلك نظام الجزار بشار والنظام الروسي الذي يشارك في الجرائم والمجازر التي ترتكب في سوريا والتنظيمات الإرهابية التي تنفذ الأجندة الإيرانية في المنطقة وقد اقترب حسم قضايا المنطقة مع الزيارة التاريخية الرئيس الأمريكي ترامب للمملكة العربية السعودية فهناك رغبة مشتركة في بداية عهد جديد تنعم فيه المنطقة بالأمن والاستقرار.