تمكن فالنسيا من إيقاف قطار الأتلتيكو وكبده أول خسارة هذا الموسم بهدفين نظيفين في المباراة التي أجريت على ملعب المستايا في قمة الجولة العاشرة من الليجا. وبدا مند البداية أن المباراة ستكون حامية الوطيس، حيث كان فالنسيا يعول كثيراً على اللقاء للعودة إلى الواجهة وإعادة اكتشاف نفسه فيما أراد الروخي بلانكوس أن يعززوا بدايتهم الجيدة ويبرهنوا أنهم يستحقون المنافسة على الدوري في أول مباراة من العيار الثقيل لهم هذا الموسم. وبهذه المعطيات، انطلقت المباراة وسط تكافئ تكتيكي كبير بين الطرفين مع تفوق في الاستحواذ على الكرة لفالنسيا الذي كانت له الكلمة العليا في وسط الميدان، فيما حاول الأتلتيكو استغلال المرتدات السريعة والكرات العرضية من أجل مباغتة خصمه. ولم تشهد أول ربع ساعة من المباراة سوى بعض المناورات والتسديدات البعيدة من كلا الطرفين، وطبع الحذر أسلوب الفريقين حتى الدقيقة 17 حين أتيتحت أول فرصة خطيرة لصالح الزوار الذين كانوا قريبين جداً من افتتاح التسجيل من ركلة ركنية خلقت دربكة كبيرة في مناطق فالنسيا وانتهت بإصابة لفالكاو على مستوى الرأس. بعد ذلك مباشرة، رد فالنسيا بطريقة رائعة وفعالة بهدف غاية في الجمال عن طريق روبيرتو سولدادو الذي حول تمريرة ساقطة من عادل رامي إلى مرمى كورتوا بتسديدة جميلة في الزاوية البعيدة عن حارس الأتلتيكو دون أن يحتاج لترويض الكرة، هدف أشعل مدرجات المستايا التي ساندت فريقها طوال الشوط الأول. وحاول رفاق رادميل فالكاو أن يتداركوا الموقف بعد تأخرهم في النتيجة، فاعتمدوا على الركلات الثابتة والكرات العرضية التي وجدت دفاعاً يقضاً من فالنسيا وحارساً تمكن في غالب الأحيان من إبعاد الكرة عن مرماه كما أن فالكاو عجز تماماً عن الظهور بصورته المعهودة وسط الرقابة الصارمة من عادل رامي وجواو بيريرا وكانت أخطر الفرص لصالح الأتلتيكو في الدقيقة 23 من ركلة حرة مباشرة أبعدها دييجو ألفيش عن مرماه بنجاح، فيما فشل فالنسيا في خلق فرص كثيرة واكتفى بالاستحواذ على الكرة في وسط الميدان والتي كانت غالباً تضيع منه بتمريرات طولية أو عرضيات بلا عنوان، لينتهي الشوط الأول بتقدم فالنسيا بهدف نظيف. ومع بداية الشوط الثاني، بدا أتلتيكو مدريد عازماً على تعديل النتيجة فتكرس ذلك مند الدقيقة 47 حين سدد التركي أردا توران كرة قوية مرت فوق العارضة ببضع سنتمترات وأشعلت الرعب في قلوب جماهير فالنسيا الذين لم يهدأ لهم بال طيلة المباراة، خاصة مع مواصلة رجال سيميوني لزحفهم الهجومي وخلقهم لفرصة أخرى من الرواق الأيمن عن طريق أردا توران الذي راوغ جواردادو ثم مرر كرة للطليق خوانفران والذي سدد كرة علت المرمى بدورها، قبل أن تتاح فرصة أخرى أكثر خطورة لرداميل فالكاو الذي كاد يعدل الكفة من كرة رأسية لم ينقصها سوى القليل من التوجيه. ولم يتوقف ضغط واستحواذ الأتلتيكو طيلة أطوار الشوط الثاني، لكن فالنسيا عرف تماماً كيف يتعامل مع الوضع وأحبط جل عمليات الفريق المدريدي، كما عمل دفاع الخفافيش على عزل رادميل فالكاو عن زملائه، وهي مهمة نجحوا فيها بامتياز. وتواصلت أحداث الشوط الثاني بنفس المعطيات، وهو ما جعل الأتلتيكو قريباً من تعديل الكفة في أي لحظة، خاصة في الدقيقة 71 عن طريق أردا توران الذي انفرد بالحارس دييجو ألفيش وحاول مراوغته، لكن الكرة طالت على التركي ولم تهز تسديدته سوى الشباك الخارجية. ووسط كل هذه المحاولات من الفريق الزائر، كاد جواردادو يدق المسمار الأخير في نعش الأتلتيكو في الدقيقة 77 عندما سدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء، تسديدة مرت محادية للقائم الأيسر لكورتوا، تلاها المكسيكي في الدقيقة 83 بتسديدة أخرى من الجهة اليسرى مرت فوق المرمى. وقبيل انتهاء المباراة بثوان قليلة، تمكن فالنسيا من مضاعفة الغلة بعد أن مرر فيغولي كرة بينية لنيسلون فالديز الذي راوغ كورتوا ثم وضع الكرة في مرمى اللوس كولتشونيروس معطياً فوزاً مهماً لفالنسيا بهدفين لصفر. وبهذه النتيجة، ارتفع رصيد فالنسيا ل14 نقطة في المركز السابع فيما تجمد رصيد الأتلتيكو في 25 نقطة في المركز الثاني.