أمام الصدام الطائفي الذي تشهده ميانمار (بورما سابقا)، الذي يعد الأكثر دموية منذ سنوات، بات مصير الروهانغ المسلمين داخل ميانمار محفوفا بالمخاطر. وما زال العنف الطائفي يفترس ولاية راكين (غرب ميانمار)، على الرغم من إعلان الحكومة حالة الطوارئ هناك، ويتعرض المسلمون الروهانغ بشكل متزايد لهجمات منظمة تتضمن عمليات قتل واغتصاب واعتداء جسدي، طبقا لتقارير «منظمة العفو الدولية» بحسب ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية. ووصلت الصدامات العرقية بين البوذيين في ولاية راكين وشعب الروهنغيا المسلم إلى مستوى اضطر الآلاف من الروهانغ إلى الفرار من منازلهم في مواجهة «إبادة جماعية متصاعدة». والروهنغيا هو شعب مسلم يعيش في ولاية أراكان في المستعمرة البريطانية السابقة بورما، المعروفة الآن باسم ميانمار. وتتضارب الأقوال حول أصل تسمية «الروهنغيا»، ويقول بعض المؤرخين الروهانغ مثل خليل الرحمن إن تسمية الروهنغيا جاءت من الكلمة العربية «رحمة»، وقد نسبوا ظهور هذا المصطلح إلى حادث تحطم سفينة وقع في القرن الثامن الميلادي، حيث يروي هؤلاء المؤرخون أن إحدى السفن العربية تحطمت بالقرب من جزيرة رامري، وأصدر ملك أراكان أمرا بإعدام التجار العرب الذين كانوا على متنها، فصرخوا بلغتهم: «الرحمة، الرحمة»، ومن ثم أطلق عليهم اسم «رحمة»، قبل أن يتغير الاسم بالتدريج من رحمة إلى روهانغ، إلى أن استقر في النهاية على روهنغيا. إلا أن هذا الرأي يلقى اعتراضا من جهور الدين أحمد ونظير أحمد، وهما رئيس وأمين «مؤتمر مسلمي أراكان» السابقان على الترتيب، اللذين يقولان إن المسلمين الذين جاءوا في هذه السفينة يسمون حاليا مسلمي «ثامبو كيا» ويعيشون على امتداد ساحل أراكان، وإنه لو كان مصطلح الروهنغيا مشتقا من هؤلاء المسلمين، لكانت جماعة «ثامبو كيا» هي أول جماعة تعرف بالروهانغ، ويؤكد الرجلان أن الروهانغ يتحدرون من سكان روها في أفغانستان. وهناك مؤرخ آخر، هو شودري، يقول إنه تم تحريف كلمة «مروهاونغ» (وهي مملكة أراكان القديمة) بين السكان المسلمين لتتحول إلى روهانغ، وبالتالي سمي سكان الولاية بالروهانغ.