الصغار وقعوا ضحية الكبار دون إدراك ، مداخيل الأحداث متدنية ، أسرهم تعاني الأمية .. أمهاتهم ناضجات .. ولكن ! " التغيير" خاص: أظهرت دراسة حديثة حول أوضاع " الأحداث المنحرفين في اليمن " أن معظم الأحداث من فئات محرومة وفقيرة وبعضها شديدة الفقر، إذ دخل أسرهم متدن جدا . وتوصلت الدراسة التي أعدها ملتقى المرأة للدراسات والتدريب ( WFRT ) إلى أن معظم الأحداث المنحرفين ارتكبوا جرائمهم بدوافع اجتماعية واقتصادية دون وعي بأبعاد المشكلة وعواقبها عليهم . كما أن غالبية اسر الأحداث المنحرفين تعاني من الأمية وهو ما أدى إلى عجز الأسر عن أداء دورها في عملية التنشئة الاجتماعية وسهل عملية وقوع الحدث في الانحراف . كما توصلت الدراسة إلى أن معظم الأحداث تركوا مدارسهم ونزلوا إلى الشارع للعمل , وضمن نتائج الدراسة أن أسرة الحدث كبيرة الحجم مما يصعب الإشراف التربوي السليم على الحدث . وتشير الدراسة إلى أن هؤلاء الأحداث يعانون من نقص في التربية القيمية الحميدة وهناك اهتزاز واضح في العلاقات الأسرية وكذا الحال بالنسبة للمدرسة فمنهم من تركها للعمل بحجة الضائقة المالية والمعيشية , ومنهم من لم ير نفعا في المدرسة . وتقول الدراسة " إن معظم الأحداث تتراوح أعمارهم بين 15 18 سنة إذ بلغت نسبتهم 72,4% بينما بلغت نسبة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 11 14 سنة إلى 27,6 % , أي أنهم أطفال وقعوا ضحية الكبار في الانحراف ففي هذه السن لا يدرك الطفل معنى الانحراف والقيم المتبعة في المجتمع فهو يسقط ضحية المجتمع والظروف القاسية التي يمر بها وهذا ما يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار عند محاكمة هؤلاء الأطفال , حتى لا يظلموا ويزج بهم في سجن الأحداث " . وإذا كان الأحداث يعملون بنسبة عالية فان السؤال المهم هو ماذا يعملون ؟ و تشير الدراسة " إلى أن هناك ما نسبته 24,9 % يعملون كعمال وهذا عمل شاق لطفل غير بالغ , بما يقتضيه هذا العمل من ساعات عمل طويلة وأعمال شاقة , تفوق طاقته الجسدية وحاجته النفسية كانسان غير بالغ , فهو لا يستطيع أن يدرس , أو يلعب , أو يخالط أصدقاء , أو يأخذ قسطا من الراحة , بما يحتاج إليه نموه الجسدي في هذه المرحلة , بالتالي فان العمل يؤثر على نموه الجسمي والنفسي , مما يخلق مشاكل جما , تجعله عرضه للانحراف والخروج على قيم المجتمع , التي لم تثبت ولم توضح بعد فلسفتها له " . وأضافت " أن دخل الأحداث منخفض جدا , ولا يكتفي تكاليف الحياة المرتفعة مما يشير إلى الطبقة التي ينتمي لها الحدث فهي الطبقة المحرومة . وعندما سئل الأحداث لماذا يعملون ؟ أجابوا جميعا : بأنهم يعملون للحاجة المادية للأسرة وان فلوسهم تصرف على الأسرة " . وتقول الدراسة " إن الجهد الذي يبذله الحدث اكبر بكثير من العائد المادي وهذا يعني ان يتعرض للاستغلال من قبل أصحاب العمل بالإضافة إلى الأسرة والمجتمع " . وتبين النتائج " أن مدة إقامة الأحداث في دار الأحداث تتراوح بين شهر إلى أربعين شهرا " . وتخلص الدراسة إلى وجود ظاهرة جديدة " لها انعكاسات ايجابية على حياة الأحداث فهناك ما نسبته 89,7 % منهم لديهم والد على قيد الحياة ولو كان هذا الوالد يقوم بعملية التنشئة الاجتماعية , لما انحرف الصبي , ولكن يبرز دور رعاية الأحداث في توجيه الأسرة والأب على رأسها دوره تجاه ابنه المنحرف , حتى يصبح وجوده ذا فائدة عملية ويساعد في عملية الضبط الاجتماعي الضرورية للحياة . وهناك ما نسبته 10,3 % الوالد متوف , مما يفقد الحدث أهم مثل أعلى يحتدى به في هذه المرحلة العمرية " . وتضيف الدراسة قائلة " إن معظم أباء الأحداث أميون , فقد بلغت النسبة 62 % وهي نسبة عالية تشير إلى أن الوالد لا يتمتع بأي مستوى تعليمي يزوده بأسلوب تربوي سليم لعملية التنشئة الاجتماعية , كذلك لديه المعرفة الكاملة في معالجة مشاكل المراهقة التي يمر بها الحدث " . وبما يتعلق بنتائج جدول سن والدة الحدث تشير الدراسة " إلى أن جميع أمهات الأحداث في سن النضج والعطاء فهناك ما نسبته 44,8 % يتراوح عمر الأم ما بين 36 45 سنة ثم 31,1 % يتراوح عمر الأم ما بين 25 35 سنة وهو سن يجب أن تكون الأم ناضجة وراعية لعملية التنشئة الاجتماعية التي يحتاج إليها الحدث " . وتبين الجداول التي تضمنتها الدراسة " إن الغالبية العظمى من أمهات الأحداث لا يعملن إذ بلغت النسبة 93,1 % بينما بلغت نسبة من يعملن 6,9 % فقط " . مضيفتا " أن أمهات الأحداث يعملن بأعمال لا تحتاج إلى ثقافة وشهادات أكاديمية , فهناك 50 % يعملن كخياطات وهناك 50 % أخرى يعملن في نسج " المعاوز " " . كما أن دخل أمهات الأحداث العاملات ضئيل للغاية فهناك ما نسبته 50 % دخلهن 3000 آلاف ريال شهريا ونفس النسبة الأخرى 5000 آلاف ريال شهريا , وهذا الدخل من وجهة نظر معدي الدراسة " لا يغني ولا يسمن من جوع " . وشملت عينات البحث الأحداث المنحرفون في دار الإحداث في مدينة تعز ، واستخدم المسح الشامل لجميع هؤلاء نظرا لمحدودية نطاق البحث " 29 " حدثا ، ولجأت الباحثة الدكتورة فوزية حسونة إلى نظام المقابلة مع الأحداث لاستخلاص كثير من المعلومات والجداول التي تضمنتها الدراسة التي استغرقت 46 يوما .