كانت النوارس البحرية جزءا هاما من حياة الطفولة في "عدن " و " الحديدة " و " المكلا " وكامل المدن البحرية في اليمن، مترافقة مع البحر والاصطياد . فإذا ما حلقت تلك النوارس بأعداد غفيرة على الساحل كان ذلك بمثابة إشارة لوصول الصيادين . وإذا ما انحسرت (...)
في هذا العمل الموثق لشواهد عدن وذاكرتها نقف على تاريخ المدينة .. مدينة الليل والمرايا .. مدينة النوارس الخضر ومهرجانات الألوان القزحية .. خرافة الزرقة ونشوة الزبد الناصع لأمواجها الحانية البيضاء .. بحارات البهاء التي أشعلت القلوب ، وألهمت الشعراء (...)
كان العرب وبقية الشعوب ذات الثقافات المدونة يحرصون على اظهار الكتاب بقالب رشيق جميل تتضافر فيه الكلمة مع الصورة والنص مع العناوين والهوامش والمؤثرات البصرية كالرسوم والزخارف .
كانوا يحرصون على ما يسمى ( عتبات النص ) والذي يتلخص في جملة المدخلات (...)
لم يكن يعلم وهو مازال في المدرسة الابتدائية أن طيفا داخليا يميد بأحلامه ومشاعره ويضعه على عتبة هذه التجربة اللذيذة الصعبة .. ففي عصر ذلك اليوم البعيد من زمن الفراشات الملونة والجراد الأخضر التقى زميلة المدرسة عند عتبة الباب الأمامي للمدخل الكبير . (...)
عصر يوم بعيد من شتاءات يناير , همت السماء بوابل من طيور خضراء فبدت كأنها تطير !! , وكانت اقرب إلى التحليق المرح تداعيا مع زرقة المساء وبدايات الغسق. لم يكن يناير رديف النوارس الخضراء فقط ، بل كان مزاجا لروائح مغايرة للمألوف ، فالبحر الذي على مده (...)
الأساس في علاقة الإنسان بالوسط المحيط يتلخص في مباشرة الحواس التي منحه الله إياها في التعرف والتذوق واستقراء المرئيات والمسموعات وما يتم تعاطيه من مواد تؤكل وأخرى تستنشق وثالثة تبهج القلب من خلال النظر إليها ، أو الاستمتاع برائحتها الزكية ، أو (...)
البدايات الأولى لكوكبة الفنانين الذي ولجوا التشكيل المعاصر في اليمن تضعنا مباشرة أمام الشاعر الرومانتيكي "لطفي جعفر أمان" الذي لا يعرف الكثيرون عن علاقته المبكرة بالفن التشكيلي ، فالموتيفات القديمة الموروثة منه بالأحبار والقلم الرصاص تدل على رشاقة (...)
ألوان الغناء اليماني تعبير مثالي عن تنوع الأنساق المجتمعية والثقافية والحياتية في بلد كبير يتسع لأقاليم جغرافية متعددة، حتى انك تجد البرد في قمم الجبال في عز الصيف، بينما تعانق الأنسام الطرية في عز الشتاء وأنت تتجول في ربوع السهول والوديان والسواحل (...)
سلسلة مقالات ثقافية
( 1 ) عمارة القلوب
كان الشيخ محي الدين ابن عربي يتحدث دوما عن عمارة القلوب وطورا عن منازل القلوب قاصدا بذلك تعمير القلوب بالمحبة و العرفان و جعلها تحلق في منازل الدلالات و الآفاق .. قابلة لأن تكون وعاء هاضما للتنوع الكبير في (...)