يشهد العالم تطوراً متسارعاً باتجاه بيئة كونية د.عمر عبد العزيز ثقافية تجعل الوعي العام متساوقاً في أربعة أرجاء المعمورة، فالقروي النابع من عمق التاريخ وثقافة المكان الخاص لم يعد غائباً عن المشهد، والتطورات العالمية ماثلة أمام الخلق أجمعين، والمعرفة لم تعد حكراً على المدرسة والجامعة والكتاب، والتطلُّع للمستقبل أصبح ديدن جيل بكامله . أمام هذه الحقائق لابد من الاعتراف بأن الثقافة الرقمية الناجمة عن الوسائط المتعددة أصبحت تشكل رافعة كبرى من روافع المعرفة والتأثير الكبيرين، كما لابد من الإقرار بأن الشفافية وحرية التعبير لم تعد مِنّة تقدّمها الدولة، بل اتساقاً مع الحقائق الموضوعية، ومن يُغال بهذه الحقيقة ينعزل وينحسر في زاويته الضيقة. التجربة المصرية الشاخصة خير دليل على مانذهب إليه،فالحرب التي شنتها السلطة المُغالبة لإرادة الشارع المصري فشلت فشلاً ذريعاً، وبدلاً من أن تحاصر الجماهير حاصرت نفسها واسقطت عن نفسها أوراق التوت بوصفها سلطة مُتكلّسة استنفدت أسباب وجودها، وهذا ماكان فقد نجح “ الفيسبوكيون"،وتألقت فيه قنوات المنع الفضائي، واخترقت “ جوجولوتويتر" حصار التلفونات، وقام العالم برمته ضد سلطة المنع المُتجهم لسدنة الماضي الشمولي المغلف بأردية التعددية المزيفة. نحن أمام زمن رقمي معلوماتي يتأبى على منطق القرن العشرين، والعاقل هو من يعرف أبعاد هذا الزمن واستحقاقاته، والخائب هو من يظل متربعاً في متاهات أوهامه.