لماذا ننظر إلى مأرب بالنظارة السوداء ؟ مأرب تحتاج إلى إنصاف إعلامي. مأرب، ومن مثل مأرب! يا زين حضارتها وتاريخها وأهلها وقبائلها. جعلنا منها ضحية للتعميم على طريقة السيئة تعم والحسنة تخص، وهذا يتناقض كليا مع قوله تعالى " ولا تزر وازرة وزر أخرى ". يتذرعون ويقولون بأن المتفرج في مأرب كالفاعل، وهم بهذا القول يظهرون عجزهم، فهذا القول ينطبق شكلا ومضمونا على الحكومة فهي المتفرجة من قبل على معاناة مأرب وإهمالها من التنمية، لا أعتقد أن السبب يكمن في القبائل فقط، كما تتحجج الحكومات على طريقة ما قدرت تعصد تعذرت على المحواش، فالسبب الأساسي هو فشل السياسات الاقتصادية المتتابعة، والغبن الحاصل في توزيع المشروعات وبرامج التنمية ، والفشل الذريع للتوعية والإرشاد والإعلام وعجز أجهزة التعليم. محافظة مأرب التي مثلت مصدرا للثروات والمعادن كالجمل المحمل زبيب ومأكله سنف ، ومن حق القبيلي هناك أن يتساءل لماذا أجوع وأراضيَّ مليئة بالخير ؟ ولماذا تمر الكهرباء منها للمحافظات وهي بلا كهرباء. هل دعمت الحكومة المزارعين في مأرب ؟ هل شجعتهم على التصدير بتنفيذ مشاريع خاصة بدعم تقنيات تجهيز وفرز وإعداد المنتجات الزراعية المتنوعة لمحافظة السد العريق، للتصدير إلى الخارج. لم نر أي دعم سوى لمزارع المسؤولين فيها ولمشاريع الحكومة، لم تلقوا أي بال لمأرب ومناطقها وأهلها واكتفيتم بالتحجج بأن أبناء مارب سبب في تعثر مشروعات التنمية، وذلك عذر أقبح من ذنب. أيها الناس: أنصفوا مأرب حتى تنصفكم، وأضيئوها حتى لا تغرقوا في الظلام. صلوا على النبي.